中国国际广播电台
كونفوشيوس
(551-479 ق.م) هو فيلسوف وسياسي
ومعلم عظيم في فترة الربيع
والخريف
(770-476
ق.م)، وتشيوفو هي مسقط رأس
كونفوشيوس وفيها متحفه الذي عاش
فيه هذا
الفيلسوف ومارس فيه التعليم.
وقد اكتشف في تشيوفو ثلاثة
مواقع تاريخية: معبد
كونفوشيوس وغابة كونفوشيوس وقصر
كونفوشيوس، وأدرجت هذه المواقع
الثلاثة في قائمة
التراث العالمي التي حددتها
منظمة اليونسكو التابعة للأمم
المتحدة.
تقع مدينة
تشيوفو في جنوب غربي مقاطعة
شاندونغ، على بعد 135 كيلومترا عن
عاصمة
المقاطعة مدينة جينان، ومناخ
تشيوفو قاري معتدل دافئ متأثر
بالرياح الموسمية،
الفصول الأربعة واضحة، المطر
متوفر نسبيا، الجفاف في الربيع
والخريف، المطر كثير في
الصيف، الشتاء جاف وبارد وقليل
الثلج.
يقع معبد
كونفوشيوس في قلب مدينة تشيوفو،
وهو مجموعة كبيرة من المباني
الشرقية
الطراز، ويسمى هو والقصر
الإمبراطوري ببكين والمصيف
الإمبراطوري بتشنغده في مقاطعة
خبي، "المجموعات الثلاث الكبرى
للبنايات الصينية القديمة".
بدأ بناء هذا المعبد في السنة
التالية لوفاة كونفوشيوس، أي
عام 478 قبل الميلاد.
كان الأباطرة في مختلف العصور
يقدمون الولاء والطاعة
لكونفوشيوس فيه . كان في أيامه
الأولى صغير الحجم متكونا من
ثلاث غرف فقط . وحتى عهد
الامبراطور وو دي من أسرة هان
الملكية ( 206 ق م – 220 م)،
والذي كان يدعو الى إلغاء جميع
المذاهب الفكرية وتكريم
المذهب الكونفوشي وحده، سيطرت
أفكار كونفوشيوس على الصين. كرر
الحكام الصينيون في
مختلف العصور إصلاح
الكونفوشيوسية وفقا لما
يحتاجونه، وألهوه شيئا فشيئا،
وأطلقوا
عليه لقب "الأستاذ الحكيم
الأعظم ". في كل مناسبة من
مناسبات تلقيبه، كان
الإمبراطور أو مبعوثه يحضرها
لتقديم الضحايا والقرابين.
وجدير بالذكر ان الإمبراطور
"تشيان
لونغ" من أسرة تشينغ
(1644–1911)، قد ذهب الى موطنه
ثماني مرات "للحج".
واتسع حجم المعبد اتساعا
متواصلا على مرور الزمان.
خلال عهدي أسرتي
مينغ وتشينغ (1368-1911) جرت
عدة عمليات إعادة بناء وتوسيع
في
المعبد حتى أصبحت معالمه كما
نراها اليوم. مبانيه على شكل
قصور، قائمة في 9 فناءات
وعلى خط محوري من الجنوب الى
الشمال. في المعبد 466 غرفة،
منها القاعة الكبيرة
والقاعة الصغيرة والمقصورة
ومذبح القرابين والصالون و54
قوس نصر، ويغطي كلها مساحة
218
الف متر مربع. يسور المعبد
بجدران حمراء اللون تتوسطها
أقواس النصر وأبراج
الزاوية.
معبد كونفوشيوس،
ليس مشهورا في الصين، داخلها
وخارجها، بعظمة وفخامة مبانيه
فحسب، بل بالتحف الأثرية المحفوظة
فيه أيضا. ففيه 2100 قطعة من
الألواح الحجرية
المنحوتة بالعبارات، تاريخها
عريق، تبدو وكأنها لوحة ملفوفة
رسم عليها تاريخ الصين،
كما انها معرض لفن الخطوط وفن
النقش على الحجر.
تبعد غابة كونفوشيوس كيلومترا
واحدا الى شمال مدينة تشيوفو.
كانت بدقيق العبارة،
مقابر خاصة لكونفوشيوس وموتى
ذراريه، وهي أطول المقابر
العائلية في الصين عمرا،
وأوسعها مساحة واكملها تشكيلة.
مع ذيوع شهرة
كونفوشيوس، أعيد بناء هذه
المقابر عدة مرات في مختلف
العصور. اتسعت
مساحتها باستمرار حتى غطت
كيلومترين مربعين في عهد أسرة
تشينغ. والغابة مسورة
بجدران ارتفاعها 3.4 م وطولها
7.5 كلم، وفيها العديد من
الحدائق الاصطناعية الكبيرة
المكونة من البنايات القديمة.
يمكن القول ان غابة كونفوشيوس
حديقة اصطناعية واسعة وعريضة
ذات خصائص فريدة.
وفيها تنمو 100 الف شجرة كبيرة،
و20 الفا منها تجاوز عمرها الف
سنة. تتناثر بين
اشجار الغابة القديمة انصاب
حجرية شيدت في الفترة من عهد
أسرة سونغ الشمالية
(960-1127)
الى عهد أسرة تشينغ
(1644-1911). منها كبيرة
وصغيرة، قائمة مرتمية،
دقيقة النقش وخشنة النقش..
بعضها يدعو مغرية للتعبير عن
الاحترام لها، وبعضها
تستعمل لجلوس الزوار فوقها لأخذ
الراحة فقط. ويسود الغابة هدوء
يثير لدى الزوار
خواطر متعددة.
غابة كونفوشيوس
تضم مقبرته، وهي عبارة عن تل
مرتفع عن الأرض عليه خمسة مقاطع
صينية منقوشة على حجر أمامها؛
تعني، "الأب المقدس". معبد
كونفوشيوس متاهة من التلال
الكبيرة تكثر فيه، أبراج
الجرس،أعمدة التنين والألواح
الحجرية. داخل معبد كونفوشيوس
ينتصب حائط لو المشهور، وهو
بناية استطاع المعلم أن يخفي
بنجاح في أحد أركانها كتب
تعاليمه من قوات الإمبراطور.
يجاور مجمع معبد كونفوشيوس قصره
في قلب المدينة. على الرغم من
أن المعلم لم
يستمتع ببهاء القصر، لكونه مجرد
معلم في زمانه، غير أن أجياله
من الجيل التاسع إلى
الجيل السابع والسبعين عاشوا في
هذه البنايات أكثر من 2500 عام،
نتيجة لرغبة
الأباطرة اللاحقين في إظهار
احترامهم لكونفوشيوس. معظم غرف
الفناء البالغ عددها 466
غير مفتوحة للسواح، على الرغم
من أن هناك أيضا العديد من
الغرف المفتوحة التي تعطي
المرء فكرة عامة جيدة عن القصر.
قصر أسرة
كونفوشيوس عبارة عن بيوت سكنها
ويسكنها ذراري كونفوشيوس جيلا
بعد جيل.
ومنذ عهد أسرة هان (206 ق م –
220 م)، نال ذراريه ألقابا
شرفية شتى من الأباطرة،
منها لقب "يان شنغ قونغ" (ذراري
الاستاذ الحكيم الأعظم) الذي
امتد 32 جيلا منذ عام
1055.
واصبحت بيوت أصحاب هذه الألقاب
الشرفية قصر أسرة كونفوشيوس كما
نعرفه اليوم.
يحتل القصر اليوم مساحة 160 الف
متر مربع، وطوله من الشمال الى
الجنوب كيلومتران
ويحتوي على 463 غرفة من المباني
بأنواعها المختلفة.
يقع قصر أسرة
كونفوشيوس إلى الشرق من معبده
مواجها للجنوب، وهو مجموعة من
المباني الضخمة تجمع الديوان
الاداري والمساكن العائلية في
كيان واحد. هذا القصر
يتكون من ثلاثة أقسام، وتتجمع في
القسم الشرقي معامل شتى تخدم
أفراد أسرة كونغ.
والقسم الغربي خاص ليتعلم أصحاب
لقب "يان شنغ قونغ" الطقوس
ويحترفونها ويستقبلون
كبار الضيوف فيه. أما القسم
الأوسط فهو رئيسي يضم قطاعين
أمامي لمعالجة الشئون
السياسية وخلفي للسكن. ليست
المساكن ضخمة وفخمة إذا قورنت
بالقصر الامبراطوري في
بكين، ولكن الأثاث والزخارف
والتراث فيها تظل فاخرة وقيمة
ورائعة تثير العجب
والدهشة دوما. كان بعض نفائس
التراث في القصور موهوبة من
الأباطرة ومقدمة من كبار
الموظفين، وبعضها الآخر مشتراة
بثمن باهظ، وكلها من المعلومات
الحية ذات الأهمية
البالغة لدراسة التاريخ والثقافة
للصين القديمة.
|