خلال الزيارة التي جمعتني مع وفد من الصحفيين العاملين في إذاعة الصين الدولية إلى منطقة الشينجيانغ والتي تجولنا خلالها في العديد من مدن هذه المنطقة، لا حظت مدى التقدم الكبير الذي شهدته منطقة الشينجيانغ في مجالات البنى التحتية والإقتصاد والسياحة.
ففي هذه الزيارة رأينا كيف تحولت الأراضي الصحراوية القاحلة إلى مساحات خضراء تعج بكل أنواع النباتات والأشجار المثمرة التي حولت هذه المدن إلى قطب تنموي في مجال الزراعة، وذلك ما انعكس إيجابيا على المزارعين الذين عبروا لنا عن مدى ارتياحهم للدور الكبير الذي لعبته السلطات المحلية في تهيئة الأرضية الملائمة للزراعة، وقد لفت انتباهي أيضا استعداد أهالي المنطقة وتحملهم كل الصعاب من أجل تحقيق التنمية المستدامة.
كما أن منطقة الشينجيانغ شهدت قفزة كبيرة في مجالات الصناعة والتعليم والثقافة، فهناك مائات المصانع وبعضها رائد على المستوى الصيني مثل مصانع القطن والكيماويات، وكذلك هناك انتشار كبير للجامعات والمدارس في هذه المنطقة ويستفيد منها أبناء القوميات المختلفة وقد ساهمت في خلق التواصل بين هذه المكونات حيث كسرت جدار الإنغلاق الذاتي وأصبح الانفتاح على الآخر سمة هذه المؤسسات التعليمية، بالإضافة إلى ذلك تحتفظ منطقة الشينجيانغ بمخزون تراثي هائل، تحتفظ به متاحفها حيث تجد قطعا تراثية ترجع إلى آلاف السنين ومجسمات زخرفية غاية في الروعة وتوابيت فيها شخصيات يعود بعضها إلى 3000 سنة.
هي إذن زيارة بينت لنا ما تزخر به هذه المنطقة من خيرات على سطح الأرض وفي باطنها، كما أوضحت لنا حيوية ساكنة هذه المنطقة، وكذلك المعالم السياحية النادرة التي تعج بها المنطقة من أوروموتشي حتى آرال.
