CRI Online

قصة قوه لو بينغ: الطبيبة الصينية الممتازة

cri       (GMT+08:00) 2016-05-31 16:54:32




"كنت أصر على العودة إلى تونس إثر عملية جراحية، لأنني قد وعدت زملائي في تونس بالعودة فوراً بعد أنهاء إجازتي في الصين ووعدت بعض النساء الحوامل بعضهن مدة حملة شهرين أو ثلاثة أشهر، وسبعة أو ثمانية أشهر بالقيام لهن بعملية قيصرية، إنهم زملائي الأجانب والحوامل الأجنبيات..."

قوه لو بينغ طبيبة صينية لها حوالي 20 عاماً من الخبرة السريرية في أمراض النساء والتوليد، كما إنها تنتمي إلى الدفعة ال21 للفريق الطبي الصيني الذي أوفد إلى تونس. لكن الطبيبة قوه هي الآن مريضة بالسرطان لتتلقى العلاج في مستشفى الشعب الثالث بمدينة نانتشانغ بمقاطعة جيانغشى، غير أنها لم تنسى وعدها الذي قدمته للنساء الحوامل التونسيات.

كانت قوه لو بينغ تعمل في مستشفى أمراض النساء والتوليد والأطفال بمدينة تشن يوي، ووصلت إلى تونس مع الأعضاء الآخرين من الدفعة ال21 للفريق الطبي الصيني لتونس بعد إكمال دراسة اللغة الفرنسية والكفاءات الشاملة في نوفمبر عام 2014 وبدأت عملها في مستشفى منطقة سيدي بوزيد، واستمرت قوه العمل لمدة 15 شهراً ثم عادت إلى الصين للإجازة في يناير عام الجاري.

وفي الساعة ال4 صباحاً من يوم 16 مارس في عام 2015، ظهرت امرأة حامل فجأة أعراض تقلصات متكررة، ونغمات قلب الجنين كانت 80 مرة في الدقيقة الواحدة، وكان الوضع عاجلاً جداً، وشخصت الطبيبة قوه على الفور وكشفت أنها "متلازمة الضائقة الجنينية الحادة"، وقد يموت الجنين في رحم الحامل، فأجرت عملية قيصرية للحامل بسرعة، ونجحت في انقاذ الأم والطفل خلال ثلاث دقائق فقط.

"إنها حالة خاصة لعملية قيصرية تحت التخدير الموضعي، ونجحت في إنقاذ الأم والطفل خلال دقائق معدودة، كنت سعيدة جداً. أنا طبيبة، وهي مسؤوليتي."

إن القرار العاجل الذي اتخذته الطبيبة قوه ومهاراتها الطبية الرائعة ضمنت سلامة الأم والطفل، وسجلت رقماً قياسياً حيث لم ينجح المستشفى من قبل في الإنقاذ فيها بنفس نوع مثل هذه الحالات الطارئة.

إن الخدمات الطبية والصحية في مستشفى منطقة سيدي بوزيد بتونس متخلفة نسبياً، لا سيما في مجال النساء والأطفال، والأطباء في أمراض النساء والتوليد تواجدهم محدود، وفي قسم أمراض النساء والتوليد 60 ممرضة و3 أطباء، الأمر الذي يجعل جميع الأطباء يتحملون مهمة طبية شاقة تتضمن كل من التفتيش في العيادة الخارجية والموجات فوق الصوتية B والعمليات الجراحية وغيرها من الأعمال. وأكملت الطبيبة قوه 20 فحصاً من الموجات فوق الصوتية B و7 عمليات قيصرية في اليوم الأول من عملها في تونس بشكل مستقل.

خلال الفترة التي عملت فيها الطبيبة قوه في تونس، كانت تكمل ما بين خمس إلى عشر عمليات قيصرية يومياً. ووفقاً لتسجيلات العمل لمستشفى منطقة سيدي بوزيد، وسجلت الطبيبة قوه رقماً قياسياً آخر يتمثل في عملها المستمر على طاولة العمليات لمدة 4 أيام، وقال ناظر مستشفى منطقة سيدي بوزيد صلاح عمري:

"استمر الفريق الطبي الصيني عمله في تونس لعدة عقود، وبذلت الصين جهوداً وساهمت في تعزيز المجالات الطبية والصحية في تونس. وتمتاز طبيبة أمراض النساء والتوليد قوه بمهارات طبية ممتازة ومجتهدة دائماً في العمل، والتعاون بيننا سعيد جداً، ونحبها جميعنا حباً جماً."

كانت الطبيبة قوه تجتهد في عملها يوماً بعد يوم، غير أن جسمها تلقى مشكلة صحية غير عادية في بداية عام 2015، وشعرت قوه بألم مستمر في قلبها. وكان المستشفى قلق على أحوالها الصحية ، ومنح لها إجازة لمدة 6 أيام لتستريح، إلا أنها عادت إلى موقع عملها بعد 3 أيام فقط. وفي يوليو عام 2015، شعرت الطبيبة قوه بالتعب الشديد وبألم وورم في صدرها الأيسر، وطالبها زوجها مراراً وتكراراً بالعودة إلى الصين لإجراء فحص طبي شامل بعد استماعه إلى أحوال صحتها، غير أنها رفضت بسبب كثره المرضى والأعمال.

واصلت الطبيبة قوه المريضة عملها ستة أشهر قبل عودتها إلى الصين للإجازة في يناير عام 2016. وذهبت قوه برفقة زوجها إلى مستشفى للفحص الطبي بعد وصولها إلى مدينة نانتشانغ، ونتائج الفحص تشعر الجميع بدهشة حيث تأكد إصابة قوه بسرطان الثدي وأصبح من اللازم أن تتلقى العلاج في المستشفى على الفور. وأكد دكتور تيونغ تشيو يوي كبير الخبراء في قسم سرطان الثدي بمستشفى الشعب الثالث بمدينة نانتشانغ بمقاطعة جيانغشى:

" إن قوه لو بينغ ذهبت إلى المستشفى للفحص الطبي في نهاية يناير العام الجاري، وكنا نحكم أن الورم في صدرها الأيسر ورم خبيث من خلال الفحص. ونظن أن وقت الفحص بالنسبة إليها متأخر، يعني تأخر حالة مرضها إلى حد ما، وفقدت أفضل فرصة لعلاج المرض."

وأجرت قوه لو بينغ عملية جراحة وثم علاجها كيميائياً في غضون شهرين، وإجازتها القصيرة أصبحت علاجاً طويلاً، الأمر الذي جعلها ترفض التكيف مع هذا الوضع. وطلبت قوه من الدكتوره تيونغ تشيو يوي أن تخرج من المستشفى بعد بضعة أيام من العملية الجراحة، وذلك ما حيد الدكتوره.

" أسألها لماذا تريد الخروج من المستشفى ولا تقبل العلاج الشامل، قالت لي إنها قد اشترت تذكرة الطيران للعودة إلى تونس لاستمرار عملها هناك. وقلت لها إن قرارها سيأثر في برنامج علاجها، وكيف يتم إجراء العلاج الكيميائي لها، قالت لي إنها ستأخذ أدواء العلاج الكيميائي إلى تونس وستجريه بنفسها هناك. وقلت لها إن هذا لم يكن ممكناً، وحاولت اقناعها أن تترك فكرتها من خلال المرض والأسرة والعمل والمستقبل، غير أنني فشلت في تغير عزمها للعودة إلى تونس واستمرار عملها هناك."

هكذا، فاضطر الدكتوره تيونغ إلى إبلاغ حال قوه لو بينغ إلى مسؤول معني للجنة الصحة وتنظيم الأسرة لمقاطعة جيانغشى، وأمر المسؤول قوه بإجبارها على البقاء في البلاد واستمرار تلقي العلاج الكيميائي في المستشفى.

وفقاً لبرنامج إعادة التأهيل لقوه لو بينغ بعد العملية الجراحية، فمن الضروري أن يضع ميناء التسريب في جسدها، وكان هناك خيارين، والأول، وضع ميناء التسريب على الذراع اليمني، وجميع تكاليف العلاج يدفعها تأمين الصحة، غير أنه سيأثر في حركة الذراع اليمني، والخيار الآخر، وضع ميناء التسريب على صدرها، غير أن تكاليف العلاج تحتاج إلى دفعها شخصياً. واختارت قوه الخيار الثاني، وقالت إنها طبيبة، وبالنسبة إليها، يدها اليمني مهمه جداً، لأنها تريد العودة إلى موقع العمل، واليد اليمني ضرورة للامساك مشرط..

" إن حياة الإنسان محدودة، إلا أن الغناء الروحي يمكن أن يجعل الشخص يعيش أكثر وضوحاً. أنا طبيبة، ولي مسؤولية ومهمة مثل جميع الأطباء، ولا أندم أبداً. وأنا دائماً سعيدة بمساعدة المرضى على تخفيف بعض صعوباتهم."

إن قوه لو بينغ أحد أعضاء الفريق الطبي الصيني إلى الخارج الممتازين الذين لهم مشاعر إنسانية دولية، وظلوا يتحملون مهمتهم المقدسة لشفاء المرضى، ويعملون على صحة الشعب الإفريقي خلال أكثر من نصف قرن، ويلعبون دوراً إيجابياً ومهماً في تعزيز علاقات الصداقة بين الشعبين. واستعاد الذكريات حول طلبها من المشاركة في الفريق الطبي للخارج، تقول قوه:

" أعرف أن الظروف في إفريقيا صعبة نسبياً، غير أنني أعتقد أن كل شخص لديه قلب يحب الوطن، أنا لست استثناء. وبصفتي طبيبة أمراض النساء والتوليد، أريد أن أذهب إلى المكان الأكثر صعوبة لتقوية روحي وتحقيق قيمة حياتي."

 

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي