CRI Online

"تصيين الصين" والحَسم في "الكامل الثالث"

cri       (GMT+08:00) 2013-11-15 09:52:40

يلينا نيدوغينا*

في الاجتماع "الكامل الثالث" للجنة المركزية الـ18 للحزب الشيوعي الصيني التي كانت إنتُخبت خلال المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب، قبل نحو سنة، برزت مهام على درجة كبرى من الاهمية للمرحلة المقبلة في حياة الصينيين وتطوّر الصين، وتنمية الاشتراكية الصينية، ووضع اللبنات الاولى لها، الضامنة في المستقبل الولوج الى مرحلة الاشتراكية، ومِن ثَم الى الاشتراكية المتطورة فالمزدهرة، ضمن رغبات "المجتمع الرغيد الحياة"، و"تصيين الصين"، بعيداً عن "تغريب" الصين نحو الغرب وعن نفسها، لتبقَ صينية في واقعها ومستقبلها، وفي لغتها الاجتماعية والعقلية ولهجتها المحلية، وفي تطلعاتها الى أقصى درجة من الواقعية الفكرية والسياسية والاقتصادية.

في تطوّر الصين الحالي، تَبرز مهام يُناط بها حسم الموقف "الى الأمام فقط". وفي تعبيد الطريق "الى الأمام" يتحتم الإلتزام بالفكر الصيني والنهج الصيني المتعارف عليه في الاوساط الشعبية والحزبية، المُستند الى أماني الجماهير العريضة الحامية للموروث الصيني التاريخي والحاملة لتعبيرات ومعالجات العلماء والخبراء الحزبيين الاجتماعيين والاقتصاديين والسيكولوجيين، حتى لا تغدو الحياة الصينية مُستغرِبةً ومنقطعة الجذور، وهو وضع يتمناه التوسعيون التاريخيون أولاً في المجال الفكري والعقلي للصينيين، ومن ثم لينسحب بهم في "اللاوعي الاجتماعي التلقيني" الغربي و"اللاوعي الطبيعي" الذي يريدونه لهم شكلاً جديداً و"مُحبَباً" يؤدي بهم الى مهاوي الغُربة القاتلة فالارتداد الشامل عن المكتسبات المُحقَقة. لذا، برأيي وأعتقادي، أن الإجتماع الكامل الثالث يتطلع الى تأكيد "تصيين الصين" بالدرجة الاولى، وفي هذا عملية تختصر الاهداف الحزبية الصينية السامية كلها للمحافظة على "صينية الصينيين" بوجه العدوان اللغوي الغربي والامريكي، ولرد العدوان الثقافي ومحاولات تغيير سيكولوجية المجتمع الصيني وسلوكياته السوسيولوجية وعاداته وتقاليده، سيّما لدى الشبيبة التي لها الباع الاول في العصر الصيني الجديد، والعالم المُعَاصر أيضاً، بصنع الخيرات الاجتماعية على اختلافها وصياغة المجتمع على مِثالها المُعَصرن والتطوري.

الاجتماع الكامل الثالث يرى بأنه نجح خلال اجتماعاته في إدراك الواقع الصيني الجديد، المنضوي تحت أجنحة عملية تعميق التحولات الانفتاحية والاصلاحية، ووضع الخطط والتصورات والقرارات الأكثر نجاعة وملاءمة للمرحلة المقبلة، و"صِيننة الواقع الصيني"، وتثبيت الألوان الصينية في مرحلة تبدو حاسمة في منطلقاتها، لتعميم قرارات كثيرة صِيغت بعناوين عريضة لا حدود لها، تشتمل في مكنوناتها الجوهرية على "انطلاقة فضائية" حال النجاح في تطبيقها وتفعيلها. وشخصياً أثق بذلك، لكون الصين قيادة وحزباً وشعباً قد عودتنا على ان تنال النجاحات بتطبيق القرارات بأيدي شعب منضبط السلوك ومُنَفِّذ للتوصيات، يَمقت المواجهات البيزنطية والنقاشات السفسطائية، وكثير العمل ومنشغل في الكدح اليومي، وهي صفات الاشتراكية الصينية المُنتِجة والمزدهرة فكرياً.

في المُجترحات التي انبثقت عن الاجتماع الكامل الثالث، الذي أنهى أعماله بنجاح منقع النظير، أول من أمس، الثلاثاء، يَنزاح عهد ويَحّل آخر يُمهّد الى تنافسية عالية ورفيعة المستوى في الاقتصاد، وتعددية واختلاف جوهري في المُلكيات الاجتماعية والاقتصادية، لكن ضمن ضوابط حزبية وسوقٍ بتنافسٍ منظّم، يُعبّر عن الالتزام بالروح الاشتراكية والمجتمع الاشتراكي الموعود والمنظور و"الحضارة الاشتراكية" التي يَتلمّس الصينيون بقيادتهم السياسية والحزبية وحزبهم وشعبهم طريقها غير المَطروق سابقاً، ويعملون لتوفير متطلباتها، ويحاولون إدراك أنساقها وطبيعتها وانعكاساتها على المَجموع الاجتماعي، وتأثيراتها على العناصر البشرية والمادية وآليات النمو، في أوج عملية الانتاج السلعي والروحي في المرحلة المُقبِلة، المؤدية الى الازدهار، وهي مرحلة مَيز يسمّونها صينياً "رغادة الحياة"، جرى تثبيت عملية النزوع الواسع نحوها في "الكامل الثالث".

* كاتبة وعضو قيادة الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي