يوجد في حديقة بي هاي المشهورة ببكين جماعة من المسنًين يغنًون كل يوم سواء أ كان في الشتاء القارس أم في الصيف الحارً،ويتأثًر الزوار بنشاطهم ، فيشاركونهم في الغناء الجماعي. وما يغنونه هو الأغاني التي شاعت في الصين في خمسينات وستينات القرن الماضي ورافقت هؤلاء المسنين في أيام مراهقتهم.إن السيد لو بينغ سين القائد الموسيقي لفرقة الغناء الجماعي بلغ عمره 62سنة ، وقد مضت سنتان على ممارسته للغناء هنا بعد تقاعده. وكان السيد لو مولعا بالموسيقي في أيام شبابه. ومع أنه لم يتلقً تدريبا حرفيا، لكنً قيادته للفرقة دقيقة ومفعمة بالحيوية .و قال:
"نلتقي هنا تلقائيا للتسلية حتى نشعر بالراحة والانشراح ،ونغنًي لادخال الفرحة الى قلوبنا من ناحية، ومن ناحية أخري ذلك من أجل عواطفنا، لذا أصبح من السهل أن نواجه الأمراض البسيطة."
ويوجد في مختلف المدن الصينية كثير من هذه الجماعات الثقافية للمسنين، ويلتقي المسنون دائما ليرقصوا اليانكو ويغنوا أوبرا بكين ويلعبوا الجمباز والووشو ويرسموا اللوحات ويتمرًنوا على الخط الصيني.اذ أن الحياة الثقافية للمسنين مثل حياة الشباب تماما.
وخلال أكثر من 10سنوات مضت عزًزت الحكومة الصينية بناء المنشآت الثقافية القاعدية،وأصبحت المنشآت الثقافية في المدن الكبيرة والمتوسطة متكاملة،فوفًرت دور السينما والمسارح والمكتبات والمراكز الثقافية بالأحياء السكنية لأهالي المدن حياة ثقافية متنوعة في أوقات الفراغ.وفي شانغهاي مثلا وظًفت الحكومة المحلية في السنوات الثلاث الأخيرة 200مليون يوان صيني لتعزيز البناء الثقافي القاعدي.ومع ازدياد التبادلات الثقافية بين الصين والدول الأخري في العالم توافدت بعض الفرق الثقافية والفنية المشهورة بالعالم الى المدن الكبيرة الصينية لتقديم العروض ليحظي المواطنون الصينيون بفرص أكثر للتمتع بأفضل البرامج الثقافية في العالم.
إنً تشانغ نان بنت تحبً الغناء وبيتها في مدينة تاي يوان شمال الصين. لكن المراسل قابلها في مدينة تشينغداو الساحلية بشرق الصين،حيث حضرت مسابقة المغنين الشباب الهواة. تحدثت بتأثر عن التغيرات التي شهدتها مدينتها في السنوات الأخيرة.
"في السنوات الأخيرة شهدت مدينة تاي يوان تغيرات كبيرة جدا في مختلف النواحي، كما تغيًرت مفاهيم الناس وارتفع مستوي تمتعهم ومؤهلاتهم ."