شانغ خه يوه، فلاح في بلدة كوانتشن الذاتية الحكم لقومية مان بمقاطعة خه بي شمال الصين، ظل يعمل هو وأسرته على حماية طيور مالك الحزين طوعيا خلال السنوات الخمس والثلاثين الماضية، مما أدى إلى تكاثر هذه الطيور بسرعة .
يقيم شانغ خه يوه وأسرته في قرية جبلية على ضفة نهر بوخه. وفي يوم من أيام عام 1968، عثر والده قرب القرية على سرب من طيور مالك الحزين مكون من ثمانية طيور ، فبدأ في حماية هذه الطيور بشكل طوعي. وبعد وفاة والده في عام 1985، حل شانغ خه يوه محله ليتحمل مسئولية حماية الطيور.
وخلال حمايته لهذه الطيور، أضطر شانغ خه يوه إلى التشاجر مع الذين يحاولون صيدها أو ازعاج حياتها حتى أنه اشتبك معهم بالقوة في بعض الأحيان. في عام 2000، أرسل شانغ خه يوه إبنه البالغ من العمر اثني عشر عاما إلى مدرسة ليتعلم العاب كونغفو، في محاولة لإبعاد أولئك الأشخاص عن الطيور.
وتعرضت المنطقة التي تقع فيها القرية جفاف شديد في السنوات الأخيرة، وومع قلة كمية المياه في النهر انخفض عدد الأسماك التي يعيش عليها مالك الحزين، فكان شانغ خه يوه يشترى الأسماك من مناطق أخرى لتأكلها هذه الطيور. وخلال السنتين الماضيتين زرع شانغ خه يه قطعة من أراضي القرية بالصفصاف لتحسين البيئة المعيشية لهذه الطيور. واقترح البعض مؤخرا علي شانغ خه يوه تنمية السياحة باستغلال مالك الحزين هذا النوع النادر من الطيور، لكنه رفض بشكل قاطع قائلا إن مالك الحزين طائر خجول وستؤدى زيارة السياح الكثيرين إلى هجرة هذه الطيور...
وبفضل حماية شانغ خه يوه الدقيقة لطيور مالك الحزين من الصيد والإزعاج، ازداد عدد طيور مالك الحزين في القرية الجبلية سنة بعد أخرى، حتى بلغ حوالي ألفي طائر في العام الجاري. كما شارك سرب من الكركي الأسود مكون من قرابة عشرين طائرا مع مالك الحزين وبدأ يتردد على القرية منذ العام الماضي.
وفي الحقيقة، استرعى عمل شانغ خه يوه اهتمام العدد المتزايد من الناس والحكومة المحلية خلال السنوات الأخيرة، فبدأوا يساعدونه ويتعاونون معه في حماية مالك الحزين ...