يوجد في العاصمة الفرنسية باريس مقهى يعمل بلغة الاشارة، حيث ترى علامات الابتسام على وجوه جميع العاملين فيه وتجد منهم أفضل خدمات، ولن تسمع صراخا أو نداء في مطبخه.
ولكن إذا أردت طلب شئ لتأكل أو تشرب، فلا بد أن تستخدم أصابعك للتعبير، لأن معظم العاملين في المقهى هم صم وبكم.
افتتح هذا المقهى منذ خمسة شهور تقريبا، ويعطى كل زبون أولا قائمة الاشارات التي يستخدمها العاملون الصم والبكم. وإذا أراد الزبون طلب حاجة، فيمكنه أن يصفق ثم يلوح بيده في الهواء للتعبير عن فكرته. وفي معظم الأحوال، سيتمكن العاملون الصم الصبورون من معرفة معاني إشارات الزبائن.
ويتعاون مع العاملين الصماء في هذا المقهى أربعة آخرون عاديون. وقال أحدهم: إن هناك حالة عكس الحالة في الخارج تماما، حيث يشعر الزبائن العاجزون عن التعبير بالاشارات كأنهم أنفسهم معوقون.
وكان من المفترض أن يواجه المقهى بعماله الصم والبكم صعوبات كثيرة، إلا أن الواقع يثبت نجاحه الكبير. إذ لم يجذب المقهى الكثير من المواطنين المحليين فحسب، بل الزوار المعوقين سمعيا من باريس وكل أنحاء العالم.
وقال مسئول ببلدية باريس عن تشغيل المعوقين إن عمل شئ لا سابق له دائما ما يقلق الناس، لكن هذا المقهى حقق نتائج مدهشة. وأشار إلى أن المقهى قد ساهم في تغيير وجهات نظر الناس إلى المعوقين، وأحدث تغييرا عظيما في العاملين الصم أنفسهم، حيث أصبح بعضهم أكثر انفتاحا ونشاطا وثقة بأنفسهم.
ورغم كل ذلك، يواجه هذا المقهى مشكلة، هي أن لغة الاشارة تختلف من بلد إلى آخر حتى من منطقة إلى أخرى في فرنسا، الأمر الذي يثير قدرا معينا من الصعوبة للحديث في المقهى.