مراسم التوقيع على وقثائق انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية قبل سنتين في الدوحة
أعلنت البعثة الصينية الدائمة لدى منظمة التجارة العالمية أمس أن الصين إجتازت أمس خلال اجتماع مجلس الامناء لمنظمة التجارة العالمية الذي أختتم قبل وقت وجيز إجتازت بسلاسة تقييم المنظمة حول التزام الصين بتعهداتها للمنظمة خلال العام الثاني لانضمامها.
ووفقا للاتفاق المبرم بين الصين ومنظمة التجارة العالمية، تراجع المنظمة كل سنة أحوال التزام الصين بتعهداتها المعنية في غضون ثماني سنوات بعد إنضمام الأخيرة إليها. وابتداء من سبتمبر العام الجاري، دققت ست عشرة لجنة تابعة لمنظمة التجارة العالمية بما فيها لجنة تجارة السلع ولجنة تجارة الخدمات ولجنة الملكية الفكرية الخاصة بالتجارة دققت في السياسات التجارية الصينية في المجالات المعنية وقدمت تقاريرها إلى مجلس الامناء للمنظمة. وأشادت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية وشيلي خلال هذا الاجتماع بجهود الصين لتنفيذ تعهداتها.
وكانت الصين قد انضمت إلى منظمة التجارة العالمية في أواسط ديسمبر عام 2001 بعد خمسة عشر عاما من الجهود الدؤوبة. وصادف اجتماع التقييم هذا الذكرى الثانية لانضمامها إلى المنظمة.
وخلال السنتين الأخيرتين، ارتفع مستوى انفتاح الصين على الخارج من حيث الأسواق وازداد حجم وارداتها، الأمر الذي أتاح فرصة جيدة لشركائها التجاريين الدوليين لدخول أسواقها الواسعة. وحسب تقدير حجم الواردات الفعلية قبل نهاية عام 2003، قد يتجاوز إجمالي حجم الواردات الصينية خلال فترة الخطة الخمسية العاشرة تريليوني دولار أمريكي، الأمر الذي سيوفر قوة دافعة لنمو الاقتصاد العالمي. ويتصدر حجم الأسواق الصينية حاليا مثيلاتها في العالم، حيث يحتل الحجم الاستهلاكي الصيني لكل من الفولاذ والأسمنت خمسة وعشرين بالمائة وأربعين بالمائة على التوالي من إجمالي حجم إنتاجهما في العالم، وتجاوز عدد المستهلكين الصينيين للهواتف أربعمائة مليون نسمة محتلا المركز الأول في العالم وبلغ عدد المستخدمين الصينيين لشبكات الإنترنت ثمانية وسبعين مليون نسمة محتلا المركز الثاني في العالم. وتشير احصاءات الخبراء الاقتصاديين المخضرمين في العالم إلى أن حجم الاقتصاد الصيني لم يبلغ 4% من إجمالي حجم الاقتصاد العالمي، لكن حجم النمو الاقتصادي الذي حققته الصين يحتل 17.5% من إجمالي حجم النمو الاقتصادي في العالم كله.
لذلك، يرى المدير العام لمنظمة التجارة العالمية سوباتشاى بانيشيباكدي أن مسيرة اندماج الصين في نظام الاقتصاد العالمي كانت ناجحة. كما قال سوباتشاى مؤخرا إن الصين قد أجرت وما زالت تجري تعديلات تمهيدا لاندماجها مع نظام الاقتصاد العالمي وستستفيد من اندماجها في هذا النظام، مشيرا إلى أن تجارب الصين ومشاكلها تتحلى بمغزى هام لتستفيد منها الدول النامية.
وخلال سنتين بعد إنضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية، تزامنا مع الالتزام بالتعهدات وتحمل الواجبات، حاولت الصين بشكل أولي حماية مصالحها الذاتية مستخدمة قواعد المنظمة، حيث فازت الصين في قضية الاجراءات الأمريكية الأمنية إلى حماية قطاع الصلب الأمريكي مستخدمة لأول مرة آلية المنظمة لحل النزاعات. كما قامت الصين بتحقيقات في خمس عشرة قضية متعلقة بإغراق السوق وقضية متعلقة بإجراءات الحماية لمكافحة التصرفات التجارية غير العادلة.
ويرى الخبراء أنه على الرغم من أن الصين قد حققت نتائج في مرحلة الأعمال التي واجهتها خلال العامين الأوليين بعد إنضمامها إلى منظمة التجارة العالمية، غير أنها ستواجه تحديات أخطر في المستقبل.