تحقيق النجاح المزدوج في حماية البيئة الأحيائية وكسب العوائد الاقتصادية في محافظة وودينغ بمقاطعة يوننان

في ال20 من يناير الماضي، أكد شي جين بينغ الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني أثناء تفقده في مقاطعة يوننان، على ضرورة وضع حماية البيئة الأحيائية في المرتبة الأكثر أهمية، مطالبا بحماية البيئة الأحيائية على غرار حماية العيون، وبالتعامل معها مثل التعامل مع الأرواح.

وفي ال15 من ابريل، قام فريق المراسلين من إذاعة الصين الدولية بزيارة محافظة وودينغ بمقاطعة يوننان، حيث لاحظ مراسلونا أنه خلال تنفيذ استراتيجية "الاهتمام بحماية البيئة الأحيائية من خلال وضعها في المقام الأول"، شق المحليون من قومية يى طريق "النجاح المزدوج" في حماية البيئة الأحيائية وتحقيق التنمية الاقتصادية من خلال تربية المواشي وتشغيل النزل الريفي.

دجاج وودينغ

وتقع بلدة وودينغ بولاية تشوشيونغ الذاتية الحكم لقومية يى بمقاطعة يوننان في جنوب غربي الصين، وهناك "نكهة جميلة على لسان"---دجاج وودينغ. ومنذ أسرة مينغ الملكية، كان دجاج وودينغ يعتبر هدية تُقدم للأملاك وكبار المسؤولين الحكوميين، ويُعد أيضا أهم الأطباق من يوننان إلى بكين.

خلافا عن الدجاج المربي داخل الحظائر، أشار لي قوه تشونغ رئيس مزرعة تربية الدجاج إلى أن دجاج وودينغ يعد أهم المواد الغذائية الخام لتحضير طبق دجاج "تشقو"، يعني، الدجاج المطبوخ بالقدر الفخاري بالبخار، والذي يعد أشهر طبق في مقاطعة يوننان، حيث تتم تربية أكثر من عشرة آلاف دجاجة في 10 هكتارات من مساحة الغابات، وتجدر الإشارة إلى أن دجاج وودينغ يتحلى بالحجم الكبير والريش الزاهي والقيمة الغذائية العالية، وفي هذا الصدد، قال السيد لي قوه تشونغ:

"يتميز دجاج وودينغ بالحجم الكبير، واللحم الطري، والعظام الهش والنكهة اللذيذة، وتبقى النكهة اللذيذة في الفم لفترة طويلة، وإن الشوربة شهية جدا، بالمقارنة مع الدجاج الأخر، يتمتع دجاج وودينغ بنسبة كبيرة من الأحماض الامينية."

مدير إذاعة الصين الدولية وانغ قنغ نيان مع أهالي الألقليات القومية في محافظة وودينغ

علاوة على دجاج وودينغ، أثارت أيضا قصة لي قوه تشونغ حول تربية سلالات الدجاج اهتمام الناس. وفي عام 2009، بعد تسريحه من العمل، بدأ السيد لي يشتغل في تربية الدجاج، حيث ازداد عددها من 18 في البداية إلى 14 ألف في الوقت الحالي، ونجح السيد لي في حث 600 أسرة ريفية على المشاركة في تربية دجاج وودينغ، وأشار السيد لي إلى أنه يحمل أملا بسيطا يتمثل في حماية سلالات دجاج وودينغ ومساعدة المزارعين من القرى المجاورة على تحقيق الغنى، إذ قال:

"في المستقبل، أرغب في تحقيق تطور أكثر في تربية دجاج وودينغ، لمساعدة المزيد من المربيين في تحقيق الغنى، هذا من جهة، من جهة أخرى، أبذل الجهود في حماية دجاج وودينغ على خير وجه."

تجدر الإشارة إلى أن مقاطعة يوننان تتميز بكثرة الجبال وقلة السهول، وتنتشر القرى في مساحة واسعة، لذا، لا تتفق تربية المواشي على نطاق واسع مع الظروف الواقعية في المنطقة، وفي ظل ذلك، تعمل بلدة وودينغ على تطوير "تربية المواشي على الجبال" التي تعد نمطا جديدا لتطوير تربية المواشي في العصر الحديث، وتنجح في السير على طريق التنمية الزراعية الآمنة والممتازة الجودة والصديقة للبيئة من خلال دعم المؤسسات الرئيسية والمربيين البارزين.

وفي الوقت الحالي، قد تجاوزت قيمة إنتاج دجاج وودينغ 320 مليون يوان صيني، وأشار ون تشونغ نائب مدير مصلحة تربية المواشي ببلدة وودينغ إلى أن الصديق للبيئة والحفاظ على أصلها، يعدان المعايير القياسية في تطوير تربية دجاج وودينغ، إذ قال:

"الآن، تدخل إلى المنطقة الكثير من أنواع الدجاج، وتشكل تنافسا كبيرا لدجاج وودينغ، لذلك، نبذل المزيد من الجهود في دعم المزارعين في حماية سلالات دجاج وودينغ، حيث يعمل كبار المزارعين على تربية سلالات الدجاج، ثم يزودون المزارعين الآخرين بالكتاكيت."

مدير إذاعة الصين الدولية وانغ قنغ نيان مع شياو رو هوا مدير نزل "هواشينغيوان"

بالإضافة إلى المنتجات الصديقة للبيئة، تعمل محافظة وودينغ أيضا على إبداع نمط الإنتاج الزراعي، وتساعد المحليين على كسب المزيد من الثروات من خلال إقامة الفنادق الريفية، اعتمادا على الموارد السياحية المتميزة في المنطقة. وعلى سبيل المثال، يعمل مزارعو قرية جبل الأسد على تشغيل الفنادق الريفية الرفيعة المستوى لجذب آلاف السياح كل سنة للتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة في جبل الأسد الذي يعد من أشهر المناطق السياحية بدرجة A4، وأشار شياو رو هوا مدير نزل "هواشينغيوان" إلى أن النزل الريفي يحقق النجاح المزدوج في التنمية الاقتصادية وحماية البيئة الأحيائية، إذ قال:

"تمتد مساحة جبل الأسد إلى 16.8 متر مربع، وفي العصور القديمة، كان هذا الجبل جبلا مشهورا بالآثار البوذية، الآن، أصبح منطقة سياحية بدرجة A4، وأنا أول شخص أقام النزل الريفي في المنطقة، الآن، يزداد عدد الفنادق إلى 28، الأمر الذي يساهم في تنشيط الموارد الطبيعية، وحمايتها في الوقت نفسه."

وساهم تطوير الزراعة الحديثة وتحويل نمط الإنتاج الزراعي، في مساعدة ولاية تشوشيونغ بمقاطعة يوننان التي تعد "مهد البشرية في آسيا"، على السير على طريق "النجاح المزدوج" في التنمية الاقتصادية وحماية البيئة الأحيائية، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، أدرك المحليون أن الجبال الخضراء والأنهار الصافية هي بالذات "جبال الذهب والفضة". وفي ختام المقابلة الصحفية، أشار قوه يون في من قومية يى إلى أنه مستعد أيضا لإنشاء نزل ريفي على شرط عدم إلحاق الأضرار بالبيئة الأحيائية، إذ قال:

"يتميز جبل الأسد بالمناظر الطبيعية الخلابة، وإنه مخزن الأكسجين للطبيعة، ولا يسمح بتخريب البيئة على الإطلاق، وإلا فلا يأتي السياح إلى هنا."