عقدت خلال الفترة من السابع عشر إلى الرابع والعشرين من هذا الشهر ببكين الدورة الخامسة عشرة للجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية . وحضرها نحو ألف ممثل من أكثر من مائة وعشر دول في العالم حيث ناقش المشاركون مواضيع حول التنمية المستدامة لقطاع السياحة وإزالة الفقر وإنعاش السياحة وغيرها .
تعتبر منظمة السياحة العالمية المنظمة الحكومية الدولية الوحيدة على نطاق العالم في مجال السياحة، بها أكثر من مائة وأربعين دولة عضو. وأصبحت قبل مدة وجيزة جهازا متخصصا تابعا للأمم المتحدة مما يظهر بصورة أوضح دورها الهام. ومثلما قالت قبل قليل وانغ إن الدورة الخامسة عشرة للجمعية العامة عقدت في الصين للمرة الأولى ، ومن الواضح أن ذلك لا ينفصل عن التطور السريع لقطاع السياحة الصيني حيث تلقى إمكانيات تنمية قطاع السياحة الصيني اهتماما من نظرائه في العالم يوما بعد يوم. وفي هذا الصدد عبر فرانقيالي أمين عام منظمة السياحة العالمية خلال مشاركته في هذه الدورة من الجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية عن تفاؤله بالإمكانيات الكامنة لتطور القطاع السياحي الصيني ووصف هذا القطاع بأنه قطاع يتطور بقوة جبارة لا تقاوم وقال "نثق بأن الصين ستصبح أكبر المقاصد السياحية في العالم ، ولاحظنا أن اتجاه نمو الصين في القطاع السياحي لا يقاوم، وستصبح الصين بشكل تدريجي أكبر دولة لمصادر السياح في العالم، ومن المقرر أن يصل عدد السياح الصينيين إلى الخارج مائة مليون شخص كل سنة حينما يقبل عام 2020 أو عام 2030. لذلك نقول إن إمكانية تنمية قطاع السياحة الصيني كبيرة جدا، ولهذا السبب بالذات، اختارت المنظمة الصين مقرا لعقد هذه الدورة من جمعيتها العامة . وفي الحقيقة أننا شهدنا بأنفسنا مسيرة تطور قطاع السياحة الصيني خلال السنوات الأخيرة."
منذ بدء الصين تطبيق الإصلاح والانفتاح على الخارج عام 1978، تطور قطاع السياحة في الصين بسرعة فائقة، وأصبح في الوقت الراهن قطاعا جديدا ذا حيوية أكبر في قطاع الخدمات حيث احتل كل من عدد السياح الوافدين إلى الصين والذين يقضون أكثر من ليلة فيها ودخل العملة الصعبة من السياحة في الصين المرتبة الخامسة في العالم . وإلى جانب ذلك ظهر اتجاه نمو سنوي مستقر في أعدداد السياح الصينيين الذاهبين إلى الخارج. وحتى الآن قد صادقت الحكومة الصينية على نحو ثلاثين مقصدا سياحيا لمواطنيها بما فيها مصر والأردن ، وأصبح في الوقت الحالي القيام برحلة سياحية إلى الخارج خلال أيام العطلة خيارا مفضلا لكثير من الصينيين. وفي الثمانية أشهر الأولى من العام الجاري فقط، تجاوز عدد المواطنين الصينيين الذاهبين إلى الخارج أحد عشر مليونا وثمانمائة ألف شخص.
في الحقيقة إن السياحة داخل الصين أكثر ازدهارا ونشاطا، وقد أصبحت الصين أكبر سوق سياحي من حيث العدد وسرعة النمو والقوة الكامنة في العالم . نضرب مثلا : خلال الأسبوع الذهبي الماضي أي من الأول إلى السابع من أكتوبر الجاري والذي يصادف العيد الوطني الصيني بلغ عدد السياح في الصين نحو تسعين مليون شخص بينما وصل دخل السياحة أربعة وثلاثين مليار يوان صيني. ويدل ذلك على أن الصين قد تخلصت تماما من التأثيرات السلبية التي جلبها مرض سارس في النصف الأول من العام الجاري.
وخلال السنوات الماضية ، وسعت الصين نطاق انفتاحها على الخارج في مجال السياحة. ووفقا لتعهدات الصين بمناسبة انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية، عملت الصين بنشاط على تأسيس وكالات سياحية ذات استثمارات أجنبية قابضة أو استثمارات أجنبية مستقلة في المدن المتطورة اقتصاديا وسياحيا بالصين. وأوفت هيئة السياحة الوطنية الصينية في يوليو الماضي وقبل الموعد المحدد بأربع سنوات بتعهداتها لانضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية في مجال السياحة حيث صادقت على دخول وكالة جال باك الدولية اليابانية للسياحة في الصين بصفتها أول وكالة سياحية أجنبية التمويل، وستتأسس في الصين قريبا أول وكالة سياحية ذات استثمارات أجنبية قابضة وهي وكالة سياحية ستؤسسها مجموعة تول الألمانية بمشاركة مجموعة السياحة الصينية.
وفي مراسم افتتاح الدورة الخامسة عشر للجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية عبر رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو عن رغبة الحكومة الصينية في تعزيز تعاونها الدولي في القطاع السياحي حيث قال: "إننا نرغب في إجراء تعاون واسع النطاق مع مختلف الدول لدفع تنمية قطاع السياحة في العالم. وترحب الحكومة الصينية بزيارة أصدقائها الصين من مختلف الدول وسنبذل كل جهودنا لضمان صحة وأمن السياح. وفي نفس الوقت نشجع المزيد من الصينيين ليتجهوا إلى العالم".
وأضاف رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو أن العشرين سنة الأولى من القرن الحادي والعشرين مرحلة استراتيجية هامة لبناء مجتمع الرفاهية الشاملة وتسريع خطوات التحديثات الاشتراكية في الصين. وتعزم الصين على تحويل قطاع السياحة إلى قطاع هام في التنمية الاقتصادية الصينية وتعمل على الحماية والاستعمال المعقولين للموارد السياحية سعيا لتحقيق التنمية المستدامة لقطاع السياحة .