CRI Online

في الحُلم الصيني الاردني المشترك بحياة فُضلى

cri       (GMT+08:00) 2013-10-30 15:23:27

يلينا نيدوغينا *

يلينا نيدوغينا – بكين- يَرى الاردن أن الحُلم الصيني هو حُلم أردني بإمتياز. فحين يلجأ الاردن للصين لتعزيز إقتصاده، ولرفع مستوى حياة مواطنيه وقدرات الاردن وإمكاناته الاقتصادية والبشرية والانتاجية والتسويقية، وبالتالي مكانته وكيانه في "الشرق الأوسط" والعالم، إنما يُعبِّر عن حُلمه هو الآخر الذي يتوافق ويَنسجم والحُلم الصيني الكبير الى "حياة أفضل"، وبعث الحُلم الاردني القديم الذي كان شعاراً للمملكة على مدار سنوات طويلة، "حياة فضلى"، تَجد تطبيقاتها اليوم في أرض الاردن بالتعاون مع الصين، وهي تتجلى في صِلات أكثر اتساعاً مع بكين وقيادتها السياسية وعالمها الإقتصادي الضخم.

في زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني للصين العظيمة والعظمى، مَعنى كبير جداً. فمُمِّثل "العبدلية الحديثة"، جلالة الملك، لم يتّجه الى دولة أخرى لتعزيز اقتصاد الاردن ومكانته، بل قصدَ بكين ونينغشيا وزار غيرها من النواحي وشركاتها العملاقة، التي يُمكنها العمل بيسر على رفع قدرات الاردن سريعاً، حين يواجه الأزمات و"المطبّات" بفِعل التغيّرات والإنقلابات السياسية غير المفاجِئة في المنطقة. وعلى الرغم من اختلاف النظامين السياسيين الاردني والصيني، وحجم البلدين، وعديد مواطنيهما، وتوجهاتهما، إلا أن الصين تستمر التأكيد على رغبتها في علاقات ندّية وصداقة حق مع الاردن، وبناء شراكة استراتيجية مع المملكة، وهي ذات الرغبة الاردنية التي عَبَّرَ عنها الملك منذ سنوات، في الصين وجدّد الدعوة إليها في زيارته الأخيرة الى ذلك البلد، مما يًشير الى ان الحُلم الاردني، وخلال الفترة الطويلة المنصرمة مِن عُمر الملكية، لم يَجد مَن يُطبِّقهُ ويترجمه على أرض الواقع غير الصين الشعبية، التي تفوّقت برغباتها وممارستها الاقتصادية والإنسانية تجاه "الاردن العبدلي" على غيرها من الدول "الصديقة والشقيقة" للاردن.

الرئيس الصيني شي جينبينغ يشارك الاردن تطلعاته وحُلمه. فقد أشاد "شي" بالجهد الكبير الذي يقوم به جلالة الملك عبد الله الثاني لتعزيز الحوار بين الحضارات وأتباع الديانات، ولفت الى هذه القضية تحظى باهتمام كبير لدى الصين، وأشاد بدور الهاشميين الكبير عِبر التاريخ في الدفاع عن الصورة الحقيقية للدين الإسلامي، ونشر تعاليمه في العالم، لذا يمكننا الكشف في هذا التصريح عن جهد اردني صيني مستقبلي قد يتمخض عن تعاون على مستوى عالٍ في مجال الحوار الثقافي الديني والحضاري، سيّما لحاجة الصين الى مِثل هذا الحوار في مناطقها الغربية، حيث يتركز المسلمون الصينيون، وبعضهم من أصل عربي كانوا وصلوا الى تلك النواحي بطريق الحرير البحري والبري، من آسيا العربية، بلاد الشام، وجنوب الجزيرة العربية.

الصين تستطيع بإمكاناتها المختلفة إنقاذ الاردن من عثراته، لكن ذلك لن يتم سوى بضمانات حكومية اردنية، ضامنة للاستثمارات الصينية المَنعَةِ والأمن والآمان، والأهم البقاء في الاردن للإنتاج ولصون عملية الانتقال من مرحلة الى آخرى في سياق سلامة خطوط هذه العملية، والتأكيد أردنياً على الالتزام تجاه هذا الاستثمار وعدم التغوّل عليه مِن طرفٍ مَا، أو أن يجد هذا الاستثمار نفسه مُرغماً على الرحيل بفِعل هذه أو تلك من الظروف، كما حدث منذ الحرب على ليبيا وسوريا، فيكن للشعب الاردن في وضع جديد تحقيق حلمه المشرق بحياةٍ فُضلى، الشعار الذي طرحه ملوك البلاد منذ تأسيس إمارة شرقي الاردن.

*كاتبة اردنية روسية وعضو في قيادة الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتّاب أصدقاء الصين.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي