شهدت تشونغتشينغ المدينة الداخلية بجنوب غربي الصين تطورا سريعا للقطاعات الخاصة في السنوات الأخيرة حيث زادت سرعة قيمة الناتج للاقتصاد الخاص سنويا بنسبة عشرين بالمائة.
السيد لياو تشانغ قوانغ المدير العام لشركة مجموعة شياو تيان أ، يمتلك على حوالي مائتي مطعما خاصا، وقد أصبحت شركته الآن شركة مجموعة تجمع مطاعم قدر اللحوم والخضروات المغلية وإدارة الفنادق والعقارات الثابتة وتجارة الاستيراد والتصدير. ولكن قبل أكثر من عشرين سنة، كان صاحب مطعم صغير لتقديم وجبة قدر اللحوم والخضروات المغلية المرغوب فيها جدا بين الصينيين في الشتاء البارد ذي الموائد الثلاث والقدور الثلاثة فقط.
في الفترة بين بداية الخمسينات وأواخر السبعينات من القرن الماضي، نفذت الصين أسلوب اقتصاد القطاعات العامة وأعادت ملكية القطاعات إلى الدولة والجماعة ولا يوجد اقتصاد خاص. وكانت تلك صفة رئيسية لنظام الاقتصاد المخطط الاشتراكي. نفذت الصين سياسة الإصلاح والانفتاح اعتبارا من نهاية عام 1978، وتحولت إلى اقتصاد السوق تدريجيا وتطورت القطاعات الخاصة رويدا رويدا.
بعد سنوات عديدة من النشاط التجاري، استمر السيد لياو تشانغ قوانغ الذكي وزوجته في تجديد مطاعم قدر اللحوم والخضروات المغلية وازدهرت وتوسعت مطاعمه. وأدخل أسلوب الخدمة الذاتية الغربية في مطاعمه إذ يختار الضيوف الخضار والأطعمة بأنفسهم، كما أدخل زينات البناء ذات الخصائص القومية في المطعم. وأصبح لياو تشانغ قوانغ رجل أعمال يمتلك أكثر من عشرة مطاعم متسلسلة حتى أوائل التسعينات من القرن الماضي.
قال لياو تشانغ قوانغ إن نجاحه تحقق بفضل سياسة الإصلاح والانفتاح الصينية:
إن نجاح الاقتصاد الأهلي له صلة كبيرة مع سياسة الحكومة، بعد طرح دنغ شياو بينغ فكرة "الغنى للجزء أولا وتنشيط الجزء الآخر إلى الغنى"، ازدادت ثقتنا في تنشيط أعمالنا.
تطورت مجموعة شياو تيان أ حاليا إلى أنحاء البلاد وحتى إلى تايلاند وفيتنام وسينغافوره والولايات المتحدة وبريطانيا. قال السيد لياو:
تطورت المجموعة من الضعف إلى القوة ومن الصغر إلى الكبر، نعتمد على الايمان والصدق ونعمل من أجل الزبون أولا، وثانيا نعمل على إقامة ثقافة المؤسسة، ويصعب على المؤسسة أن تتطور باستمرار بدون ثقافة خاصة بها، وثالثا على آلية الإدارة، حيث وظفنا كثيرا من الأكفاء الإداريين من المؤسسات الأجنبية التمويل.
السيد شيويه فانغ تشيوان رجل أعمال ناجح في القطاع الخاص مثل السيد لياو تشانغ قوانغ، إلا أنه قطع مسيرة مختلفة. قبل أكثر من عشرة أعوام، كان موظفا إداريا على المستوى المتوسط في مؤسسة مملوكة للدولة بتشونغتشينغ، وترك عمله في المؤسسة المملوكة للدولة وبدأ عمل نقل وخزن وشحن وبيع بالجملة والتجزئة للغاز الطبيعي السائل اعتمادا على أكثر من مائة ألف يوان صيني. قال شيويه فانغ تشيوان:
حينئذ توقعت أن الحكومة ستنفذ سياسة تنمية الغرب الكبرى، وستخصص بلادنا اعتمادات هائلة لاستثمار المناطق الغربية وستطرأ تغيرات هائلة على هذه المنطقة. واستثمر الآن وسأستفيد في المستقبل، وإن استثماري استثمار طويل الأمد.
كانت توقعات السيد شيويه فانغ تشيوان صحيحة، ودفعت استثماراته في المناطق الغربية الصينية المواطنين المحليين إلى استخدام الطاقة النظيفة وحصل من استثماراته على عوائد اقتصادية جيدة أيضا ويتطور حجم مؤسسته باستمرار حيث بلغت رؤوس أموال المؤسسة نحو أربعمائة مليون يوان صيني.
لم ينس السيد شيويه فانغ تشيوان المجتمع بعد نجاحه في نشاطه التجاري وشارك في مجال الأعمال الخيرية وقد تبرع بملايين اليوانات الصينية لمساعدة الأطفال على الالتحاق بالمدارس ومكافحة الفيضانات وإغاثة المنكوبين. قال السيد شيويه فانغ تشيوان:
هذه مسؤوليتنا الاجتماعية، وبصفتي رجل أعمال من القطاع الخاص يجب علي أن أسهم للدولة والشعب.
بلغ عدد المؤسسات الخاصة بتشونغتشينغ أكثر من خمسمائة ألف مؤسسة حتى نهاية عام 2002، واحتلت قيمة ناتجها أعلى من نصف قيمة الناتج الوطني المحلي فيها. كما خففت تنمية المؤسسات الخاصة ضغوط التشغيل في تشونغتشينغ، وقد وظفت المؤسسات الخاصة أكثر من خمسة ملايين عامل في تشونغتشينغ.
لقد طرأت تغيرات كبيرة على مفاهيم الناس لاقتصاد القطاع الخاص. تعمل السيدة هو رونغ في قسم الحسابات لمجموعة شياو تيان أ، كانت تعمل في مؤسسة مملوكة للدولة وسرحت من المؤسسة بسبب التعديل الهيكلي، وقالت إنها لم تتعود في البداية على العمل في المؤسسة الخاصة أما الآن فتشعر كأنها تعمل في أسرة. قالت السيدة هو رونغ إن دخلها الآن أكثر من دخلها في المؤسسة المملوكة للدولة، وتتمتع بالتأمين الطبي وتأمين التقاعد في مجموعة شياو تيان أ مثلما يوجد في المؤسسة المملوكة للدولة، إنها راضية عن وضعها الحالي.
تخرجت الآنسة تشن رو شيويه في جامعة الصناعة والتجارة بتشونغتشينغ قبل أقل من سنتين فقط، وهي سكرتيرة مكتب شركة شيويه فانغ تشيوان. قالت للمراسل:
كنت لا أفكر في العمل في المؤسسات المملوكة للدولة بل أرغب في العمل في المؤسسات الخاصة، وأشعر أن الآلية في المؤسسات الخاصة مرنة. سيكون مجال التنمية كبيرا إذا بذلت الجهود في العمل والدراسة.
أتى انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية بفرص وتحديات جديدة لاقتصاد القطاعات الخاصة. ستهيئ الحكومة بيئة التنمية الأوسع للمؤسسات الخاصة من حيث السياسات ورأس الأموال والأكفاء، ونثق بأن مستقبل المؤسسات الخاصة الصينية سيكون أفضل.