ايها الاصدقاء هناك اغنية جميلة بعنوان " اغنية جزيرة قولانيو " تقول كلماتها : يا جزيرة قولانيو الجميلة تحيط بك مياه البحر المتموجة وتقابلك جزيرة تايوان الخصبة انها مسقط رأسي المحبوب متي اعود اليك ومتي تعودين الي حضن الوطن الام ... هذه الاغنية شائعة جدا في انحاء الصين بسببب تعبيرها عن رغبة ابناء الشعب الصيني في عودة جزيرة تايوان الي البر الصيني وتوحيد البلاد في اسرع وقت مبكر . عندما تتناقل افواه الناس ايقاعات هذه الاغنية الجميلة يرسخ اسم جزيرة قولانيو في اذهانهم بشدة .

عرف الناس جزيرة قولانيو لا بسبب هذه الاغنية الجميلة التي يرددها الجميع ، بل بسمعتها الذائعة في الصين بثلاثة اسماء اخري هي " حديقة علي سطح البحر" و" متحف المباني الاجنبية الفريدة " و " جزيرة البيانو " وكل هذه الاسماء تجذب اعدادا غفيرة من الناس لزيارتها بلهفة شديدة .

وفي الحقيقة ان مساحة جزيرة قولانيو لاتتجاوز كيلومترين مربعين وعدد سكانها ست عشرة الف نسمة فقط . اذن فكيف تلفت مثل هذه الجزيرة الصغيرة انظار الناس ليتلهفوا لزيارتها ؟ نتجول اليوم مع مراسلتنا في هذه الجزيرة الصغيرة لنرى ماذا يوجد فيها ؟

تبعد جزيرة قولانيو عن مدينة شايامو حاضرة مقاطعة فوجيان بخمسمائة متر من الطريق البحري ، وعندما تقف علي ميناء قولانيو وتلقي نظرة شاملة ومتفحصة لهذه الجزيرة بدقة ، تجد انها تتميز بالتلال المتموجة ومغطاة بالاشجار الوارفة والكثيفة ، تنتشر بينها الفيلات والمباني البديعة علي اشكال متنوعة وتبدو عليها اجواء الهدوء وملامح الحدائق الاستوائية الجميلة .

قالت مرشدة سياحية تدعي وانغ هونغ للمراسلة :

" اهم ميزات جزيرة قولانيو هي خلوها من السيارات ، وجميع المواد الانشائية في الجزيرة تنقل بالعربات . ولايوجد في الجزيرة الا عشر دراجات تعود الي ادارة الكهرباء وشركة توفير الغاز ومكتب البريد وغيرها . لذلك بات لزاما علي جميع المواطنين المحليين والقادمين من خارج الجزيرة ان يسيروا علي اقدامهم سواء أ كانوا من الاغنياء والعاديين في داخل الجزيرة "

ولهذا السبب فطرق الجزيرة عديدة وضيقة يمكن للسياح ان يتجولوا في كل طريق منها دون قلق من ازعاج السيارات ، ويتمتعون خلال هذه الجولات العابرة بالمناظر الطبيعية الخلابة بالجزيرة وتنشرح صدورهم ويرتاح بالهم بصورة كاملة بعيدا عن الضوضاء المستمرة والزحام المفرط في المدن الكبري .

عرفت جزيرة قولانيو " بمتحف المباني الاجنبية ذات الاشكال المتنوعة " عندما تسير في اي شارع من شوارعها ، من السهل ان تجد بعض المساكن ذات الطرازات المختلفة مثل المباني الاوروبية المتميزة بالسقوف الحمراء والكنائس العالية والمساكن اليابانية البديعة ذات الطابق الواحد الي جانب الفيلات المتنوعة .

لماذا بني في هذه الجزيرة الصغيرة عدد كبير من المباني الاجنبية ؟ لنعود بحديثنا الي ما قبل اكثر من مائة سنة . اصبحت مدينة شيامون ميناءا تجاريا اجباريا بعد حرب الافيون بين الصين وبريطانيا عام 1840 ، ومع التطور السريع للتجارة ، قدم اليها مزيد من الاجانب ، ثم أسس المستمعرون القدماء من ثلاث عشرة دولة كبريطانيا والمانيا والولايات المتحدة وفرنسا وهولاندا واسبانيا قنصلياتهم في جزيرة قولانيو ، وبعد ذلك قصد هذه الجزيرة الصغيرة بالتعاقب التجار ومبشرو الاديان الاجانب حيث شيدوا الفيلات والمدارس والمحلات التجارية والكنائس وغيرها من المنشآت الاساسية . علي هذا بقيت حتي اليوم اكثر من الف بناية علي اشكال متنوعة واصبحت هي شاهدا حيا لتاريخ الصين في تلك الفترة القديمة .

جدير بالذكر ان معظم السكان المحليين في الجزيرة هم من الصينيين المقيمين في خارج البلاد ، وكثير من المساكن القديمة بناها او اشتراها اولئك الصينيون قبل حوالي مائة سنة . ومع مرور الايام ، اصبحت هذه المساكن القديمة الفيلات الجميلة حاليا لقضاء ابنائهم واحفادهم ايام عطلاتهم .