تقع منطقة سياحية ساحرة فى جنوبي جبال آلتاي بشمالي منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم فى غربي الصين، وتدعى محمية كاناس الطبيعية. وتبلغ مساحتها ألفين ومائتي كيلومتر مربع. وفيها بحيرات وغابات عذراء ومروج وأنهار جليدية. ونظرا لجمال وروعة هذه المنطقة، يسميها الكثير من الناس بسويسرا الشرق الصغيرة.
وللوهلة الأول سيمغر اللون الأخضر عيون زوار محمية كاناس الطبيعية فى منطقة غوبي الواسعة. وعلى مرمى البصر تمتد الطرق من سفوح الجبال إلى قممها، يمكن للزوار التمتع بكافة المناظر وهم فى السيارة. وسيرى الزوار بحيرات كبيرة و صغيرة وغابات كثيفة الأمر الذى يضفى الفرح والسعادة والاحساس بالجمال على كل من يزور هذه المنطقة.
تعتبر بحيرة كاناس روح هذه المنطقة لأنها مصدر حيويتها. يمكن للزوار التمتع ببحيرة كاناس الواقعة تحت سفح جبال آلتاي. إذا صعدت صباحا على قمة بعض الجبال التى يتجاوز ارتفاعها ألفي متر، وجدت السحر الغموض يلفان هذه البحيرة. وعلى الشمال هنا جبال ممتدة مغطاة بالثلج كأنها بنت نائمة. وتحت سفوح الجبال سطح واسع للبحيرة التى يخيم عليها الضباب. وفى جنوبيها، تقع بحيرة كاناس التى يبلغ طولها أربعة وعشرين كيلومترا تمتد كشريط أخضر يلتف حول الجبال الشاهقة. ومع شروق الشمس وتلاشي الضباب، تعكس بحيرة كاناس الغامضة مظهرا حقيقيا حيث تظهر السماء الزرقاء والسحب البيضاء و الأشجار الخضراء على سطح البحيرة المتموجة والمتلألأة. ويمكن لبعض الزوار المحظوظين أن يروا هذا المنظر الساحر: الحزم الضوئية المتعددة الألوان تسطع فوق سطح البحيرة. وينشأ هذا المنظر الرائع نتيجة سقوط أشعة الشمس على الجبال وانعكاسها على سطح البحيرة.
جاء السيد تيان لي من مدينة قوانغتشيو فى جنوبي الصين. وصعد مبكرا إلى أفضل مكان يتمتع الزائر فيه ببحيرة كاناس. ووصف المنظر الذى رآه قائلا:
تبدو بحيرة كاناس كأروع ما يكون. والجو صاف والمياه صافية أيضا.
وكان الناس يتداولون قصة حول شيطان فى البحيرة. يقول البعض إنهم شاهدوا شيطانا أحمر كبيرا فى بحيرة كاناس فى قديم الزمان. واعتقد البعض الآخر أن الشيطان سمك عملاق. ومع اننا لا نعرف هل ان هذه القصة حقيقية أم محض خيال، لكن حقيقة هناك أسماك برية كثيرة فى هذه البحيرة. وإذا نظرت إلى البحيرة رأيت اسماكا تبدو كالعفاريت تقفز فوق سطح البحيرة.
وعلى ضفاف البحيرة مبان خشبية حمراء صغيرة. ويحب الزوار النزول فيها. وصممت تلك المباني على الطراز الأوروبي. وعند الدخول إلى هذه المبانى يفاجأ الزائر بأنها واسعة من الداخل، وفى كل مبنى غرفتان واسعتان للنوم، وفى كل مبنى دورة مياه نظيفة. ويتسع المبنى لعدد من الزوار يصل إلى خمسة. كما يمكن أن يأكلوا طعاما ويغوريا تقليديا من القمح وكبابا مشويا.