قام تسعة ايطاليين برحلة ذات أهمية تاريخية بالدراجة قبل أكثر من سنتين حيث سافروا إلى الصين عبر طريق الحرير القديم الذى كان قد سلكه الرحالة الايطالي المشهور ماركو بولو ووصلوا إلى ميدان تيان أن مين ببكين فى التاسع والعشرين من يوليو عام 2001 وهو اليوم السادس عشر بعد نجاح بكين فى الحصول على حق استضافة الالعاب الأولمبية عام 2008. وقبل أيام فكك الايطاليون دراجاتهم التى استخدموها فى رحلتهم الماضية وشكلوا دراجة ذات أهمية خاصة ومنحوها إلى اللجنة التنظيمية لدورة الالعاب الأولمبية عام 2008 فى بكين آملين فى ان هذه الدراجة تكون رمزا يعبر عن دعم الشعب الايطالي للشعب الصيني. وفى هذه الحلقة، نقدم لكم تقريرا بعنوان: لاعبو الدراجات الإيطاليون يدعمون دورة الالعاب الأولمبية عام 2008 ببكين.
وأقيمم احتفال في السفارة الايطالية لدى الصين حيث سلم البيرتو فيورين والدو ماروسو نيابة عن زملائهما هذه الدراجة الخاصة إلى مدير قسم العلاقات العامة التابع للجنة التنظيمية لدورة الالعاب الأولمبية ببكين تشانغ تسينغ. وأشار اللاعبان الإيطاليان إلي ان اللاعبين الايطاليين في الحقيقة لم يكملوا رحلتهم ويأملون فى ان يواصل الأصدقاء الصينيون هذه الرحلة. وقال فيورين:
كان ماركو بولو قد عاد إلى ايطاليا من بكين ونأمل فى ان يسافر لاعبو الدراجات الصينيون إلى مدينة البندقية بالدراجات قبل بدء دورة الالعاب الأولمبية عام 2008 لنقل سعادة الصينيين باستضافة الدورة الأولمبية إلى الشعب الايطالي الأمر الذى سيساعد على انتشار الثقافات الاولمبية ومن الافضل ان يركب الصينيون الدراجة التى منحناها لهم إلى ايطاليا.
وانطلق هؤلاء اللاعبون الايطاليون من ميدان سنمارك بالبندقية فى الخامس والعشرين من ابريل عام 2001 وقطعوا احد عشر الفا وستمائة وعشرة كيلومترات خلال ستة وتسعين يوما على نفس الطريق الذى سافر عليه ماركو بولو قبل سبعمائة سنة. وعندما تحدث فيولين عن رحلته الماضية قال إن الإيطالي ماركو بولو وصل إلى الصين بعد تغلبه على صعوبات عديدة قبل سبعمائة سنة والف ماركو بولو كتابا عن رحلته عرف من خلاله الأوربيين بالصين. وفى السنوات العشرين الأخيرة يتطور اقتصاد الصين تطورا سريعا الأمر الذى يدهش أروبا مرة أخرى. لذلك قررنا زيارة الصين بأنفسنا ومشاهدة التغيرات فى الصين العظيمة.
وأشار فيولين إلي ان السفر إلى الصين بالدراجة أمر جاذب. وقال:
إن الدراجة تماثل آلة المواصلات التى استخدمها ماركو بولو قبل سبعمائة سنة. رغم ان الدراجة بطيئة السرعة بالمقارنة مع الطائرة الا انه يمكننا ان نتلمس العادات والتقاليد فى المناطق التى مررنا بها فى الرحلة والتعرف على الحضارة الصينية القديمة والعظيمة.
وعندما تحدث ماروسو عن انطباعاتهم عن الصين قال إنه يحب فيلم النمر والتنين مختبئان الذي أخرجها المخرج الصيني لي آن وفاز بجائزة أوسكار. وبعد مشاهدة هذا الفيلم يتطلع إلى التعرف على المزيد من المعلومات عن الصين. وأشار إلى ان بكين الحديثة والمفعمة بالحيوية تركت انطباعات عميقة فى ذهنه. وفى هذه المدينة تمتزج الحضارة التاريخية التى تعود إلى أكثر من ثلاثة آلاف سنة بالمناظر الحديثة. وتدهشه تلك المباني القديمة مثل المدينة المحرمة والمعبد السماوي وسور الصين العظيم وكذلك المسارح والمتاحف وإضافة إلى ذلك وجدت أن سكان بكين الصدق يحبون التعامل مع شعوب العالم. وبعد الوصول الى بكين وجد اللاعبون الايطاليون ان خطة نقل المشعل للدورة الاولمبية ببكين مماثلة مع خطة رحلتهم بدراجة، حيث ستنتقل المشعل الاولمبية فى طريق الحرير القديم مارة باليونان ومصر وروما وميسوبوتاميا وفارس والهند والصين. وأشار فيولين إلى أن نقل المشعل الاولمبية بعد خمس سنوات أمر أعظم من رحلتهم وسيثير اهتماما بالغا من شعوب العالم. وعندما تسلم السيد تشانغ تسينغ مدير قسم العلاقات العامة التابع للجنة التنظيمية لدورة الالعاب الاولمبية عام 2008 هذه الدراجة من اللاعب الإيطالي انفجرت التصفيقات الحارة. وأشار إلى ان روح اللاعبين الايطاليين التسعة تعتبر تشجيعا لنا ولللاعبين الصينيين وقال:
إن هذه الهدية ليست دراجة فحسب بل هي روحكم الثابتة. وستستضيف مدينة تورينو الايطالية دورة الالعاب الأولمبية الشتوية عام 2006. بعد ذلك ستقام ببكين دورة الالعاب الاولمبية الصيفية عام 2008. وبفضل روحكم الثابتة وشجاعتكم سنبذل جهودنا المشتركة لتكون هتان الدورتان أجمل وأبرز دورتين فى تاريخ الأولمبياد.
وعلم أن هذه الدراجة التى أهداها اللاعبون الايطاليون لبكين ستعرض فى المتحف التذكارية الأولمبية. أعزائي، هل تريدون ان تسافرون إلى الصين بالدراجة؟ كان هؤلاء اللاعبون الإيطاليون سافروا إلى الصين مارة بمدينة البندقية واستنبول وتبيليسي والماآتا ولاتشو وسيآن وبكين. وعبر هذه الرحلة، لم يحققوا أحلامهم فحسب، بل دعموا دورة الألعاب الأولمبية عام 2008 في بكين.