<%@ Language=JavaScript %> CRI Online

حول إذاعة الصين الدولية

تعريف بالقسم العربي

إتصل بنا
نشرة جوية
مواعيد الطائرات
China Radio International
الأخبار الصينية
الأخبار الدولية
v الاقتصاد والتجارة
v العلم والصحة
v عالم الرياضة
v من الصحافة العربية
v تبادلات صينية عربية

جوائز للمستمعين

السياحة في الصين

عالم المسلمين

المنوعات

صالون الموسيقى

التراث الصيني العالمي
GMT+08:00 || 2003-12-31 11:10:41
زيارة القصر الصيفي

cri

زار مراسل إذاعتنا في صباح جميل مع مجموعة من الزوار الصينيين والأجانب، القصر الصيفي الواقع في شمال غربي العاصمة الصينية بكين، وهو حديقة ابراطورية صينية قديمة فخمة. ان المنظر داخل القصر الصيفي يشبه لوحة صينية تقليدية ضخمة حيث تجسد مياه البحيرة الصافية صور تلال وجبال شاهقة وتتوسط القصور الجليلة المهيبة أشجارا مخضرة سامقة. اذن دعنا نسافر الى القصر الصيفي الذي أدرج في قائمة التراث الثقافي العالمي.

بني القصر الصيفي قبل أكثر من مائة وخمسين سنة بواسطة أمبراطور تشان لونغ أعلى حاكم في الصين آنذاك، ليهديه لوالدته بمناسبة عيد ميلادها. وبعد ذلك أصبح القصر الصيفي مصيفا للأسرة الأمبراطورية الصينية ومكانا يلتقي الأمبراطور الصيني فيه بالسفراء الأجانب المعتمدين. كان القصر الصيفي قد تعرض مرتين لتخريب خطير من قبل المستعمرين الأجانب وتمت إعادة بنائه واصبح ذلك القصر الذي نشاهده اليوم.

ويعتبر القصر الصيفي أكبر وأكمل حديقة امبراطورية موجودة في العالم حاليا وأعلاها قيمة ثقافية وأفضلها انسجاما بين المناظر الصناعية والطبيعية. وقد أدرج القصر الصيفي في قائمة التراث الثقافي العالمي في عام 1998.

وأوضح السيد قاو دا وي نائب مدير القصر الصيفي:

"يختلف القصر الصيفي بصفته نموذجا للحدائق الامبراطورية الصينية، عن الحدائق الشخصية في جنوب الصين حيث يتميز بعظمة وفخامة وورث الهيكلة الأساسية والمضامين الثقافية وفنون العمران الممتازة لجميع الحدائق الامبراطورية الصينية، فيمكن القول إنه يمثل خلاصة وجوهر الحدائق الصينية التقليدية."

تم نباء القصر الصيفي بجانب بحيرة وجبال ويغطي مساحة نحو ثلاثمائة هكتار ويتكون أساسا من بحيرة كون مينغ وجبل العمر المديد وتمثل بحيرة كون مينغ ثلاثة أرباع اجمالي مساحة القصر وفيها مقصورات شاطئية كثيرة تتميز بإبداع في التصميم ودقة في الصنع وروعة في الجمال. أما جبل العمر المديد فيقع عند شاطئ بحيرة كون مينغ الشمالي. انه ليس عاليا إلا انه يتمتع بوفرة نباتات وتحيط بالقصور والمعابد العظيمة والأشجار القديمة.

ان المنظر الذي يتمتع بأعلى قيمة سياحية في القصر الصيفي هو بعض المباني القديمة مثل مقصورة الفضيلة البوذية وسلسلة المباني بالقرب من باب القصر الشرقي لأنها تجمع بين فخامة القصور الامبراطورية وروعة ودقة الحدائق المشهورة في جنوب الصين.

وتعد مقصورة الفضيلة البوذية الواقعة على قمة جبل العمر المديد مركزا ورمزا للقصر الصيفي حيث كان أفراد الأسرة الامبراطورية الصينية يعبدون البوذا. وبنيت مقصورة الفضيلة البوذية على قاعدة بنيت من أحجار وبلغ ارتفاعها أكثر من عشرين مترا. ان المقصورة ثُمانية الجوانب وثلاثية الطوابق، وسقفها مُغطى بقرميد مطلي بالمينا الأخضر والأصفر وزوايا سقفها منحنية الى الأعلى وتعتبر هاتان الميزتان رمزا للعمران الامبراطوري.

ان بوابة القصر الشرقية باب رئيسي للقصر الصيفي وبقربها العديد من القصور التي تتنوع وظائفها من الشئون السياسية والسكن الى التسلية ويتبع معظمها الأسلوب العمراني التقليدي الصيني وتوضع في ساحات القصور أحجار متقوشة وحيوانات برونزية ثمينة مختلفة الأشكال ويسودها هدوء ونوع من الغموض والسرية لأنها تتوسط أشجارا عالية كثيفة.

ووسط المباني الموجودة في القصر الصيفي مسرح كبير متميز كان أفراد الأسرة الامبراطورية الصينية يشاهدون فيه أوبرا بكين ويعتبر أكبر مسرح ملكي في الصين.

وبنظرة خاطفة ليس هناك شيء غريب في هذا المسرح الذي بني على شكل حرف "تي" الانجليزي المقلوب، لكن يعجب مراسلنا شرحُ الدليلة السياحية الآنسة ليو لين اذ قالت:

"يتكون المسرح من ثلاثة طوابق ولكل طابق كوة في السقف وكوات الطوابق الثلاثة متصلة ببعضها. وعندما كان الممثلون يؤدون عروض أوبرا بكين آنذاك كانوا يربطون أنفسهم وينزلون من الكوة العليا رويدا رويدا لإظهار صورة مجيء الآلهة من السماء. وإضافة الى ذلك يكون المسرح خاليا في عمق قاعدته وهناك بئر عميقة وخمسة أحواض مكعبة لتخزين المياه مما يخلق صدى أصوات الممثلين لتصبح أكبر وأوضح أثناء تقديم العروض."

ويوجد ممر طويل في الضفة الشمالية لبحيرة كون مينغ بالقصر الصيفي يبلغ طوله مئات الأمتار. اذا شعر السياح بالتعب خلال زيارتهم يمكنهم الجلوس والاستراحة فيه، وفي الوقت نفسه يمكنهم التمتع بفن الرسم الصيني اذ ان هناك عشرات الآلاف من الصور الملونة الرائعة في سقف الممر الطويل تتناول مواضيع الطبيعة والقصص وتختلف أشكالها.

ويستقطب القصر الصيفي أكثر من عشرين الف سائح صيني وأجنبي لزيارته كل يوم باعتباره من التراث الثقافي العالمي. وتتجول مجموعات كثيرة من السياح الصينيين او الأجانب في مختلف أنحاء القصر الصيفي وتعجبهم المناظر الخلابة. قدم دانيل غرين من الولايات المتحدة وقال لمراسل إذاعتنا بإعجاب:

"أحب القصر الصيفي للغاية وهو جدير بالزيارة. جئت وأصدقائي من أمريكا وقطعنا عشرات آلاف الكيلومترات لزيارته لأنه تراث ثقافي مشهور في العالم وأبي مولع بالقصر الصيفي منظرا وتاريخا منذ نعومة أظفاره."

وعلاوة على السياح يوجد كثير من المسنين عند ضفاف بحيرة كون مينغ بالقصر الصيفي، وتجدهم يمشون بهدوء أو يمارسون رياضة خفيفة، ومنهم السيد وانغ تشانغ فو الذي يبلغ عمره أكثر من سبعين سنة وعاش في مدينة بكين أكثر من اربعين سنة. ما ان يتوفر له وقت فراغ حتى يتجول في القصر الصيفي وقال:

"ان موقع القصر الصيفي جيد وموقعه قريب من قلب مدينة بكين. انه يغطي مساحة كبيرة نسبيا وتوجد فيه مياه وأشجار كثيرة وهواء نقي ويتمتع بموروث ثقافي غني. لذلك نتردد اليه دائما."

وبعد تعرضه لدمار الحروب مرتين مازال القصر الصيفي يقف في ركن من أراضي بكين بهدوء وشهد تدهور وازدهار الصين خلال العقود الماضية صامتا ايضا. واليوم يشعر الزوار في القصر الصيفي شخصيا بهدوئه وصمته.