CRI Online

استثمارات مُشترَكات "يونانيات" وعربيات!

cri       (GMT+08:00) 2013-10-30 15:20:30
يلينا نيدوغينا - *

على مِثال مواطني مدينة كونمينغ تزدهر السياحة الصينية في الصين ومنها كذلك الى بقاع المعمورة. فكل دولة في هذا العالم تتمنى أن يكون نصيبها من سياحة الصينيين الكونية "واحد بالمئة"، أو أن يصل الى "عُشرٍ بالمئة" يكفي لتُقلع الدولة المعنية مالياً وتزدهر اقتصادياً، ولأن يكون لديها دعم دبلوماسي وسياسي وعسكري صيني ولو قلَّ وصَغُرَ لتتأكد وشعبها مِن أنها باقية على قيد الحياة لسنوات وعقود وقرون لاحقة!!!.

فقد أكدت القيادة الصينية الحكيمة مبدئيتها وفعاليتها في القضية السورية "مِن أقصاها الى أقصاها"، وبأن اعتماد الدول النامية والثالثة على قيادة الحزب والدولة الصينية هو ضمانة الاستقرار لها في عالم عربي يضج بحِراكات المؤامرات والاضطرابات والمخططات السرية قبل العلنية.

وتُعَتبر العمليات الاستثمارية وتوظيفات رؤوس الأموال والتكنولوجيا والصناعات الصينية في عواصم العالم، والعربي منها والاردن كذلك، ضمانة لنمو متوازن لإقتصادات الدول وسلامِها المُجتمعي. وبغض النظر عن الخسائر التي ألحقها الخريف العربي الناتوي بالوجود الصيني في بعض الدول العربية، إلا أن الصين تمكّنت من تجاوز هذه المرحلة الصعبة، وقد أسست لاحقاً أرضية ناجحة لعلاقات ندّية مع تلك العواصم العربية التي تضرر الانتاج الصيني على أراضيها، وقد بات العرب فيها يُدركون بأن الصين صديقة لهم، وهي ليست خصماً ولا ردماً لهم، وبأنها عادت مُجدّداً وكما كانت بالأمس توفّر الامكانيات المطلوبة منهم والموضوعة على طاولة مباحثات عربية صينية تضمن نموهم المنسجم وإرتقاء مستوياتهم الاجتماعية والاقتصادية وتنامي تجارتهم العالمية.

ففي السياحة بأشكالها تُعتَبر الصين الشعبية قِبلة عالمية لا تُزَاحم. وتُعتَبر سياحتها الى بلدان العالم وبخاصة الغربي كثيفة وعظيمة حقاً، وهي كذلك الى عواصم دول آسيا سيّما الشرقية منها والجنوبية. وفي عاصمة منطقة "يونان" الصينية تأكدت من خلال أحاديثي مع الصينيين في هذه الحقول، بأن الصين وقيادة المنطقة مستعدين لتبادل سياحي وتوظيف استثماري فوري بمجرد اللقاء مع الطرف الآخر والاستماع الى رغباته وعروضه الواضحة.

في كونمينغ تزدهر منطقة سياحية جديدة في هذه الشهور وتنصّبُ عليها الأموال الضخمة من خزائن الحكومة الصينية المركزية لتطويرها وتعميرها، وسنرى في القريب كيف سيهرع العالم إليها زرافاتٍ للاستثمار السياحي والصناعي والمالي، علماً بأن دولاً غربية كُبرى تستثمر فيها وتعمل على كَسبها واحتكار أسواقها الواعدة والمتسعة.

في الصين وبضمنها منطقة يونان توجد "137" مدينة سياحية "على مستوى الدولة"، متشبّعة بحضارة الصين الضاربة في تاريخ خمسة آلآف سنة متصلة الى ما قبل الميلاد، وبعض سكان المنطقة من المسلمين، وقد شاهدنا أنا ورئيس الوفد العربي الحزبي والاعلامي، البرلماني المغربي الاستاذ عبدالقادر سلامة وأعضاء الوفد، مَحال للمسلمين ومطاعم حلال اسلامية وفتيات مسلمات، وهو واقع يُسهّل من التبادلات مع العالم العربي ومنها السياحية والتعليمية، ويعمل جاذباً في المستقبل للاستثمارات العربية والاسلامية وتشجيع السياحة بالاتجاهين الصيني والعربي.

يونان وعاصمتها الجميلة كونمينغ متطورة وزاهية، حتى أنها أكثر نمواً وتقدّماً مِن عدد مِن الاقطار العربية، برغم مِن أنها منطقة غير مركزية في الصين، إنما لأن سكانها يعملون في انضباطية مذهلة وهدوء لمصلحتها ومصلحتهم. فتدني أسعار الفاكهة والخضار والسلع هنا يعني جذباً للأموال الخارجية، ويعني إنفراجاً اقتصادياً وحياتياً لمواطني الدول التي تعاني من ارتفاع في أثمان هذه المواد، وقد يلحق بهذا الانفراج انفراجاً سياحياً في عواصم عربية إذا ما أُحسن سلوك علاقات لافتة مع يونان التي تتوسّل العلاقات وتباركها بقضها وقضيضها، فلا يمكن تقدير الارباح الطيبات التي ستتأتى من يونان بدون التواصل الوثيق معها والتبادل السلعي والإنساني وهذه البقعة الغنّاء، التي يَدرُ عليها عمل أهلها، البسطاء بالمناسبة، بلايين الدولارات واليوروهات والجنيهات الاسترلينيات والفرنكات الفرنسيات والينات اليابانيات!!!.

*كاتبة وعضو مجلس إدارة الإتحاد الدولي الإلكتروني للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين؛ ومُمَثلِّة العالم العربي في اللجنة التنفيذية لرابطة الصحافة الروسية العالمية.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي