يحتضن حوض تشايدامو الواقع بمقاطعة تشينغهاي غربي الصين بحيرات ملحية مختلفة تحتوي على البوتاسيوم والصوديوم والمغنسيوم والليثيوم وغيرها من الموارد المعدنية الغنية وأطلق الناس على هذا الحوض مجمع الكنوز، وتبلغ قيمتها الاقتصادية الممكنة أكثر من ستة آلاف مليار يوان صيني. في برنامجنا اليوم نعرفكم بأحوال استغلال الموارد المعدنية في البحيرات الملحية لحوض تشايدامو.

      تبلغ مساحة حوض تشايدامو مائتين وخمسين ألف كيلومتر مربع. ومع تنفيذ سياسة التنمية الكبرى للمناطق الغربية الصينية في السنوات الأخيرة جاءت الأموال من مختلف الأوساط لاستخراج موارد البحيرات الملحية في حوض تشايدامو حيث دخلت هذه العملية مرحلة جديدة.

      مجموعة البحيرات الملحية بمقاطعة تشينغهاي أكبر مؤسسة لصنع السماد البوتاسي في الصين. أما مشروع السماد البوتاسي التابع لمجموعة البحيرات الملحية فهو في مرحلة الإنشاء حاليا ويبلغ حجم انتاجه السنوي مليون طن، وهو أيضا من بين أكبر عشرة مشاريع ضمن خطة التنمية الكبرى للمناطق الغربية الصينية حيث يبلغ اجمالي الاستثمار مليارين وستمائة مليون يوان صيني. إن السماد البوتاسي سماد زراعي هام وعليه طلب هائل في الصين. تأتي الموارد التي يحتاجها المشروع من أكبر بحيرة ملحية صينية هي بحيرة تشارهان الملحية التي تبلغ مساحتها خمسة آلاف وثمانمائة كيلومتر مربع.

      بدأ بناء المشروع رسميا قبل ثلاث سنوات وبعد أربعين شهرا من البناء ظهر للعيان مصنع ضخم حديث. وإن الشركة المحدودة لتنمية البحيرات الملحية بتشينغهاي المسؤولة عن المشروع هي شركة فرعية لمجموعة البحيرات الملحية بتشينغهاي قال السيد شيا كانغ مينغ المدير العام للشركة للمراسل:

      لا شك أن السماد البوتاسي يلعب دورا مهما في الزراعة الصينية، إن استغلال موارد بحيرة تشارهان الملحية وبدء المشروع يرمزان إلى أن الاستخراج الضخم للبحيرات الملحية قد بدأ.

      أوضح السيد شيا كانغ مينغ أن الشركة ستبدأ الانتاج رسميا في العام المقبل ويبلغ حجم الانتاج السنوي بين أربعمائة وخمسمائة ألف طن وسيصل حجم الانتاج السنوي إلى ثمانمائة ألف طن بعد العام القادم ويصل إلى مليون طن بحلول عام 2006.

      المؤسسة الصينية للائتمان والاستثمار الدوليين (مؤسسة سيتيك) التي تتخذ من بكين مقرا لها تتمتع بامكانية عظيمة وأموال وافرة. مهتمة جدا بموارد البحيرات الملحية بحوض تشايدامو. وتناولت نشاطات المؤسسة حوض تشايدامو منذ عام 2000 وكان أول مشروع لها هو استخراج السماد البوتاسي والمغنيسي من البحيرات الملحية. إن السماد البوتاسي والمغنيسي هو سماد مركب ويلعب دورا جوهريا في زراعة الفواكه والخضروات. وفي ذلك الوقت لم يتوفر مصنع للسماد البوتاسي والمغنيسي في الصين وتعتمد الزراعة على الاستيراد من الخارج. بعد سنة واحدة من الجهود نجحت مؤسسة سيتيك في تجارب استخراج السماد البوتاسي والمغنيسي. وقامت فرقة خبراء تابعة لوزارة العلوم والتكنولوجيا بتقييم تقنية استخراج السماد البوتاسي والمغنيسي لمؤسسة سيتيك عام 2001 وأشادت عاليا بهذه التقنية. وبعد ذلك أنشأت مؤسسة سيتيك مصنعا تجريبيا للسماد البوتاسي والمغنيسي في وسط حوض تشايدامو. بعد التقييم من مراكز تقييم الجودة من تيانجين وشانغهاي وغيرهما من المدن بشرقي الصين لمنتجات السماد البوتاسي والمغنيسي التي انتجها المصنع، تجاوزت جودتها المنتجات الأمريكية وكانت التكاليف منخفضة وتمتاز بالقدرة التنافسية، وسرع هذا النجاح خطوات الاستثمارات لمؤسسة سيتيك.