CRI Online

الحُلمُ الصيني.. الكل من أجل الكل ديدننا(4)

cri       (GMT+08:00) 2013-10-30 15:22:32
مروان سوداح *

مروان سوداح – بكين- تعرّضت الصين كغالبية بلدان العالم وشعوبه الى احتلالات متوالية طال زمنها، وشرّدت الشعب وقتّلته بسيوف الحقد الدّفين، على يد غزاة أجانب، حاولوا تحويلها الى مراتع للمخدرات، وحواضن للفاقة والشر والى قطّاع طُرقٍ بحرية كيديين، لأن الشر الياباني كان وبقي يتطلع الى الغرب الآسيوي، الصين الداخلية وسيبيريا الروسية، للخروج من أزمته المتأزّمة في أُطر جُزرٍ محصورةٍ وصغيرةٍ، وبرغم ذلك كانت القيادات اليابانية تعتقد واهمة ولا تزال بأنها إمبرطورية، دونما تبصّر بفاقتها الطبيعية ومواردها الشحيحة بنيوياً.

في القيادية اليابانية التي استلهمت الأنماط الإمبرطورية والعسكرتاريا، تشيع ومعها سفراؤها ودبلوماسيوها، وقد سمعت ترهات كهذه مِن فِيهِ بعضهم، بأنها هي وحدها الكون بأكمله، وبضمنه الكون الآسيوي، لكن غاب عن بالها حقائق جمّة، لعل من أهمها أحلام الشعوب المجاورة التي نفضت الاستعمار الياباني عن كاهلها، وانطلقت الى فضاءات التقدّم، ومُجَسِّرةً تحالفاتٍ عالميةٍ شريفةٍ، لا تطلّع فيها الى عسكرةٍ ولا هيمنةٍ، وبعيدة عن الدماء المسالمة استعمارياً، فكونِ بسطاء الناس ليس كوناً غيرياً، بل إنسانياً وبشرياً حالماً وناضحاً بالسعادة على أشدها.

قريباً تحتفل جمهورية الصين الشعبية بشعبها وقومياتها الكثيرة، بيومها الوطني، وتأسيس الدولة الاشتراكية، وسيادة اللون الصيني والحُلم الصيني التاريخي بقيادة الرفيق شي جينبينغ العظيم، بعد عناء طويل، مع بعض الجيران، ومع مَن هُم وراء المحيط مدججين بأسلحة الدمار الشامل والكيمياوي والذري والغازي، مِمن تسيل مِن لعابهم الدماء البشرية. فالاستقلالية الصينية ليست موجهة ضد أحدٍ، ولا تنال من أحدٍ، والتعاون ديدنها، ودينها وعقيدتها، لذا يكون الاحتفال شعبياً وأممياً طافحاً بالأنسنةِ، ويستعد له الشعب الصيني بكل عناصر القوة والمنعة الاقتصادية، ومعها العسكرية، لحماية الذات الجمعية، والعالم، وتسييد الأحلام المشروعة في أفئدة الناس في كل المعمورة.

لكن، وفي هذه الايام، تحتفل الصين برمتها بالذكرى الثانية والثمانين لحادث الثامن عشر من ايلول سبتمبر، الذي يُعد بداية الغزو الياباني الدموي في شمال شرق الصين، في العام 1931، وفي هذا اليوم وما بعده من أيام، تدوّي صفارات الإنذار المبكر، في أرجاء الصين، وتعقد أنشطة رسمية وشعبية في مختلف رياح البلاد ويستعيد الصينيون ذكريات أليمة تدفعهم الى مزيد مِن رَصِّ الصفوف لبناء عالم صيني وإنساني أفضل وأزهى. ففي مقاطعة لياونينغ بشمال شرقي الصين، تميّزت هذه المناسبة "بحفل جرسي"، أي باستخدام الجرس الإنذاري للتحذير من الخطر والشر المتطاير من حدقات الأجنبي. وفي مقاطعة هيلونغجيانغ، وضع المواطنون الصينيون والجنود، إكليلا من الزهر على تمثال برونزي لقائد صيني شهير استشهد خلال الحرب مع اليابان. وفى شمال مقاطعة شاندونغ، قدّم طلبة المدارس الابتدائية أداءات مهيبة، وأعربوا عن عزمهم المضي قدماً بتعزيز قوة الوطن، والمساهمة في جعل الصين أقوى وأكثر ردعاً للامبريالية والرجعية الدولية ومؤسساتها الشيطانية على إختلاف مسمياتها.

في الحُلم الصيني، التضحية من أجل الوطن قضية لا حِياد عنها، في ظروف الحرب والسلم، وتلقى مبادئ الحزب الشيوعي الصيني والدولة الصينية بقيادة الرفيق "شي"، كما يطلقون عليه تحبباً هنا، تأييداً عارماً. فقد ضحّى جنود الصين بحياتهم في مقاومة الغزو الياباني ومن أجل سعادة أجيالهم اللاحقة، وفي مواقع العمل والبناء، والمناجم، وفي مكافحة الصحارى والفيضانات ووأد حمم البراكين وحمحمات الزلازل. لذا، تراهم يردِّدون كرجل واحد: الحُلم الصيني أن نبقى واحداً، وعلينا أن نعتز ببلادنا وأنفسنا، وبكل مواطن صًغُرَ سنّه، فالكل مِن أجل الكل ديدننا.

*رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي