ممرشان هاي قون العظيم

يعمل السيد ميشيل اوتشيا الأمريكي على تدريس اللغة الصينية فى بلده وهو يحّب الصين حبّا جمّا. كان قد جاء إلى الصين عدة مرّات. وفى العام الماضي زار بكين وممر تشان هاي قون بمقاطعة هاي بي مع عائلته وطلابه. وكتب رسالة لفخامة رئيس الصين جيانغ تسه مين بعد عودته إلى بلاده ويصف فيها الزيارة الجميلة للصين. وردّ الرئيس جيانغ عليه برسالة تفيض حماسة قائلا إن هناك مثلا قديما فى الصين يقول أن ترى خير من أن تسمع- وأمل فى أن يزور ميشيل وأصدقاؤه الصين دائما.

وعاد السيد ميشيل إلى الصين مع طلابه فى إبريل هذه السنة. ووصف هذه الزيارة لبكين بريارة أقرباءه.

تعامل الصينيون معي بصورة حميمة فى العام الماضي. وكذلك فى هذه المرة. يتكلم كل طالب من طلابى اللغة الصينية ويساوم فى سوق هونغ تشاو -- أحد الأسواق الخاصة. المراسلة: هل وجدت تغيرات فى بكين وقد زرت الصين مرتين خلال سنتين؟ تغيرت بكين تغيرا كبيرا. انا مسرور لزيارة أصدقائي الصينيين كما أفضل أن أتناول الأطعمة الصينية وأشرب بيرة يان جينغ.

وخلال السنوات الأخيرة، زار الصين الكثير من الأجانب مثل ميشيل. وحسب الإحصاء أن عدد الزوار الأجانب بلغ تسعة وثمانين مليون زائر فى السنة الماضية بزيادة 7 بالمائة عن السنة السابقة. وزاد عدد الزوار الأجانب 10 بالمائة فى الفترة ما بين يناير ويوليو هذا العام بالمقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية.

إن الصين تتمتع بمساحة واسعة وموارد سياحية وفيرة بما فيها الهضاب والبحيرات والغابات الاستوائية وصحراء غوبي والجبال والوديان وغيرها من المناظر الطبيعية. كما توجد الفنون الشعبية المتعددة الألوان مثل الكهوف الرائعة والرسوم على الحجر والتماثيل الغريبة والحدائق الشعبية الفريدة والفنون المعمارية الجميلة والقري القديمة ذات الخصائص الشعبية. وقد أدرجت الأمم المتحدة الكثير من المواقع التراثية القديمة كسور الصين العظيم وتماثيل جنود الفخار (التريكوتا) وغيرهما من 26 منطقة سياحية إلى قائمة التراث الثقافي العالمي.

قال مدير مصلحة السياحة الوطنية السيد هي قونغ وي إن صناعة السياحة الدولية الصينية تتطور بصورة سريعة رغم قصر تاريخها. وأضاف:

بدأت صناعة السياحة الدولية الصينية مؤخرا عندما وضع السيد دينغ شياو بينغ الزعيم الصيني الراحل سياسة الانفتاح والاصلاح عام 1978. وخلال العقدين الأخيرين، بزرت هذه الصناعة من العدم إلى الوجود ومن الصغر إلى الكبر حتى بلغ عدد الموظفين الذين يعملون على هذه الصناعة خمسة ملايين وثلاثمائة وخمسون ألف موظف.

كما ارتفعت قدرة الاستقبال والاستضافة بدون توقف حيث هناك سبعة آلاف وأربعمائة فندق على مستوى النجوم وألف وثلاثمائة وكالة سفريات دولية وإحدى عشرة وكالة سفريات مشتركة.

تحسّنت المنشآت السياحية بدون توقف فى السنوات الأخيرة من أجل تمتيع الزوار المحليين والأجانب بالخدمات الممتازة. لنأخذ مثالا بسيطا نتحدث فيه عن مرفق مهم جدا للسائح هو دورات المياه.

أجرت مصلحة السياحة الوطنية الصينية إحصاءا للزوار الأجانب فى أوائل التسعينات من القرن العشرين. ذٌكرت فيه أن 60 بالمائة من الزوار الأجانب غير مقتنعين بدورات المياه فى مناطق الصين. كان بعضهم يقول: يكمنهم العثور على دورات المياه فى الصين بحاسة الشم. لذلك بدأت الصين "مشروع دورات المياه فى المناطق السياحية" قبل ثماني سنوات، وحتى الآن، أنشأت وحسّنت الصين حوالى عشرة ألاف دورة مياه فى المناطق السياحية حيث وضع لها معايير سياحية تحدد بالنجوم مثل الفنادق.

وعاشت السفيرة الفلبينية السابقة لدى بكين اليزابيث بوينسوكيسو ثلاث سنوات فى الصين، وزارت كثيرا من مناطق الصين كمقاطعتي لياونينغ وجيلين فى الشمال ومقاطعة تشينهاي ومنطقة نينتشيأ فى الغرب ومدينتي شانغهاي وقونغتشو الساحليتين. وقالت إن كثيرا من دورات المياه فى المواقع السياحية قد أصبحت نظيفة.

تحسنت دورات المياه فى كثير من المواقع السياحية الرئيسية الصينية تحسنا كبيرا كالقصر الامبراطري وسور الصين العظيم. وأقيمت دورات المياه ذات الخصائص التكنولوجية العالية.

تعمل الصين على تهيئة الظرو ف السياحية التى تسهل وتطمئن الزوا ر الأجانب سواء فى تحسين دورات المياه السياحية أم توحيد مقاييس الأسواق السياحية. ويمكن للوفود السياحية الأجنبية اتمام إجراءات التأشيرة عند وصولهم إلى المطارات فى بكين وشانغهاي وتيانجين وتشونغتشينغ وداليان وغيرها من عشرين مدينة منذ اليوم الأول من يناير هذا العام، وبما فيها مدينتا هايكوو وسانياه بمقاطعة هاينان أقصى جنوب الصين. وقال مساعد مدير مصلحة السياحة فى هاينان السيد تشين ياو:

يمكن للزائر الذى تقيم بلاده علاقة دبلوماسية أوتعامل تجاري اتمام إجرتءات التأشيرة فى مطار هاينان وتحتاج هذه العملية إلى دقائق فقط. وإضافة إلى ذلك اعفاء التأشيرة للوفود التى تضم أكثر من خمسة سياح قادمين من اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة وألمانيا وكندا وغيرها من ست عشرة دولة.

كان لأحداث الحادي عشر من سبتمبر أثار خطيرة على صناعة السياحة العالمية. ولكن الكثير من الزوار الأجانب يطلقون على الصين باسم جزيرة الأمان. وامضي السيد مايك من الولايات المتحدة عطلة مريحة فى مدينة يانتاي الساحلية فى شرقي الصين بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر. وقال إنه إختار زيارة الصين لأنه لا يوجد مكان أأمن فى العالم من الصين. وقال:

أود أن أبلغ أصدقائى بأن الصين آمنة ويمكنهم أن يختاروا الصين لقضاء الاجازة. اذا زرت مدينة يانتاي عرفت الصين.

وأعرب ممثل منظمة السياحة العالمية مايك شاروكس عن أن الصين أصبحت أأمن دولة سياحية فى العالم بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر.

وأشاد مايك بالصين قائلا إن صناعة السياحة الصينية تطورت تطورا مطردا فى السنوات العشر الماضية. وتتقدم هذه الصناعة فى الصين على غيرها من الدول الآسيوية المجاورة. وحسب التوقعات ان ستتجاوز الصين فرنسا واسبانيا والولايات المتحدة وتحتل المكانة الأولى فى سوق السياحة العالمية.