CRI Online

الانطباع الأول عن العراق

cri       (GMT+08:00) 2011-09-09 17:50:23


السيارات على طريق في بغداد

قبل توجهي إلى العراق، سألت عبر الإنترنت بعض أصدقائي عن انطباعاتهم عن العراق، ووجدت أن انطباعاتهم تتركز على عدة كلمات ألا وهي "التفجيرات" "الحرب" "الموت" و"الفقر". وبعد قرابة ثلاثين عاما من الحرب، هل اصبح العراق باعتباره مهد الحضارة البابلية القديمة بلدا مدمرا مثلما يتصوره الناس؟ مع هذا السؤال، وطأت أقدامنا على عاصمة العراق بغداد.

ربما بسبب عدم تجربتي الحرب الحقيقية، ففور الهبوط من الطائرة، شعرت بنوع من التأثر. مطار بغداد الدولي ليس صغيرا، فقد كان من أكبر المطارات وأفخمها في العالم عند إنجاز بنائه قبل ثلاثين سنة. ولكن مع مرور الأيام وتعرضه للحروب المتتالية، لم يتبق الآن في هذا المطار الكبير إلا عدد قليل من طائرات الركاب. عند مشاهدة ساحة وقوف الطائرات الكبيرة الفارغة، تخيلت اقلاع المقاتلات الأمريكية وهبوطها على سطحها. ومن أجل الحصول على معلومات عن كل من يدخل العراق، قام مكتب الدخول بالمطار بإدخال بصمات أصابعنا.


القديم والجديد

على بعد عشرة كيلومترات من المطار نقطة تفتيش. ومن الضروري أن تنتظر جميع السيارات التي تستقبل ركاب الطائرة فيها. لذلك كان لا بد لنا أن نركب سيارة أجرة بعد خروجنا من المطار. وكان الطريق من المطار إلى نقطة التفتيش يسمى بـ"طريق الموت" بسبب كثرة الدماء المتناثرة على جانبيه. وكان السائق يقود سيارته بسرعة فائقة لسبب مجهول.

بعد يوم واحد من وصولنا، شعرت بأن الأوضاع الأمنية في بغداد لا بأس بها. ولكن الجنود والعربات المدرعة الأمريكية التي ظهرت على جانبي الطرق بين حين وآخر ذكرتنا بوجود الحرب وأعمال العنف في هذا المكان في الماضي. وقال سائق سيارة الأجرة لنا "الأوضاع الأمنية في بغداد تحسنت في الفترة الأخيرة، لقد كان الناس خائفون عند خروجهم من بيوتهم في النهار، أما الآن، فلا داعي للقلق ولو خرجت في الليل".

في ليلة ذلك اليوم، سمعت صوتين كبيرين، وعند استعدادي للخروج لكشف ما حدث، أوقفني رجل محلي. سألته "ما هذا الصوت؟" أجابني "تفجير، طبعا" أضفت "هل التفجيرات تحدث هكذا؟" ضحك ورد علي "اذن، ما هو تصورك؟" رأيت مظهره الهادئ والطبيعي، أدركت فورا أن العراقيين لم يعودوا يخافوا من الحرب بعد تعايشهم مع نيران الحرب لسنين طويلة.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي