中国国际广播电台
أسس ليو بانغ في عام 206 قبل
الميلاد مملكة هان (الغربية)
وعاصمتها تشانغ آن. وبقي ليو
بانغ الملقب ب"الإمبراطور قاو"
على العرش سبع سنوات حيث عزز
السلطة المركزية وانتهج سياسة
"إسعاد الشعب". وبعد وفاته في
عام 195 قبل الميلاد، تولت
زوجته لو تشي السلطة الحقيقية
بالمملكة لمدة 16 سنة، وتعد لو
واحدة من الحاكمات القليلات في
التاريخ الصيني.
وبفضل سياسة
"إسعاد الشعب"، ازدهر الاقتصاد
في المملكة خلال فترة إمبراطوري
ون وجينغ. وفي عام 141 قبل
الميلاد، اعتلت ليو تشه العرش
وهو لقب ب"الامبراطور وو". وركز
الامبراطور وو على مواجهة
شيونغنو وهي قومية قديمة كانت
تعيش شمال المملكة وكثيرا ما
تعتدى عليها. وانتصرت قوات
المملكة بقيادة الجنرالين وي
تشينغ وهو تشيبينغ أخيرا على
شيونغنو الأمر الذي وسع أراضي
المملكة وضمن التطور الاقتصادي
والثقافي في مناطق شمال
المملكة. ثم تحول الإمبراطور
إلى تنمية الزراعة وشهد اقتصاد
المملكة نموا مستمرا. وبلغ
اقتصاد المملكة ذروته في فترة
الامبراطور تشاو.
وتزامن مع
الازدهار الاقتصادي في المملكة
ازدياد قوى حكام الأقاليم إلى حد
بات يهدد السلطة المركزية. وفي
العام 8 الميلادي، استولى وانغ
مانغ المسؤول الكبير على العرش
بواسطة انقلاب وحول اسم المملكة
إلى شين.
تعتبر مملكة هان
الغربية إحدى الممالك القوية في
التاريخ الصيني بفضل انتهاج
أباطرتها سياسة إسعاد الشعب، حيث
عاش الشعب حياة رغدة واستقرت
الأوضاع السياسية. جدير بالذكر أن
الامبراطور وو تبنى اقتراح الوزير
دونغ جونغ شو حول دعم المذهب
الكونفوشي والابتعاد عن المذاهب
الأخرى، ومنذ ذلك الوقت، أصبح
المذهب الكونفوشي مذهبا فكريا
التزم به حكام جميع الممالك.
وبفضل التطور
الاقتصادي والاستقرار السياسي،
شهدت الصناعات اليدوية والتجارة
والفنون والعلوم الطبيعية تقدما
كبيرا في عهد مملكة هان الغربية،
وبدأ التبادل التجاري والإتصالات
الدبلوماسية مع الدول في غرب آسيا
عبر طريق الحرير.
وفي عام 25
الميلادي، تمكن ليو شيو وهو من
الأسرة الملكية بمملكة هان
الغربية من الاستيلاء على العرش
من وانغ مانغ وأعاد اسم المملكة
إلى هان (الشرقية)، ونقل عاصمتها
إلى لو يانغ. وأجرى ليو شيو
الملقب ب"الامبراطور غوانغ وو"
إصلاحات سياسية واجتماعية
واقتصادية، مما عزز السلطة
المركزية وحقق استقرار الأوضاع.
وبعد سنوات
عديدة من التنمية، بلغت مملكة هان
الشرقية مستوى مملكة هان الغربية
في منتصف القرن الأول الميلادي،
بل تجاوزتها اقتصاديا وثقافيا
وعلميا. وطور تشاي لون فن صناعة
الورق في عام 105 فأصبح الورق
بدلا من شرائح البامبو مادة
رئيسية للسجلات المكتوبة في
الصين، علما بأن الفن الصيني
لصناعة الورق انتشر فيما بعد إلى
المناطق الأخرى في العالم
باعتباره أحد الاختراعات الصينية
العظيمة الأربعة. وفي مجال العلوم
الطبيعية، حقق العلماء في هذا
العهد وأشهرهم تشانغ خنغ منجزات
هامة متمثلة في كرة فلكية تعمل
بالطاقة المائية وآلة لرصد
الزلزال. أما في مجال الطب، فيعد
هوا توه الذي عاش في أواخر عهد
مملكة هان الشرقية أول طبيب جراح
يستخدم التخدير.
|