يقع مركز وال مارت التجاري بضاحية بكين الغربية وزين بالأنوار والألوان خلال أيام عيد الربيع التقليدي الصيني، وكانت تنبعث موسيقى مفرحة من داخله بين حين وآخر. وتوجد به سلع جميلة قادمة من أنحاء العالم كما عرضت كثير من الفوانيس وشعارات عيد الربيع والمقصوصات وغيرها من السلع التي يحتاج إليها الصينيون خلال عيد الربيع. وكذلك فعلت مثل وال مارت المراكز التجارية الأجنبية الأخرى في الصين مثل كاريفور الفرنسي وإيكي السويدي وكينتاكي الأمريكي.
صادف اليوم الثاني والعشرون من الشهر الماضي عيد الربيع التقليدي الصيني وهو أكبر عيد في الصين. وتركز استهلاك الصينيين في فترة شهر قبل عيد الربيع وبعده، وحسب الإحصاءات احتل حجم استهلاك الصينيين خلال عيد الربيع ثلاثين بالمائة من اجمالي حجم الاستهلاك في العام. فتجتذب الأرباح الهائلة التجار الأجانب والمحليين. ومع دخول قطاع التجزئة الأجنبي وقطاع الأطعمة والمشروبات الأجنبي إلى الصين ومع تعرفهم على العادات الصينية، شارك هولاء التجار في التنافس التجاري في موسم عيد الربيع.
وقال السيد شيو جون المدير العام لشؤون الاتصال الخارجي بشركة بكين الفرعية التابعة لوال مارت قال للمراسل إنه من أجل استقبال موسم البيع الثمين خلال عيد الربيع، أنشأت فرقة المشتريات، وبدأت استيراد السلع الاحتفالية من أنحاء العالم منذ نوفمبر الماضي. وازداد عدد الزبائن الذي ترددوا على وال مارت ازديادا ملحوظا خلال عيد الربيع واستمرت موجة الشراء الساخنة هذه حتى الأيام العشرة الأولى من فبراير الجاري.
دخلت إيكي السويدية للأثاث الصين قبل سنوات، وقد اعتادت على العادات الصينية في عيد الربيع وعملت كثيرا لعكس الجو التقليدي الصيني الاحتفالي.
ورأى المراسل في متجر إيكي أن المتجر لا يعكس جو عيد الربيع من حيث الزينة والترتيب فحسب بل طرحت السلع العيدية حسب حاجات الزبائن خلال العيد. مثلا عرضت أدوات الطبخ الجديدة في جناح أدوات الطبخ مما جذب كثيرا من الزبائن.
فتحت سلسلة كاريفور الفرنسية متاجر تجزئة في مدن عديدة في الصين. وزين بصفة مميزة متجر كاريفور في شانغهاي أكبر مدينة صناعية وتجارية في الصين. وقالت السيدة تشانغ لي شياه مديرة العلاقات العامة لكاريفور بمنطقة شانغهاي:
عملنا كثيرا من الأعمال التزينية في داخل المتجر وخارجه لاستقبال عيد الربيع التقليدي الصيني ولسد حاجات الزبائن. مثلا حلينا الجدار الخارجي بالطنوف وعلقنا الفوانيس، وفي داخل المحلة علقنا عقدة صينية كبيرة ويبلغ كل من عرضها وارتفاعها ستة عشر مترا وثمانية عشر مترا على التوالي.
وإلى جانب ذلك ارتدى العاملون بمتجر كاريفور بشانغهاي الملابس الملونة من الطراز التقليدي الصيني لعكس جو العيد. كما نظموا نشاطا ضخما لدفع التسويق في الفترة بين اليوم الواحد والثلاثين من ديسمبر الماضي واليوم العاشر من الشهر الحالي، وتشمل السلع المعروضة بطاقة التهنئة وعبارات احتفال بعيد الربيع والفوانيس والملابس من الطراز التقليدي الصيني والعقدة الصينية.
وبعض المطاعم الأجنبية مثل كينتاكي ومايكدونلس وبيزا هات وغيرها لم تنس انتهاز الفرصة لزيادة مبيعاتها خلال أيام عيد الربيع.
في مدينة تشونغتشينغ بجنوب غربي الصين رأى المراسل في مطعم كينتاكي الألعاب النارية الحمراء والفوانيس وغيرها من أشياء الزينة قد علقت لمواكبة ذوق الصينيين، وطرحت كينتاكي الخبز الملفوف بلحم الدجاج بأسلوب بكين القديم ولحم الدجاج الحار وحساء لحم الدجاج مع الفطر وحساء البيض بالذوق البحري وغيرها من الأطعمة السريعة التحضير بالأسلوب الصيني.
إن مواكبة التجار الأجانب للعادات المحلية الصينية لم تقتصر على أيام عيد الربيع فقط، بل أدخلوا هذه التعديلات في النشاطات المحلية أيضا. وقالت السيدة تشانغ لي شياه مديرة العلاقات العامة لكاريفور بمنطقة شانغهاي:
إن كاريفور مؤسسة أجنبية التمويل، تنظم وتوزع السلع المعنية حسب الميزات الإقليمية والعادات الثقافية المحلية. مثلا في الصين يوجد عيد الربيع وعيد منتصف الخريف وغيرهما، وستطرح المؤسسة السلع المعنية لسد حاجات الزبائن.
وذكر أن أغلبية المؤسسات الأجنبية بذلت جهودها الدؤوبة لتواكب العادات المحلية وبعض المؤسسات تدخل الخصائص الصينية في أسلوب الإدارة أيضا. يرى المحللون أن المؤسسات الأجنبية تواكب العادات المحلية في الصين ليست في حاجة لسد طلبات المستهلكين الصينيين فحسب بل ذلك خيار ضروري للتنافس والتنمية في الصين أيضا.