مناظر المروج

تبدو السماء بعيدة والجو منعشا جدا في منطقة منغوليا الداخلية ذات الحكم الذاتي خلال هذا الشهر، وجذبت المناظر الساحرة في مروجها الواسعة كثيرا من الزوار الصينيين والأجانب.

وتبلغ مساحة المروج في هذه المنطقة نحو ثمانيمائة وثمانين ألف كيلومتر مربع، وتحتل ثلث اجمالي مساحة المروج في كل البلاد. ولكن هذه المنطقة لم تخصص أموالا واهتماما بتنمية السياحة بصورة كافية خلال العديد من السنوات الماضية، وكانت المنشآت السياحية غير كاملة والآراضي الزراعية والرعي المفرط على المروج استغلت لفترة طويلة مما جعل البيئة الحيوية في هذه المنطقة غير قادرة على تحمل أعباء ثقيلة بينما تفاقم تدهور وتصحر المروج وتطور قطاع السياحة الطبيعية فيها ببطء. وبعد تطبيق حكومة الصين استراتيجية التنمية الكبرى في غرب البلاد، أسرعت هذه المنطقة الذاتية الحكم خطواتها في بناء البيئة الحيوية، وعممت بقوة الاستراتيجية التنموية الخاصة بتحويل الآراضي الزراعية الى غابات ومروج واغلاق السفوح الجبلية لحمايتها من الرعي وتربية المواشي والدواجن في حظائر وزرائب، واثارت ثورة ايكولوجية في المروج الشاسعة، واحدثت حيوية ونشاطا من جديد في هذه المنطقة.

مستمعينا الأفاضل، عند زيارة كل المشاهد السياحية في مختلف المروج المشهورة بمنطقة منغوليا الداخلية، ستستمعون الى أغنية منغولية تشيد بجمال المروج، وتقول كلماتها: يهبَ النسيم على أعشاب خضراء وأزهار زاهية منبسطة على المروج، حيث تتراقص الفراشات الملونة وتغرد الطيور المتنوعة، وتشبه الجياد السحب الوردية كما تشبه الأبقار والأغنام اللآلئ المنتشرة.

وقال السيد يون دا بينغ نائب رئيس مصلحة السياحة بمنطقة منغوليا الداخلية ذات الحكم الذاتي ان المروج الكبيرة تعتبر مصرفا أخضر في صالح تنمية قطاع السياحة بهذه المنطقة. واذا تحسن بناء البيئة الحيوية، تودع في هذا المصرف مزيد من الفلوس. وبين الموارد الطبيعية السياحية في هذه المنطقة، تتمتع المروج الواسعة بميزات جاذبية لا حدود لها وتكثر بها المياه والكلأ. والآن، ينتظر منطقة منغوليا الداخلية مستقبل مشرق للسياحة، وتعتبر السياحة قوة دافعة لقطاع الخدمات. وعلم من مصلحة السياحة بهذه المنطقة الذاتية الحكم انه خلال النصف الأول من هذا العام، قد زار هذه المنطقة مليونان وخمسمائة ألف زائر صيني وأنفقوا بها مليارا وستمائة وأربعة وخمسين مليون يوان صيني كما زارها مائة وثلاثة وثمانون ألف زائر أجنبي وأنفقوا بها ستين مليونا وخمسمائة ألف دولار امريكي. وتماشيا مع تعزيز بناء البيئة الحيوية، تسود كافة المروج حيوية ونشاط مما يفتح آفاقا واسعة لتنمية قطاع السياحة في منطقة منغوليا الداخلية ذات الحكم الذاتي.