CRI Online

راية صين "شي" الخفَّاقة والمُنتصرة

cri       (GMT+08:00) 2013-11-15 09:51:58

يلينا نيدوغينا*

في التطور الصيني اللاحق، يَستلزم إرساء آليات متجدّدة ومُجترحة بعناية في عملية التحوّل الخلاّق الى "دولة مركز" للاقتصاد العالمي، وبالتالي العمل الحثيث لتأكيد "مركزية الصين" في العملية الشريفة للجذب السياسي والدبلوماسي والإنساني التي تمارسها هذه الدولة المِثال على الصَعيد الدولي. وفي هذه العملية انسجاماً وتطابقاً مع منطلقات وأهداف "عملية الاصلاح والانفتاح" التاريخية، التي كان بدأها القائد الكبير دنغ شياو بنغ قبل 35 سنة، ويَستكمل مسيرتها القائد المِقدام والجريء الأمين العام "شي جينبينغ"، الذي أعلن على رؤوس الأشهاد، وللعالم أجمع، بدعم حزبي ودولتي كامل، عن حزمة متسقة من الاصلاحات والسُبل الجديدة، توازي في أهميتها التحويلية "عملية الاصلاح والانفتاح" الصينية برمتها، لكون هذه الحزمة المبنية على أساس القاعدة المادية وديالكتيكية عنفوان التطور الصيني ونمو المخزون الثقافي والسلوكي للصين، عاملة على نقل الدولة الى مكانة الدولة الاولى في العالم، فتأكيد رياديتها الاولى وسبَقِها، وجبروتها السلمي ومِثالها العَادِل، الذي لم يَسبق لتطبيقه مَثيلٌ في تاريخ البشر ومجتمعات الانسان.

الخطط الصينية لولوج الفضاء الاقتصادي على اتّساعه، والحضور الثقافي الفاعل على تعقيداته، وخوض غِمار المسابقة العالمية الكبرى في الحقول المختلفة على شِدَّتِهَا وتعرّجاتها، طموحة للغاية وعظيمة حقاً في مراميها، وتتصادق مع "الحُلم الصيني"، الذي يراود كل فرد صيني داخل الوطن وخارجه. وهي الى ذلك، عملية تستند الى صمّام أمان موثوق عِبر الأزمان وفي المحطّات الكبرى الفاصلة، والارتدادات المؤلمة للتاريخ العالمي، على شاكلة انهيار الاشتراكية السوفييتية، هو الحزب الشيوعي الصيني بقائده "شي"، ولجنته المركزية الواسعة، وكوادره المثقفين والواعين، وعلمائه وخبرائه سياسياً وفكرياً، ومدارسه. وفي الخِطط، نقرأ إصلاحات كبرى، ونقلة نوعية مأمولة ومأمونة عوّدتنا الصين على إنجاز مثيلاتها بكل دقة وحذرٍ وفي مواعيدها المحدّدة، مما يُشير الى الكثير الايجابي في عملية الآمان الوطني وآفاقه بصورها وخطواتها الواضحة للقيادة الصينية، وصحيح آليات الحكم الرشيد الموضوعة بعناية دقيقة، والرغبات الفائضات بخدمة المجتمع الصيني، ليَغدو رغيد الروح والحياة وفي تلبية رغباته المتراكمة، في سياقات عملية استكمال البِناء الذاتي الكبير، وفي إطار البِناء الكوني للبشرية بمِعولٍ صيني مؤنسن وموثوق نتطلع إليه بثقة.

في العناوين الكبرى والفاصلة للاجتماع الكامل للجنة المركزية الـ18 للحزب الباني والراشد، نقرأ العديد من المفاصل الحيوية التي يتطلّع الحزب والمجتمع الصيني الى ضبطها وأو تطويرها وتخليق المزيد من الايجابي فيها، ومنها، ترسيخ عملية مكافحة الفساد والإفساد، وهي ظاهرة عامة في البشرية، وفي الصين تُحارَب هذه الظاهرة بشدة، وقد اشتدت عملية مكافحتها بإنتخاب "الإمين شي" الى أرفع وأهم منصبين في الدولة، رئيسها وقائد الحزب. وفي عملية المكافحة يتم توظيف آليات الحُكم والقوانين النافذة وشفافية التعامل الاجتماعي.

وفي عناوين الاجتماع الكامل كذلك، التنمية المُستدامة، وبناء القوات المسلحة وتمكينها وتدعميها الجذري والأوسع والأشمل؛ وتطوير العمل والاندفاعات السياسية والدبلوماسية للصين، وهو مَطلب مهم للغاية، يَستلزم ولوج الصين بقوة وعنفوان يصبحان ظاهرين وواضحين في السياسة العالمية وتطبيقاتها اليومية، بخاصة في مناطق النزاعات والخلافات، وهي عملية يجب ان تترافق بالضرورة مع عملية الابتعاد عن "التقليدية" القاتلة و"المكتبية" المُعيقة في النمو المحلي على شتى الأصعدة، وفي سياقات التعامل الدولي، وحتمية طرد تقاليد الاستكانة وأمزجة "اللاأبالية" في العلاقات الدولية، بشقيها المؤسسي والفردي الدبلوماسي، التي يتسم بها بعض موظفي السياسية والدبلوماسية الصينية. ومن المهم بمكان أن أذكر في هذا السياق، لزوم تنمية حِراكات الدبلوماسية الشعبية الصينية وارتقاء تطبيقات شخوصها وتجاوبهم السريع والفاعل مع يومياتها، ليتم بها بالتالي إبراز التساوق في العمل الصيني بين جناحين إثنين وبشكل متوازٍ ومتناغمٍ، هما، الدبلوماسية الرسمية والدبلوماسية الأُخرى، الشعبية. ويقيناً بأن كل واحدة من هاتين الدبلوماسيتين الإثنتين تكمّل الاخرى، فهما تعتبران جناحين متّسعين لطيرٍ واحدٍ يستطيع بهما وفي وقت واحد، التحليق عالياً في فضاء الكون، كاشفاً المَعمورة كلها، وواصلاً الى سنائيات الكرة الأرضية وأقمارها، ورافعاً عَلم الحزب المِقدام والدولة الصينية المُمَيَّزة خفاقاً، غالباً ومنتصراً.

* كاتبة وعضو قيادة الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي