CRI Online

المنطقة الخضراء في الفيلم والمنطقة الخضراء الحقيقية

cri       (GMT+08:00) 2011-09-09 18:07:46


المنطقة الخضراء الحقيقية مملوءة بمثل هذا الشيء

بعد اندلاع الحرب على العراق أقامت القوات المشتركة منطقة أمنية قرب القصر الجمهوري في العاصمة العراقية بغداد وسمتها المنطقة الخضراء.

في كتاب "الحياة الامبراطورية في المدينة الجوهرية: عمق المنطقة الخضراء العراقية" الذي كتبه راجيف تشاندراسكاران مراسل صحيفة واشنطن بوست لدى بغداد، كتب الكاتب قصصا حول أمريكيين عملوا في المنطقة الخضراء: عالم متقاعد أُمر بإعادة بناء المنظومة التعليمية العراقية لكنه رفض قراءة أي كتب حول الثقافة الاجتماعية العراقية، محام يعالج قضية جرح الأقسام حاول كتابة لوائح المواصلات في قانون ولاية ماريلاند الأمريكية ضمن القوانين العراقية، عُين عامل في فوج الوحدة الهندسية للقوات البرية الأمريكية مديرا لخمس دوائر، وألف هذا الكتاب فيلم "المنطقة الخضراء" مثله مات دامون وعرض في الـ12 من مارس عام 2010.

إن حبكة وخيوط فيلم "المنطقة الخضراء" ليست مقعدة فيها الجنود الأمركيون الأغبياء وعاملو الCIA والصحفيون المترددون أكتشفوا الخديعة والكذب من وراء هذه الحرب بصورة مشتركة وفى الجزء الأول عراقي فقد رجله في إيران قال "هذا ليس بيدهم"، وقد مضت 8 سنوات منذ اندلاع الحرب على العراق ولكن في العراق اليوم المقرر الأخير للكثير من الشؤون العسكرية والسياسية هو الولايات المتحدة.

وفي الحقيقة أن دخول المنطقة الخضراء ليس أمرا سهلا حيث من الضروري الحصول على رخصة الدخول والخروج. ولكن في الحقيقة لم ندخل رغم أننا حصلنا على الرخصة إذ إن جنديا عراقيا فتّش رخصتنا وجميع بطاقاتنا بصورة شاملة ورفض دخولنا أخيرا. وذهبنا إلى مدخل آخر قريب من السفارة الأمريكية وهذا يتطلب المزيد من الفحوص الأمنية، ومن حسن الحظ وافق هذا المدخل على رخصتنا ولكن حفظ جواز سفرنا ولا نستطيع أخذه إلا بعد مغادرتنا المنطقة الخضراء.

وبعد ذلك توجد نقاط تفتيش تختلف عن نقاط التفتيش التى في أذهان الناس حيث توجد القوات الأمريكية الخاصة والرشاشات الثقيلة وشبكة العزل الحديدية ومسبار المتفجرات وجهاز أشعة X والكلاب الكبيرة ووقفت الدبابات الثقيلة والعربات المدرعة خلف الجدار العازل.

بالنظر من الجو فإن المنطقة الخضراء الطويلة تشبه ثغرة في مركز بغداد تخترق المدينة كلها من الشرق إلى الغرب حتى شاطئ نهر دجلة وفيها الحي السكنى والمبانى الحكومية وسلسلة من الأنصاب التذكارية. وتتسع المنطقة لـ3000 موظف مدني أما العسكريون فلا يحصى عددهم من مختلف الدول لذلك توجد فيها جميع المرافق المعيشية. ولكن مع مغادرة الأعداد الكبيرة من الأجانب أصبحت المنطقة الخضراء تتدهور سريعا وقل عدد المشاة في الشوارع، والسير في المنطقة ليس أمرا آمنا وأصبحت المنطقة محرجة للمشاعر العراقية ويهاجمها المسلحون المتمردون بين حين وآخر، وآخر مرة هاجم المسلحون المنطقة الخضراء بمدفعية الكاتيوشا مما أدى إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة 10 آخرين وانلاع نيران كثيفة، ويعتبر العراقيون العاملون في المنطقة الخضراء خائنين لبلادهم وأصبحوا أهدافا للاختطاف والاغتيال.

لفيلم "المنطقة الخضراء" نتيجة طيبة غير أن المنطقة الخضراء الحقيقية مازالت موجودة بشكل قبيح ولا يعرف الناس أن المنطقة الخضراء متى تودع ساحة التاريخ بصورة حقيقية.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي