أما في جنوب الصين الغربي ، فيعيش هنا أكثر من ثلاثين أقلية قومية ، وتجاوز عدد الأبناء لكل من قوميات جوانغ ويي ومياو ودونغ وياو وباي وداي مليون نسمة .

يقطن أبناء قومية دونغ رئيسيا في مقاطعة قويتشو . إنها قومية تتمتع بنبوغ موسيقية عالية. والذي يمكن إظهار نبوغها الموسيقية بشكل أدق هو كورس متعدد الطبقات أجاده أبناء هذه القومية منذ القدم. إنه لا يحتاج إلى أي مرافقة من الآلات الموسيقية، بل تكون أصوات المغنين نغمات متعددة .

تكون معظم تضاريس مناطق جنوب الصين الغربية تلالا وجبالا ، ومناخها حارة ورطبة . لذلك نجد بعض تشابهات لعادات مختلف القوميات التي تعيش هنا. مثلا ، يسكن معظمهم في بيوت مبنية بالخشب أو البامبو ، ويرتدي الكثير منهم ملابس منسوجة يدويا ويلبسون زينات فضية على رؤوسهم .

تعتبر مقاطعة يوننا مقاطعة مكتظمة بالأقليات القومية أكثر في الصين، وظلت خمس وعشرون قومية تعيش هنا منذ القدم . ومنها قومية باي التي تقيم رئيسيا في محافظة دالي الذاتية الحكم لقومية باي . تعني كلمة " باي " في اللغة الصينية "اللون الأبيض"، وفي الحقيقة يحب أهالي قومية باي اللون الأبيض كثيرا حيث يحبون ملابس بيضاء حتى يكون لون معظم مبانيهم أبيض أيضا. وتوجد في محافظة دالي بحيرة عذبة واسعة المساحة على الهضبة تسمى "أر هاي " وبجانب هذه البحيرة جبل يسمى " تسانغ شان " ، وهو موقع سياحي يتردد السياح فيه دائما ، إذ يمكنهم أن يتمتعوا هنا بجمال البحيرة والجبال بينما يشاهدوا على سفينة سياحية عروض غناء ورقص يقدمها أبناء قومية باي ، ويتذوقوا شاي قومية باي المسمى ب " شاي سان داو أو الشاي الثلاثي " الذي يكرمون به ضيوفهم الكرام .

من بين الأقليات القومية الصينية ، تعتبر قومية تشوانغ أكثر أقلية قومية تعدادا حيث يبلغ عدد أبنائها أكثر من خمسة عشر مليون نسمة . وتعد هذه القومية أيضا قومية تحب وتجيد الغناء أكثر في الصين . لأن الأغاني موضوع لا يمكن الاستغناء عنها في حياة أهالي قومية تشوانغ الذين يعيشون رئيسيا في الأرياف والمناطق الجبلية . تعكس هذه الأغاني مختلف نواحي حياة عامة الناس ويستطيع أهالي تشوانغ أن يعنوا كل ما رأوه وسمعوه . وإذا أردت أن تتعرف على مهارة غناء أهالي تشوانغ ، فعليك أن تشارك في مهرجان الغناء الشعبي الذي يقام كل سنة في الثالث من مارس حسب التقويم القمري الصيني . ويعد هذا اليوم أسعد يوم بالنسبة إلى أهالي قومية تشوانغ حيث يلبسون أجمل الأزياء لحضور المهرجان . وفي مواقع المهرجان ، قد تم بناء العديد من الخيم الملونة ومسارح الغناء ، ويمكن للشباب الحضور اختيار عاشقها أو عاشقته بواسطة رمي الكرة المطرزة. أما الزوار الآخرون ، فيمكنهم مشاهدة عروض رقص التنين والعنقاء والتمتع بنشاطات مختلفة أخرى مفعمة بالحركة والسعادة . وبالطبع أن أهم النشاطات في المهرجان هي تردد الغناء الجبلي حيث يعبر الناس بصراحة شعورهم بالحياة والحب والصداقة بأغان جبلية . وبالنسبة إلى مجيدي الأغاني ، فيرشحون للمشاركة في مسابقة الغناء الحواري . وغالبا ما يكسب الفائزون بالمسابقة الحب أيضا .

إن الغناء له علاقة وثيقة مع حياة أهالي قومية تشوانغ . وفسرت لنا المطربة هوانغ تشون مي من قومية هذه العلاقة قائلا :" تنتشر في مسقط رأسي أغان جبلية جميلة كثيرة ، منها أغان رفيعة الصوت وأغان ناعمة وأغان غرامية وأغان للأطفال وأغاني تكريم الخمر وغيرها . ويجيد كل من جدي وجدتي وأمي وأبي أغانيا جبلية، فترعرعت في بيئة مفعمة بالأغاني الجبلية ."