يقام في الوقت الحاضر معرض كبير في المتحف الوطني الصيني ببكين.

إنه "المعرض الخاص للاحتفال بالذكرى السنوية الثلاثمائة لمصيف تشينغده الصيني".ويجذب هذا المعرض بالتحف الثمينة وتاريخها الباهر كثيرا من الزوار.

ويعتبر معرض التحف هذا أعلى مستوى وأضخم حجما وأوفر مضمونا وأحدث أسلوبا للعرض في المتحف الوطني الصيني منذ تأسيسه.وأدلى السيد بان تشين تشو مدير المتحف الوطني الصيني بحديث في حفل افتتاح هذا المعرض.اذ قال:

"إن مصيف تشينغده مشهور بمبانيه الرائعة ومضامينه الغنية،فيُعتبر كنزا للأمة الصينية وتراثا ثقافيا مشتركا للبشرية كلها.ويكشف "المعرض الخاص للاحتفال بالذكرى السنوية الثلاثمائة لمصيف تشينغده الصيني" بالمعلومات الثمينة والتصاميم الفنية الأنيقة للتحف يكشف بصورة حية الأحوال عن السياسة والاقتصاد والأمة والتاريخ والثقافة في أوج ازدهار عهد أسرة تشينغ الملكية،كما يعكس التأثيرالعميق لهذا المصيف في التاريخ."

يقع مصيف تشينغده في مدينة تشينغده بمقاطعة خبي شمال الصين،ويبعد عن بكين ب220 كيلومترا،وتبلغ مساحته 5.6 كيلومتر مربع.بدأ إنشاؤه في عام 1703،وبجهود الأباطرة كانغ شي ويونغ تشينغ وتشيان لونغ، الأباطرة الثلاثة لأسرة تشينغ الملكية في أوج ازدهارها ل89 عاما حشد هذا المصيف مناظر الحدائق المشهورة في مختلف مناطق الصين وجمع جوهر الفنون المعمارية لقوميات مان وهان ومنغوليا والتبت والويغور حتى أصبح أكبر حديقة امبراطورية موجودة في الصين حاليا،كما تكون المعابد التي تحيط به أكبر مجمع من المعابد الامبراطورية في شمال الصين.كان مصيف تشينغده القصر الصيفي لأباطرة أسرة تشينغ الملكية،فسكن الأباطرة فيه للتمرن على الكونغفو والصيد ومعالجة الأمور السياسية،لذلك كان المصيف هو المركز السياسي الثاني لأسرة تشينغ الملكية فضلا عن بكين،ووقعت فيه كثير من الأحداث التاريخية والسياسية الهامة في عهد أسرة تشينغ الملكية.

يكشف"المعرض الخاص للاحتفال بالذكرى السنوية الثلاثمائة لمصيف تشينغده الصيني" الازدهار وتضامن الأمة الصينية في عصر الامبراطورين كانغ شي وتشيان لونغ،الامر الذي جسد القيم الثقافية والفنية لمصيف تشينغده ومكانته ودوره في تاريخ الصين.

ما إن دخل الزوار قاعة العرض بالمتحف الوطني الصيني حتى شعروا بالخصائص الامبراطورية الكثيفة.وأعجب المشاهدون كثيرا بالعديد من المعروضات الرائعة.

وعلم أن قرابة 200 تحفة من المعروضات المائتين والأربعين كانت من التحف الامبراطورية،بما فيها الأدوات الخزفية وطلاء المينا والساعات واللوحات المعلقة والرسوم والأختام الامبراطورية والمنسوجات الحريرية.وأوضحت السيدة تشاو لينغ نائبة مدير مصلحة الآثار بمدينة تشينغده قائلة:

"إن هذه التحف الامبراطورية ثمينة جدا ومثّلت أعلى مستوى لإنتاج مختلف الأدوات اليدوية في عهد أسرة تشينغ الملكية،وكانت معروضة في القصور والقاعات والصالات والمقصورات بمصيف تشينغده والمعابد المحيطة به،وسُحبت بالتتابع الى المدينة المحرمة ببكين في أواخر عهد أسرة تشينغ الملكية.وسجّلت هذه التحف الثمينة الأحداث التاريخية المتعلقة بمصيف تشينغده بصورة مباشرة."

لذلك يتم تقديم هذه المعروضات من القصر الامبراطوري ببكين والمتحف الوطني الصيني ومصيف تشينغده،وتعرض لأول مرة كثير من التحف الثمينة والسجلات السرية لأسرة تشينغ الملكية.

وتكون المعروضات هذه المرة متكاملة الأنواع،فيستطيع خبراء الأدوات الخزفية والأختام والأبنية القديمة والحدائق أن يجدوا أشياء مميزة تعجبهم.إن الزائر قنغ باو تشانغ باحث مخضرم بمتحف القصر الامبراطوري وخبير في تقييم الأدوات الخزفية القديمة بالصين،أعجب كثيرا بالأدوات الخزفية المعروضة،فقال:

"إن هذا المعرض جميل وممتاز جدا،أنه يعرض تاريخ قبل ثلاثمائة سنة.يوجد في بكين القصر الامبراطوري،ولكن كثيرا من تحف القصر لم تعرض،ويعتبر هذا المعرض إضافة للمعروضات بالقصر الامبراطوري."

وهناك أكثر من 30 تحفة مصنوعة بالطرق الحديثة تعتبر أثمن التحف.مثلا تصنع النماذج المقلدة للأبنية القديمة بقياس 20:1 يدويا بطرق معمارية قديمة تماما،وتبدو أنيقة وناطقة الصورة.

وفي هذا المعرض الخاص كثير من المواضيع عن الأحداث التاريخية الهامة.مثلا جسّدت لوحة "العودة من الشرق" وقائع عودة قبيلة تورخو من الأقليات القومية الصينية الى الوطن في أواسط القرن الثامن عشر.ومن بين المعروضات تمثال بان تشان السادس الجالس الزعيم الديني بالتبت في أواسط القرن الثامن عشر ومذكراته لتمجيد الامبراطور تشيان لونغ باللغة التبتية بطول 4.5 أمتار والتماثيل البوذية المتنوعة التي قدمها للامبراطور تشيان لونغ وخارطة الطريق لدخوله الى بكين،فكشفت كل العملية من وصول بان شان السادس الى مدينة تشينغده لمقابلة الامبراطور تشيان لونغ حتى وفاته ببكين.

وعلم أن هذا المعرض سيستمر حتى السادس عشر من ديسمبر القادم.أعزاءنا المستمعين،اذا أتيحت لكم فرصة،زوروا المتحف الوطني الصيني،سوف تجدون مواضيع أكثر روعة هناك.