وصل حجم الاستخدام الفعلي للاستثمارات الأجنبية المباشرة في الصين عام 2003 إلى ثلاثة وخمسين مليارا وخمسمائة مليون دولار أمريكي بزيادة واحد وخمسة أعشار بالمائة ولكنه أقل من السبعة وخمسين مليار دولار أمريكي المتوقعة وفقا لما أظهرت أرقام من وزارة التجارة.
وفي عام 2002 وصل معدل نمو الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى اثني عشر وخمسة أعشار بالمائة مما يجعل الصين من أكثر المناطق في العالم استقبالا للاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وفي النصف الأول من عام 2003 وبالرغم من التأثير السلبي لمرض الالتهاب الرئوي الحاد/سارس/ ارتفع اجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة المستخدمة بنسبة اثنين وثلاثين وتسعة أعشار بالمائة سنويا غير أن بعض الخبراء عبروا عن ثقتهم بأن الاستثمارات الأجنبية المباشرة للعام باكمله ستصل إلى ستين مليار دولار أمريكي.
غير أنه في أغسطس انخفضت أرقام الاستثمارات الأجنبية المباشرة المستخدمة بنسبة ثمانية وعشرين وثلاثة أعشار بالمائة سنويا ثم بدأت الانخفاض الشديد وبدأت الارتفاع مرة أخرى في ديسمبر عام 2003 فقط.
ويرجع الخبراء سبب التناقض الحاد بين عامي 2002 و2003 إلى عدة عوامل من بينها مرض السارس. وقد تأثر أكثر من خمسمائة مشروع استثماري في الصين بالسارس بقيمة استثمارات تصل إلى أكثر من عشرة مليارات دولار أمريكي.
كما ساهم الاتجاه المستمر نحو الانخفاض في الاستثمارات الأجنبية والانتعاش في تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة في تباطؤ النمو في الصين. وقد أظهرت أرقام من الأمم المتحدة أن حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في العالم وصل إلى ستمائة وثلاثة وخمسين مليار دولار أمريكي في العام الماضي مما يقل عن نصف رقم عام 2000.
وفي عام 2003 اجتذبت الولايات المتحدة ستة وثمانين مليارا وستمائة مليون دولار أمريكي من الاستثمارات الأجنبية وهو تقريبا أربعة أضعاف عام 2002 لتستعيد وضعها كأكبر دولة تستخدم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في العالم.
يذكر أن المنافسة الدولية على الاستثمارات الأجنبية المباشرة أصبحت أكثر ضراوة. وقد بدأ العديد من الدول المجاورة للصين تقديم جميع أشكال السياسات التفضيلية للحصول على الاستثمارات الأجنبية.
وقد ساهمت اصلاحات الصين بتخفيض نسبة استرداد ضريبة الصادرات بتقليل أرباح المصدرين مما أدى إلى تباطؤ الاستثمارات الأجنبية في قطاع الصناعة وهي الصناعة الأساسية التي تجتذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الصين.
وبالرغم من ركود نمو الاستثمارات الأجنبية المباشرة الا أن الصين مازالت تحتل المركز الأول في اجتذاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة بين الدول النامية والمركز الثاني في العالم بعد الولايات المتحدة، وفقا لما جاء في تقارير من مؤتمر التجارة والتنمية التابع للأمم المتحدة.
وقد أعرب خبير من الأمم المتحدة عن ثقته في امكانيات نمو الاستثمارات الأجنبية المباشرة. ومع تحسن البيئة الاقتصادية العالمية في عام 2004 سوف يركز النمو الاقتصادي المتزايد والمستمر في الصين والمستثمرون الأجانب بشكل أكبر على الصناعات مثل المعلومات والاتصالات والجملة والتجزئة والبنوك والسندات، وفقا لما ذكر الخبير.