المنطقة الجبلية الجنوبية بمنطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة منطقة متخلفة اقتصاديا. أنشأت الحكومة الصينية في السنوات الأخيرة في المنطقة مشروع ري ينقل مياه النهر الأصفر إلى المناطق الجافة لمساعدة الفقراء، ومن المتوقع أن أكثر من مليون فقير سيستفيدون من هذا المشروع ويتخلصون من الفقر.

      تقع منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة بشمال غربي الصين، كانت البيئة الأحيائية لمنطقتها الجبلية الجنوبية سيئة جدا بسبب الجفاف ونقصان المياه وبالإضافة إلى ذلك كانت المنطقة كثيرة السكان وقليلة الحقول وتعرضت التغطية الغابية لدمار بسبب الإفراط في استصلاح الآراضي البور مما أدى إلى تحويل الآراضي إلى الصحراء وتعرية التربة، وتقيد هذه العوامل خروج بعض الفلاحين من الفقر لمدة طويلة.

      ومن أجل حل شامل لهذه المشكلة أنشأت الحكومة الصينية ابتداء من عام 1996 مشروع ري في منطقة نينغشيا، إذ أنشأت محطات ضخ على ضفتي النهر الأصفر-- ثاني أكبر نهر في الصين وتنقل مياه النهر الأصفر إلى منطقة وفيرة  الموارد الأرضية بمنطقة نينغشيا الوسطى وتشكل منطقة الري. ثم تنقل الحكومة المحلية المواطنين في المنطقة الفقيرة إلى منطقة الري بشكل طوعي وتساعدهم على التخلص من الفقر والتوجه إلى الغنى. أوضح السيد شيوي ساي قوانغ نائب كبير المهندسين لهذا المشروع للمراسل حول أحوال تطور المشروع وقال:

سيخدم هذا المشروع حوالي مائة وثلاثين ألف هكتار من الآراضي الزراعية وينقل مليون مواطن فقير في المنطقة الجبلية الجنوبية إلى منطقة أخرى، وقد أنشأنا ثلاث محطات ضخ في المرحلة الأولى من المشروع وتم بدء العمل في ستة وعشرين ألف هكتار من الآراضي الزراعية وتوطين مائة وسبعين ألف مواطن مهاجر.

      منطقة هونغ سي بو الواقعة بالمنطقة الوسطى من نينغشيا والتي تعبتر أكبر منطقة ري في هذا المشروع وهي أيضا أكبر منطقة تجمع وتساعد المهاجرين في الصين، وقد بلغ عدد السكان الذين انتقلوا من المنطقة الجبلية الجنوبية بنينغشيا إلى هنا أكثر من مائة وأربعين ألف نسمة وبدأوا العمل في عشرين ألف هكتار من الحقول الزراعية.

      قال السيد هوا تشي مين مدير دائرة البناء وحماية البيئة لمنطقة هونغ سي بو إن المنطقة كانت أرضا جرداء قبل سنوات، وبذلت الدائرة الإدارية للمنطقة جهودا دؤوبة لتغيير ملامحها.

      مع عملية البناء في المنطقة تخلص المهاجرون من الفقر بصورة أساسية. قابل المراسل فلاحا اسمه ما جيان تشون وقال للمراسل إن أسرته المكونة من سبعة أفراد نقلت من المنطقة الجبلية الجنوبية إلى منطقة هونغ سي بو قبل سنوات والآن تتحسن معيشتهم يوما بعد يوم.

      بعد حل مشكلة الفقر للمهاجرين، أصبحت مشكلة كيفية التوجه إلى الغنى مشكلة ملحة للحكومة المحلية. قال السيد تشاو شين نائب مدير مكتب الإنشاء لمنطقة هونغ سي بو إن المنطقة اتخذت اجراءات عديدة لمساعدة المهاجرين على تحسين المعيشة.

      طورت منطقة هونغ سي بو صناعة زرع الأعشاب وصناعة تربية المواشي والدواجن كصناعة رئيسية، لأنها تمتاز بالفوائد الايكلوجية والاقتصادية والاجتماعية. كما تساعد المنطقة الفلاحين على تحويل زرع المزروعات الغذائية إلى المزروعات الاقتصادية وتطوير الزراعة في البيوت الزجاجية.

      في منطقة هونغ سي بو زرع كثير من الفلاحين الأعشاب الجيدة النوعية وطوروا صناعة تربية المواشي والدواجن في البيوت بحيث شهدت صناعة تربية المواشي والدواجن تطورا سريعا. وبلغت قيمة انتاج تربية المواشي والدواجن أكثر من ثلاثين مليون يوان صيني في النصف الأول من هذا العام واحتلت أعلى من ثلاثين بالمائة من اجمالي قيمة الانتاج الزراعي.

      إن المشروع المذكور لا يحسن البيئة الأحيائية السيئة فحسب بل يغير معيشة الجماهير في المنطقة الفقيرة أيضا كما أتاح فرصة تجارية جديدة للمنطقة، حيث مول كثير من الناس في منطقة الري لتطوير الزراعة الايكلوجية في السنوات الأخيرة.

      كان السيد هو تشونغ لي صاحب مطعم ومشروبات في الماضي والآن يدير مزرعة أيكلوجية كبيرة في منطقة الري. قال للمراسل إنه قد استثمر أكثر من ثلاثين مليون يوان صيني لمقاولة وافتتاح هذه المزرعة. في هذه السنوات زرع في المزرعة عرق السوس وغيره من العقاقير الصينية، وكان وضع نمو العقاقير جيدا ويمكن أن تباع في السوق قريبا. وقد يحقق له عرق السوس حوالي مائة مليون يوان صيني ويفكر في تطوير زرع وتصنيع عرق السوس مع الفلاحين المحليين في المستقبل.