ضريح جنكيزخان
" تتحرك السحب البيضاء في السماء الزرقاء ، وتحتها قطعان من الخيول تعدو بحرية ، والرعاة يلوحون باسواط ينبعث منها اصوات رنانة بين حين وآخر، والطيور تغرد وتطير في كل مكان ... "
ايها الاصدقاء ، هذه الاغنية اغنية جميلة لقومية منغوليا ومعروفة لدي الصينيين وتصف مناظر مروج منغوليا الداخلية الخلابة .
تقع منطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم علي هضبة منغوليا بشمال الصين انها منطقة مأهولة بابناء قومية منغوليا بصورة رئيسية حيث الاراضي المترامية الاطراف تتضمن المروج والسهوب والغابات والانهار والبحيرات والصحراء مما يشكل مناظر طبيعية مختلفة ، واكبرها انتشارا ستة سهوب تبلغ مساحتها الاجمالية ثمانمائة وثمانين الف كيلومتر مربع . فهذه السهوب الواسعة ربت طبيعة شجاعة حرة وشخصية صادقة للمنغوليين جيلا بعد جيل وانشأت العادات الشعبية والتقاليد القومية ذات الميزات الفريدة مما يزيد سهوب منغوليا الداخلية بسحر وجذبية . اعزائي المستمعين نذهب الان الي هذه السهوب للتمتع بها بحواسنا .
نهر متعرج عبر المروج
تعتبر الخيام والسهوب الواسعة رمزا بارزا لمنغوليا الداخلية . كلما يتحدث منغولي عن مسقط رأسه يشعر بفخر وحب عميق له مهما كان يكون . وكان اسهب السيد يون دا بينغ نائب رئيس ادارة السياحة التابعة للمنطقة في حديثه عن بلده قائلا :
" منطقة منغوليا الداخلية متوافرة بمصادر سياحية تتضمن بصورة رئيسية المناظر الطبيعية المتمثلة في السهوب والغابات والصحراء والعادات الشعبية والتقاليد القومية والثقافة والتاريخ والثلوج والجلود في شمال الصين ومدن التجارة الحدودية وغيرها . كما تتواجد في المنطقة اربع عشرة منطقة محمية طبيعية علي مستوي الدولة . ومن اجل تنمية السياحة المحلية قد طرحنا اربعة رحلات سياحية كالسياحة في السهوب وسياحة المغامرات في الصحراء والسياحة الثقافية لمعرفة العادات والتقاليد الشعبية والسياحة عند الحدود ."
قال السيد يون دا بينغ ان مكانا يستطيع ان يشبع رغبات السياح الذين يحبون الطبيعة عندما وصلوا الي منطقة منغوليا الداخلية ، هو ولاية كايشقتين التابعة لمدينة تشيفون بشرقها لان بها منطقتان محميتان طبيعيتان علي مستوي الدولة احداهما منطقة باي ين اوباو المحمية الطبيعية الخاصة لغابة اشجار الابيسة في الارض الرملية وانها فريدة من نوعها في العالم . اما الاخري فهي منطقة دالاي نور الطبيعية لحماية الطيور حيث تعيش وتتناسل كل سنة حوالي مائة وعشرين الف بجعة . ويبعد عنها غربا بخمسين كيلومترا منطقة محمية طبيعية اخري علي مستوي الدولة ايضا تسمي بمنطقة باي ين شيل . وثلاث مناطق محمية طبيعية علي مستوي الدولة تتركز في اقليم واحد . وهذا امر لا مثيل له في اقاليم الصين الاخري .
مقبرة الاميرة وانغ تجاو جون
والي جانب المناطق المحمية الطبيعية الخلابة تجذب انظار السياح ايضا مناظر وادي غرقوناقول وصحراء بادان جيران وكذلك ضريح تشنجيسخان ومقبرة الاميرة وانغ تجاو جون وبعض الاطلال القديمة والاثار التاريخية المشهورة لتوسيع معارف ثقافة وتاريخ منغوليا الداخلية .
واضاف السيد يون :
" تخصص المنطقة الذاتية الحكم كل سنة خمسة او ستة ملايين يوان صيني في بناء المنشآت الاساسية في مجال السياحة . وبالاضافة الي ذلك جمعت مختلف الولايات والمدن في المنطقة ، اموالا كثيرة ايضا بطرق مختلفة واستعملتها في بناء بعض الفنادق ودور الضيافة ومكاتب السفريات . "
وذكر ان امكانية منطقة منغوليا الداخلية لاستقبال السياح قد ازدادت ازديادا ملموسا خلال السنوات الاخيرة وحتي نهاية العام الماضي تمتلك المنطقة اكثر من مائة فندق ذي نجوم ومائة وثلاثين مكتبا للسفريات . وزد علي ذلك تطور قطاع النقل والمواصلات المحلي تطورا سريعا مما يوفر تسهيلات لقطاع السياحة . وحسب الاحصاء ان منطقة منغوليا الداخلية قد استقبلت في العام الماضي تسعة ملايين سائح محلي وثلاثمائة وتسعين الف سائح قادمين من روسيا ومنغوليا واليابان وجمهورية كوريا ومنطقتي هونغ كونغ وتايوان وغيرها من الاماكن الاخري .
قال السيد يون دا بينغ : " تستعد منطقة منغوليا الداخلية لتركيز مزيد من القوة لتنمية السياحة باستمرار لتصبح السياحة قطاعا ركيزا في دفع تنمية الاقتصاد المحلي . ومن المتوقع ان يصل عدد السياح المحليين حتي عام 2005 الي خمسة عشر مليون سائح وعدد السياح الاجانب الي اكثر من خمسمائة الف سائح . وسيبلغ اجمالي الدخل السياحي اربعة عشر مليار يوان صيني . "
ايها الاصدقاء ، قد زرنا اليوم منطقة منغوليا الداخلية بشمال الصين بصورة عامة اما في الحلقة القادمة سنواصل زيارتنا في سهوب منغوليا الداخلية الجميلة ونتجول في مروج كايشيقوتن .