إن تحولات الأثاث يمكنها أن تعكس كالمرآة حالات وأساليب الناس الذين عاشوا فى فترات مختلفة. اذا أردت أن تعرف حياة الصينيين قبل مئات من السنين فعليك أن تزور هذا المعرض. تحدثت مشرفة الإدارة للمتحف لي شيوان قائلة إن هناك علاقات مباشرة بين تحولات الأثاث الصيني القديم و تغيرات أوضاع جلوس الصينيين.
إن الأمة الصينية شهدت تحولات عديدة فى أوضاع الجلوس مع مرّ تاريخها. وكان الصينيون القدماء يجلسون على الأرض وتحولوا إلى الجلوس على الكرسي فى عهد أسرتي هان وتانغ فى الفترة من القرن الثالث إلى القرن التاسع حيث شهدت هذه الفترة ظهور الكرسي وقد تحدد هذا الوضع فى أسرة سونغ فى القرن العاشر.
كان الصينيون يجلسون على الأرض قبل القرن التاسع، وفى وضع كان يسمى وضع الركوع. ويحافظ الكثير من اليابانيين على هذا الوضع حتى الآن. وبعد ذلك، تحول الصينيون عن هذه العادة، وبدأوا يجلسون على الكرسي، هذا الوضع يسمى بجلوس القدمين الممدودتين.
وأكدت المشرفة لي شيوان أن الأثاث الصيني القديم يمثل اختلافات كثيرة عن الأثاث الأجنبي متأثرا بالفكرة الصينية التقليدية.
إن الأثاث الصيني التقليدي يختلف عن الأثاث الأوروبي والأثاث الحديث فى تصميمه ومفهومه. وكان الاحترام يحتل الاهتمام الأول فى نظرة الصينيين. أما الراحة فتأتى وراء الاحترام.
وبالإضافة إلى ذلك، تعرض الكثير من الأشياء الخاصة فى هذا المتحف مثل الثلاجة غير الكهربائية والكرسي المطوي الذى استخدمه النبلاء الصينيون القدماء عند الصيد والكرسي الذى استخدمه البوذيون عند التربع والخشوع ومدفأة اليد النحاسية المستخدمة فى فصل الشتاء. ويندمج الحديث بالتقليد فى هذا المتحف بصورة كاملة.
بالرغم من أن السيد مان قد تجوّل فى هذا المتحف مرات كثيرة الا أنه لا يريد مغادرته. وقال:
أرى هذا المتحف ممتازا فى تصميمه وصوته الموسيقي.وأشعر برقة فى قاعة المعرض لأن صوت الآلة الموسيقية الصينية القديمة *تشنغ* ينبعث فيها دائما. ولقد سهّل هذا المتحف على الأجانب معرفة المزيد من الثقافة الصينية.
وسجل بعض الزوّار الأجانب احساسهم الجميل فى دفتر الزوار معربين عن حبهم لهذا المتحف. وهناك أكثر من زائر زار هذا المتحف عدة مرات. وكان أب فرنسي وإبنه قد أغرما بهذا المتحف بعد زيارتهما فى السنة الماضية، فجاءا مرة أخرى فى هذه السنة إلى هذا المتحف الذى ترك انطباعا جميلا فى أذهانهما.