CRI Online

زيارة صحفي صيني للعراق

cri       (GMT+08:00) 2011-09-15 10:07:51


مراسل إذاعة الصين الدولية ممدوح تشونغ

بعد استيقاظي من نوم قصير متقطع على متن الطائرة، وجدت المشهد تحت جناحي الطائرة قد تغير تماما بعد دخولنا إلى حدود العراق من أبو ظبي التي كانت معالمها الفاخرة المترفة تبهر أنظار الجميع، فرأيت نهر دجلة الممتد في سهول شاسعة، وعلى جانبيه بيوت ومبان. ها هى بغداد التي كانت تبدو حينذاك مغطاة وسط الرمال الصفراء. وسألني جاسم الذي كان يجلس بجانبي على متن الطائرة :" من وجهة نظرك هل هى مدينة أم أطلال ؟

بعد هبوط الطائرة على مطار بغداد الدولي الذي كان يبدو واسعا جدا بسبب قلة الرحلات والطائرات القادمة إليه، ورغم أن مبانيه أصبحت بالية ولكن يمكنني أن أتصور أنه قبل عشرين عاما كان في غاية الجمال والفخامة حيث يعرف الجميع إسمه المشهور " مطار بغداد الدولي "

تتابعت التعاملات في المطار واحدة تلو الأخرى : التفتيش الأمني، وتسجيل بصمة الاصبع ومراجعة جواز السفر، ثم التفتيش الامني الذي تكرر عدة مرات. وبعد كل هذه الاجراءات الالزامية دخلنا في سيارة أجرة بيضاء اللون، وبدأنا " رحلة الموت " في طريق سريع قيل إنه خلال السنوات الخمس الاولى بعد انتهاء الحرب في هذا البلد كان قد شهد مئات الانفجارات والاختطافات المستهدفة بشكل رئيسي للغرب. ولكن بعد استلام القوات الامريكية وقوات الأمن العراقية إدارة هذا الطريق قلت الاحداث بشكل ملحوظ.

قاد موسى – سائق سيارة الأجرة - جواده الآلي بسرعة فائقة جدا حتى أصدر منبه السرعة رنينا بين حين وآخر. ورأيت مدرعات مجهزة بالرشاشات وجنودا يحملون أسلحة بمختلف الانواع يظهرون دائما خارج السيارة. ورغم ذلك قال موسى في لهجة يحاول أن نصدقه بها إن بغداد أصبحت الآن مدينة آمنة لا خطر على أي شخص حتى إذا سار في شوارعها ليلا. لأن الانفجارات قلت الآن بنسبة 90% وأكثر. ولكننا نعرف بوضوح أن أي شخص إذا تعرض لـ10 % المتبقية فستكون خسارته 100 % . لذلك قال الكثير من الناس إن الخطر والأمن في بغداد لا تفصلهما سوى ورقة رقيقة.

الحمد لله قد وصلنا بسلام إلى قندق الذى نقيم فيه بالمدينة حيث استقبلنا عامل قال لنا ممازحا " لا يوجد أي اختلاف بين هذا الفندق وفنادق الدول الأخرى سوى انقطاع الكهرباء فيه دائما، واختتم كلامه قائلا " إ شاء الله لا يحدث انفجار ليلة اليوم ...... "

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي