CRI Online

جامعة وثقافة صينية بالاردن

cri       (GMT+08:00) 2014-01-10 09:49:55

بقلم يلينا نيدوغينا*

في اللقاء بين وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور أمين محمود، أول من أمس، وسفير جمهورية الصين الشعبية، والوفد المرافق للسفير، السكرتير الثاني تشو هوا، ومدير صندوق البحث العلمي الاردني الدكتور عبدالله الزعبي، توصّل الجانبان الى تفاهمٍ حول بناء جامعة اردنية صينية، على "غِرار الجامعة الاردنية الالمانية".

وفي أهداف مشروع الجامعة هذا، أشير خلال المباحثات الى أهداف منها، "توفير فرص دراسية للطلبة الاردنيين والعرب، بحيث تكون الجامعة مركزاً اقتصادياً بين العالمين العربي والصيني، ونواًة للتعليم الاكاديمي التقني للمنطقة بأكملها، وفرصة جديدة "لتعزيز العلاقات الثقافية الاردنية الصينية"، وقد شدّد الطرفان الصديقان "اهمية رفد الجامعة بالأساتذة والخبرات اللازمة، ممن لديهم خبرات عملية في السوق، من اجل نقل الخبرات الاكاديمية والعملية للطلبة"، واعرب الوزير الاردني "عن امله أن تكون الجامعة بحثية تقنية ومركز تمييز" في المنطقة، و"لأهمية تشجيع الطلبة الاردنيين للاتجاه نحو نيل فرص التعليم الجامعي في الصين، لِمَا تتمتع به الصين مِن تقدّم وتطور وبشكل خاص في مجال الصناعة ، والتكنولوجيا، وفي ظل توافر مجالات للتعليم التقني المتميز".

السفير الصيني أكد متانة العلاقات الاردنية الصينية، وبشّرنا بأن هذه العلاقات سوف تشهد "تطوراً"، خاصة بعد الزيارة الناجحة التي نفّذها جلالة الملك عبدالله الثاني الى الصين"، مؤخراً، وبما يتميز به الاردن من جودة الموارد البشرية، والى أن وزارة التعليم في الصين تتنظر الخطة التفصيلية للجامعة من اجل اتخاذ القرار اللازم للشروع بإنشائها".

مشروع الجامعة الاردنية الصينية مشروع قديم، فقد قرأتُ عنه قبل عشرات السنين، إلا أن المشروع كان تعثّر لأسباب غير معروفة. والمشرع القديم الجديد يشهد على نشاط الصين التعليمي في البلدان العربية، وضرورة التواصل مع المشاريع التعليمية والثقافية الاخرى المَثيلة له، في الدول العربية، بخاصة في مصر، حيث تنشط بيجين في نشر التعليم والثقافة الصينيتين، والعلوم الصينية، التي هي مُتاحة هناك للكثيرين، وللبسطاء منهم وجماعات المُهمّشين، وليس لأصحاب الحظوة المالية والطبقية فحسب، كما عودتنا بعض الجامعات الاخرى، ومنها المحلية، التي تحوّل عددٌ منها الى مؤسسات ربحية بالدرجة الاولى. وفي صدد هذه الجامعة الصينية، يَرى الخبير الاقتصادي والإعلامي الناشط والمتابع بكثافة للشأن الصيني، الزميل سيف الدين الصوالحة، أن الأهداف الموضوعة للجامعة تشير الى نقلة نوعية في الحِراك الصيني بالاردن، وعلى المساحة العربية كذلك. فمثل هذه الجامعة يمكن أن تمارس تأثيراً ثقافياً واسعاً في المجتمع الاردني وانطلاقاً منه في مجتمعات عربية أُخرى، لِما تتمتع به الثقافة والحضارة الصينيتين مِن جذبٍ وتعاطف في أوسع الأوساط العربية، ويُعزا ذلك الى تراكمات تاريخية ايجابية بين العالمين العربي والصيني، خلال كل التاريخ المنصرم، حيث صارت الصين وفي حقبات متواصلات، مركزاً لنهل الثقافة والمعرفة والاكتشافات والاختراعات، ويَشهد التاريخ المكتوب على قوته وديمومته ولزوم إرساء طريق حرير مستدام معه، لتعزيزه وتصليب بنائه. كما يستطرد الصوالحة، وهو يعمل منذ فترة طويلة على تعزيز العلاقات الاردنية الصينية من خلال الإعلام والصحافة، أن من شأن هذه الجامعة الصينية الاردنية المشتركة، توفير إضافة ثقافية وتعليمية نوعية ومحببة للمجتمع الاردني، تسهم في تعزيز المسيرة العلمية فيه، والدفع الى الاطلاع على المنجزات الصينية لنقلها السريع للاردن، ولتوطين الجديد في الوطن الاردني، بدعم صيني، قد يتحوّل الى رافعة اقتصادية كبيرة، تعمل على رفد الاقتصاد الاردني بإمكانات لم تكن متاحة سابقاً في ميادين عديدة، وفتح ميادين اخرى واسعة أمام الاردنيين.

في التطلع الى هذه الجامعة الصينية، بقسماتها ووجهها الجديد، الشرقي، ان الاوضاع الاردنية مهيئة تماماً الى إقامتها وجعلها نشطة في عدة مناحٍ، فليس بالضرورة ان يقتصر عملها على الثقافية والتعليمية فحسب، بل وفي إضافة مجالات جديدة لنشاطها، لتعزيز البُنية العلمية في حقول الصناعة والزراعة والخدمات واللغات بالاردن، من خلال إضافات علمية صينية لا تتوقف، ولتسريع نقلها للاردن بآليات صينية، وتوطينها في الاردن ليكون الاردن "محطة صينية" بإمتياز. وقد كنا في "الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين" نسعى دوماً ولا نزال نسعى الى هذا التوطين، وقد نلنا جرّاء ذلك العسف والعداء والخصومة والتهميش مِن جانب بعض الاطراف والمتنفذين من ذوي النزعات الغربية والعربية المعادية للصين، وقد انهزمت هذه النزاعات أمام إصرارنا، وأمام انتصار الصين وحلفائها على الارهاب في المنطقة، فتكشفت رسالة الصين الشريفة لمن أغلقوا أعينهم، وأطاح بعقولهم وبهم المال الخارجي للفترة السابقة، وعادت الصين بوجهها المشرق إلينا لتساهم في عملية الإعمار الاردني، على المستويات المختلفة الرسمية والشعبية.. لذا، نقولها بثقة وقوة ولسان قويم: أهلاً وسهلاً بالصين العلمية والتعليمية والثقافية وبصداقتها في الاردن وفي اجياله كافة.

*كاتبة روسية وناشطة سياحية، وعضو في قيادة الاتحاد الدولي للصحفيين والكتّاب العرب أصدقاء الصين.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي