اللاعب الصيني الشاب وو بنغ

حقق المنتخب الصيني للسباحة نتائج مرموقة في تسعينات القرن الماضي، حيث أحرزت خمس لاعبات صينيات من بينهن ليه جينغ يي ميداليات ذهبية كثيرة في بطولة العالم للسباحة ودورتي الألعاب الأولمبية. لكن بعد اعتزال هؤلاء اللاعبات الرياضة، شهدت رياضة السباحة في الصين انخفاضا تدريجيا، وفي دورة الألعاب الأولمبية بسيدنى الأسترالية عام 2000، لم يحصل المنتخب الصيني للسباحة على أي ميدالية ذهبية. ومن أجل النهوض بواقع السباحة الصينية وإعادة البريق لها في دورة أثينا للألعاب الأولمبية، يمارس سبّاحون صينيون جدد حاليا تدريبات شاقة.

ستحتضن مدينة برشلونة الاسبانية في الشهر القادم بطولة العالم للسباحة، ويعمل المنتخب الصيني للسباحة الذي يتدرب بشكل جماعي منذ ديسمبر الماضي على اتمام الأعمال التحضيرية الأخيرة لهذه البطولة. ولتحقيق نتائج ممتازة في بطولة العالم للسباحة ودورة الألعاب الأولمبية القادمتين، استخدم المنتخب الصيني للسباحة أساليب تدريبية خاصة ونفذ "خطة التغلب على مشاكل التكتيك بالعلوم والتكنولوجيا"، وبهذا الصدد، تحدث السيد تشاو قه المدرب العام للمنتخب الصيني للسباحة لمراسلنا قائلا إن المنتخب الصيني قد نظم فريق خبراء وباحثين من جامعة هوا نان للمعلمين وجامعة الرياضة ببكين والمعهد الفني الرياضي بمقاطعة قوانغدونغ وجامعة العلوم والهندسة بهونغ كونغ لإجراء متابعة دقيقة لبنية أجسام الرياضيين وأحوال تدريباتهم بهدف التعرف على أي مشاكل تواجهم وتعميم البرامج الفعالة عليهم، وبفضل التدريبات المصحوبة بالإرشادات الرقمية، ارتفعت قدرات السباحين الصينيين على المنافسة بصورة كبيرة .

وزار مراسل إذاعتنا مؤخرا مسبح المنتخب الصيني، حيث رأى أن التدريبات تجري على قدم وساق. وعلى جانبي الحوض، شاهد المراسل شعارات جديدة كثيرة مثل "نحو دورة ألعاب أولمبية، خالية من الأسف". وترجع هذه الشعارات إلى مسابقة "جملة واحدة تمثل روح أعضاء المنتخب الوطني" التي نظمها المنتخب الصيني للسباحة. وبهذا الشأن، قال السيد يوان جيا وي مدير قسم السباحة لمركز السباحة التابع للهيئة الصينية العامة للرياضة :

" في الماضي، كان الإداريون يطرحون شعارات لتشجيع اللاعبين، والآن ندعو اللاعبين إلى طرح شعاراتهم من قلوبهم، وعلقناها في المسبح لتشجيعهم. وتعكس هذه الشعارات الوضع النفسي للسباحين."

ومن بين هذه الشعارات، أكثر من ستين شعارا تتعلق بدورة الألعاب الأولمبية، وتعكس تصميم اللاعبين الصينيين على إحراز الميداليات الذهبية والفضية في بطولة العالم للسباحة ببرشلونة ودورة الألعاب الأولمبية القادمة بأثينا في العام المقبل من أجل إعادة البريق للسباحة الصينية.

لقد تركت دورة الألعاب الأولمبية بسدنى انطباعا حزينا على المنتخب الصيني للسباحة، لأنه لم يفز بأي ميدالية فيها، لذا يحتاج المنتخب الصيني بصورة ملحة إلى إزالة آثار تلك الدورة من خلال تزيين صدور السباحين بذهبيات دورة الألعاب الأولمبية بأثينا. ويعتبر المنتخب الصيني بطولة العالم للسباحة "حربا تحضيرية " لدورة الألعاب الأولمبية بأثينا، لذلك لها مغزى خاص. وقال السيد لي هوا مدير مركز السباحة التابع للهيئة الصينية العامة للرياضة :

" إن معنويات المنتخب تكون عالية حاليا، وشهدت التدريبات والإدارة في المنتخب منظرا جديدا، الأمر الذي يصلح تحقيق نتائج جيدة في بطولة العالم للسباحة للعام الجاري، وارساء أساس جيد لدورة الألعاب الأولمبية القادمة".

وفي السنوات الأخيرة، ظهرت في الصين لاعبات ممتازات مثل تشي هوي ويانغ يوه، وقد وصل مستواهن إلى الدرجة العالمية في سباحة الصدر. لذلك ترى الصين أن إحراز ميداليات ذهبية أمر مضمون في بطولة العالم للسباحة ودورة الألعاب الأولمبية القادمتين. أما في منافسات الرجال فأظهر اللاعب الصيني الشاب وو بنغ موهبته في دورة الألعاب الآسيوية ببوسان في العام الماضي، لكنه لم يشارك في مسابقات دولية كبيرة، وقال السيد لي هوا إنه إذا فاز وو بنغ بميدالية في بطولة العالم المقبلة للسباحة، فسيُعتبر ذلك اختراقا كبيرا يحققه المنتخب الصيني للسباحة في فعاليات الرجال.

والجدير بالذكر أن هدف المنتخب الصيني للسباحة في بطولة العالم المقبلة هو "ضرورة إحراز ميداليات ذهبية"، وبهذا الشأن، قال السيد لي هوا:

" وفقا لمعلوماتنا، سترسل مختلف الدول لاعبيها الأقوياء للمشاركة في هذه البطولة، وعددهم كبير، أما الدول القوية بالسباحة فتستعد لإرسال وفود تضم أكثر من مائة نسمة للمشاركة في هذه البطولة. فترتبط نتائج البطولة وأداء الرياضيين فيها بصورة مباشرة بنتائج دورة الألعاب الأولمبية القادمة، لذلك سيبذل المنتخب الصيني للسباحة أقصى جهوده لتحقيق نتائج أفضل."