إن الألعاب الشتوية جزء هام من الرياضة، وتمشيا مع تطورها على نطاق العالم، تلقى ترحيبا واهتماما من الناس يوما بعد يوم. وأقيمت دورة الألعاب الشتوية الوطنية الصينية العاشرة مؤخرا في مدينة هاربين شمال الصين، حيث أظهرت تطورات الألعاب الشتوية في الصين بصورة شاملة.
وكانت الصين قد أقامت بنجاح في فبراير عام 1959 دورة الألعاب الشتوية الوطنية الأولى، وبذلك بدأ تطورها في الصين. ومنذ تسعينات القرن الماضي، دخلت الألعاب الشتوية في الصين مرحلة التطور السريع تمشيا مع زيادة القوة الاقتصادية الصينية. وأحرز الوفد الرياضي الصيني على التوالي المركز الأول في دورة الألعاب الشتوية الآسيوية الثالثة عام 1996 ودورة الألعاب الشتوية الآسيوية الرابعة عام1999 من حيث إجمالي عدد الميداليات الذهبية؛ وفي دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي أقيمت في سولت ليك سيتي الأمريكية عام2002، أحرزت الصين ميداليتين ذهبيتين الأمر الذي حقق اختراقا تاريخيا في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية. وفي الوقت نفسه، تعاظمت حماسة عامة الشعب الصيني للألعاب الشتوية
مع مرور الأيام، وأصبح التزلج على الثلج اختيارا هاما للصينيين للترفيه والتسلية في الشتاء.
ومر تعميم وتطوير الألعاب الشتوية في الصين بالمراحل التالية: قبل ثمانيات القرن الماضي، اعتمدت الألعاب الشتوية على الظروف الطبيعية، حيث إن جو مناطق شمال شرقي الصين بارد في الشتاء، وهناك ملاعب ثلج وجليد طبيعية كثيرة، لذلك كانت هذه المناطق قاعدة الألعاب الشتوية الصينية. وحينذاك اعتبرت المدارس معسكرا رئيسيا للصين لتطوير الألعاب الشتوية. وعندما يحل الشتاء، تملأ معظم المدارس بمناطق شمال شرقي الصين ملاعبها بالمياه لتصبح هذه الملاعب ملاعب جليد كبيرة. وكانت مقاطعتا هيلونغجيانغ وجيلين بهذه المناطق تنظم أنشطة "مشاركة مليون شاب وناشئ في ألعاب الثلج والجليد" في ثمانينات القرن العشرين. وانتشرت هذه الألعاب بصورة سريعة وسط عامة الناس بفضل هذه الأنشطة المقامة تحت الظروف الطبيعية. وفي نهاية القرن الماضي، اشتدت حاجة الناس للألعاب الرياضية وتقوية الجسم تمشيا مع ارتفاع مستوى المعيشة. ومع زيادة معارفهم بالألعاب الشتوية وازدياد الملاعب المغلقة للتزلج على الجليد والتزحلق على الثلج ، ازداد عدد المشاركين فيها. وحسب الإحصاءات فإن عدد المشاهدين الصينيين لبرامج دورة الألعاب الأولمبية الشتوية المقامة في سولت ليك سيتي الأمريكية في العام الماضي تجاوز مائتي مليون نسمة، وهذا عدد غير مسبوق في دورات الألعاب الأولمبية الشتوية السابقة وغيرها من مباريات الألعاب الشتوية. وهذا يعني أن الألعاب الشتوية في الصين دخلت مرحلة تطور سريع.