CRI Online

حُلم صيني عربي وتقارب تدريجي

cri       (GMT+08:00) 2013-10-30 15:25:54
*يلينا نيدوغينا

يلينا نيدوغينا – بكين- في الحقيقة تُعد العلاقات والصِلات الاردنية الصينية مِثالاً يُحتذى. فلا يوجد بين حكومات البلدين والشعبين عداء تاريخي ولا نزاع حدودي، ولا عمل استهدافي من أي نوع، بل يسعى الطرفان الى استكمال التنسيق والبحث في الجهود الأفضل لإستمرار هذه العلاقات بأوضح صورها وأجلاها. لذا فقد كانت زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني الى إقليم نينغشيا الجميلة في غرب الصين، حيث أجيال الصينيين المسلمين والعرب تحيا في بحبوحة في الحواضر والأرياف، قفزة نوعية في علاقات دولة صغيرة بدولة كبرى وعظيمة، ومَثَّلت رغبة من الطرفين، برعاية قائدهما، جلالة الملك وفخامة الرئيس الكبير شي جينبينغ، الى عملٍ مثمرٍ في منطقةٍ تمورُ بالكثير من الصراعات والتراجع على مُختلف الصُعد.

وفي تصريحات الرئيس "شي"، إن الصين": "على استعداد للعمل مع الأردن لدفع التعاون الودي الثنائي بشكل عميق"، كما وأعرب القائد الصيني عن: "ضرورة العمل المتبادل بين البلدين بشأن القضايا المتعلقة بمصالحهما الجوهرية"، و.. "الحفاظ على التواصل الخاص بالقضايا الرئيسية الدولية والإقليمية، وتعميق الثقة المتبادلة بخاصة السياسية، وتوسيع حجم التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، لرفع مستوى التعاون بين الصين ودول الشرق الأوسط عامة. كما شدَد الرئيس "شي" على "لزوم تعزيز التعاون الثنائي في الشؤون الدفاعية والأمنية لمكافحة مشتركة للإرهاب الدولي"، وبأن الصين "تأمل في توثيق التبادلات الإنسانية بين البلدين".

"شي" لم يترك شيئاً على قارعة الطريق "في تصريحاته الاردنية"، فقد جَهَدَ للإحاطة بصِلات البلدين، ويتضح أن ملف الاردن لديه غير صغير، بل يَكبر بإزدياد مساحة العلاقات الثنائية، وهو الأمر الذي تكشّفت عنه رغباته بتطوير العلاقات بين بكين وعمّان، واستكشاف المزيدِ من الفرص المُجِّسِرةِ لهذه العلاقات.. فمن المتطلبات اليومية لشعبي الطرفين، الى التنسيق الشامل بشأن السلام في المنطقة برمتها، وهو سعي مشترك اردني وصيني، يُشكّل العمل لتطبيقه مهمة ملحة وآنية، مِن شأنها التخفيف من مستنقعات الفقر الأوسطية، والحد مِن إنزلاق المزيد من الفئات والشرائح الاجتماعية العربية الى مهاوي التطرف والارهاب لأسباب اقتصادية. لذا، نرى كيف ان الصين تشدّد على ضرورة التعاون مع كل الدول العربية ذات الأنظمة الاجتماعية المختلفة، برغم من انها تلتزم بشدة "بروآها العربية" في قضايا الحرب والسلام، والصراعات الاوسطية. وفي هذا المجال، ينجلي التطور في الصِلات العربية الصينية، عن اقتراب عربي تدريجي من الصين، وعلى نحو متواصل، في حين نرى إبتعاداً عربياً تدريجياً عن الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية، التي يتهمها العرب بالموبقات السياسية والعسكرية والنفعية الضيّقة. وفي الإقتراب العربي الصيني من بعضهما بعضاً، لا بد من ملاحظة أن هذا التطوّر النوعي، يتجه صوب علاقات من نوع خاص، تجد في الآخر ضالته التاريخية والسياسية والاقتصادية. فبعض الدول العربية وبرغم علاقاتها الغربية القوية، صارت تطرح شعارات عن علاقات قوية وذات مردود وإستراتيجية مع الصين، برغمٍ من ان هذه الشعارات لم تصل بَعد الى درجة قضية التحالف الاستراتيجي بين العواصم العربية وبكين، لكن المستقبل يَحفل عادة بقفزات وربما بإنقلابات سياسية من نوع غير متوقع، في عالمٍ سريع التغيّر وشديد المِراس بالسياسة !!!...

*كاتبة اردنية روسية وعضو في قيادة الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتّاب أصدقاء الصين.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي