مهرجان نادام التقليدي
محافظة كايشيقوتن من محافظات منطقة منغوليا الداخلية مشهورة بمناظر سهوبها الواسعة والعادات القومية الفريدة وتقع في شمال شرقي المنطقة مساحتها اكثر من عشرين الف كيلومتر مربع ويعيش علي هذه الارض حوالي مائتين وخمسين الف نسمة من ابناء الشعب الذين ينتمون الي عشر قوميات كقومية منغوليا وقومية هان وقومية هوي المسلمة وقومية مان وغيرها . وكلمة كايشيقوتن معناها في اللغة الصينية " الحامية " . ويقال ان البطل القومي المنغولي تشينجيسخان كان يعسكر الحامية في هذا المكان لذا فيعتبر هنا مكانا سياحيا قديما يجذب السياح اليه . ولكن اجمل ما في محافظة كايشيقوتن هي مناظر السهوب الواسعة المنبسطة والعادات القومية المنغولية الواضحة .
هناك سائح يسمي تشانغ كه تشينغ قد زارمحافظة كايشيقوتن مرة ثانية وقال: "قد زرت كايشيقوتن مرتين وابرز انطباعات في ذهني هو مروج كونغقر المترامية الاطراف وبحيرة دالينور الجميلة والشاي بالحليب المشبع بالعطر وطبيعة المنغوليين الصريحة والشجاعة."
مروج كونغقر الخصبة متوافرة بالاعشاب والمياه ومناظرها الطبيعية خلابة جدا وبحيرة دالينور الجميلة مع البحيرتين الاخريين كثلاثة لآلىء لامعة مرصوعة في سجاجيد المروج الخضراء . وتنمو علي هذه الارض الغنية اكثر من خمسمائة نوع من النباتات البرية المختلفة وتعيش فيها مائة وثلاثة وثلاثون نوعا من الدواجن والطيور كالبجع الابيض والطائر الاصفر والبلبل والطيور المهاجرة الاخري .
كلما يحل فصل الصيف تصبح المروج المعشوشبة تمتد علي مدي البصر حيث تنتشر قطعان الغنم البيضاء هنا وهناك ومخيمات الرعاة المنغوليين كنباتات الفطر في كل مكان . عندئذ يتوافد عليها كثير من السياح حيث يتمتعون بالمناظر الطبيعية واستنشاق الهواء النقي او يركبون الخيول لعدو سريع علي المروج الشاسعة .
وتقام هناك عادة بعض النشاطات الشعبية القومية والسياح مدعوون للاشتراك فيها مثل مراسيم تذكارية صخمة لتقديم القرابين للاله طلبا من رحمته لضمان الحصاد والتوفيق وقال مسؤول ادارة السياحة المحلية .
" كلما يحل اليوم الثالث عشر من مايو حسب التقويم القمري نقيم حفلة تذكارية ضخمة لتقديم القرابين لقبة باي ين او باو الواقعة في محافظة كاشينقوتن وفي حينه نستقدم بوذا حيا مشهورا او لاما معروفا لتلاوة التعاليم الدينية . ومن الضروري ان تجري الحفلة التذكارية المذكورة عندنا قبل ان تشرق الشمس ."
كلمة باي ين او باو في اللغة الصينية معناها " جبل غني " وهو مكان مقدس لاقامة المراسيم التذكارية للاله عند المنغوليين في مروج كونغقر . في فجر اليوم المذكور آنفا يتدفق الناس من كل حدب وصوب الي هنا لحضور الحفلة التذكارية وتقديم القرابين ، ثم يغنون ويرقصون ويقدمون هادات ( اشرطة حريرية بيضاء رمز للترحيب والمباركة عند التبتيين والمنغوليين ) ويسود الحفلة جو من النشاط والحرارة . وجدير بالذكر ان المرأة غير مسموح بحضورها مطلقا حسب العادات القومية .
وبالاضافة الي ذلك يقام مهرجان نادامو في يونيو او يوليو كل سنة ويعتبر مهرجانا جماهيريا تقليديا لقومية منغوليا يشترك فيه الرعاة المنغوليون بحماسة حيث تجري ثلاث مسابقات هامة ألاوهي مسابقة المصارعة وسباق الخيول ومسابقة رماية الرمح . وكان المهرجان لايسمح بمشاركة المرأة في الماضي اما الان فانضمت النساء المنغوليات الي هذه المسابقات بنشاط حتي اصبحن بعض المصارعات بارزات في المسابقة .
سماء زرقاء وسحب بيضاء
الي جانب المسابقات اصبح مهرجان نادامو ايضا حفلة الثناء ومنح الجوائز للعاملين النموذجيين في تنمية رعاية المواشي بالعلوم والتكنولوجيات الحديثة . كما اصبح المهرجان اليوم مهرجانا جماهيريا يجذب عددا كبيرا من السياح وذلك لايزيد منفعة اقتصادية للمنطقة المحلية فقط ، بل يوسع آفاق الفلاحين والرعاة المحليين .
وقال بايينباتر الموظف المحلي :
" منقطتنا منطقة رعوية معزولة عن الخارج وكثير من الرعاة لم يسافروا سفرا بعيدا ولايعرفون العالم الخارجي كثيرا . وبواسطة تنمية السياحة يأتي الينا عدد غير قليل من السياح ، فيعرف المحليون اشياء جديدة في الخارج مما يغير افكارهم القديمة ويشجعهم ان يتقدموا الي الامام . "
ايها الاصدقاء ، ان ابناء الشعب المنغوليين متحمسون وصادقون ويكرمون الضيوف باهداء هادا الابيض اولا ثم يغنون اغاني الترحيب بينما يقدمون شاي الحليب للضيوف ويرقصون لهم . هل لديكم الرغبة بان تحسوا بذلك ميدانيا ؟ يرحب بكم الاخوان والاخوات المنغوليون وينتظروكم في اي وقت من الاوقات .*