ان كمية الزهور في مقاطعة يوننان لا يمكن قياسها بغرس أو بقاع أو حدائق بل يجب قياسها بكيلومترات مربعة او جبال كاملة، ولا تزبل الزهور طوال الفصول الاربعة في مقاطعة يوننان وذلك يُعزى الى تنوع الظروف المناخية والجغرافية في مقاطعة يوننان. تمثل النباتات الموجودة في مقاطعة يوننان نصف أنواع النباتات الموجودة في عموم الصين، التي تبلغ ستا وعشرين الف نوع ويطلق على يوننان إسم مملكة الزهور واصبحت تربية الأشجار والزهور عادة تقليدية في مدينة لي جيانغ القديمة منذ زمن طويل. وعندما تمشي في شارع سيفانغ ستجد حديقة زهور في أي فناء بالمنازل المحلية.

لأن أهل مقاطعة يوننان يعيشون في عالم زهور، لا ريب ان هناك ارتباطا قويا بين زهور وفتيات مقاطعة يوننان. تفضل نساء مدينة كونمينغ حاضرة مقاطعة يوننان خصيصا زهور ميانقوي وسعرها رخيص جدا ويساوي عُشرا حتى واحدا على المائة من سعر الزهور العادية الأخرى، مما يوحي بان بائعي زهور ميانقوي لا يسعون وراء الفلوس بل يسعون لنشر عطرها. يتم ربط خيط أبيض بسيقان زهور ميانقوي قبل بيعها وما إن تُشترى حتى تعلَّق على صدر المشتري ويصاحبه عطرها أينما يذهب.

ويمثل مهرجان غرز الزهور لقومية يي عشق الناس للزهور حيث يقام المهرجان في الثامن من الشهر الثاني كل سنة من التقويم الصيني القمري اي في مارس وفق التقويم الميلادي تقريبا، في جبل تانهوا بمنطقة تشوشونغ على بعد مائة وستين كيلومترا عن مدينة كونمينغ. تكون زهور ماينغ في أوج تفتحها آنذاك على جبل تانهوا فيصعد الناس الجبل بفرح عارم ويعودون بالزهور ويلبسونها سواء كانوا اطفالا أم شيوخا رجالا أم نساء، حتى يصنعونها فوق الباب والشباك وأي مكان داخل أو خارج المنزل ولو على رأس البقر والحصان، ليتمنوا حسن الحظ وسعادة الحياة.

الى جانب غرز الزهور على رؤوس الفتيات او لبسها على ثيابهن او لصقها على وجوههن او تطويق أصابيعهن بها، يتم تطريز رسومات الزهور على القبعة والعمامة والملبس والتنورة والبنطلون والحذاء. ليس بالضرورة ان تطريز الزهور على ملابس الفتيات يتعلق بغرام حيث يقول المثل لقومية جينغبو إحدى القوميات القاطنة في مقاطعة يوننان، إن تطريز الزهور على تنورة الفتيات كتابة الأجداد ويحكي قصص الأجيال. تحكي التطريزات تاريخ قومية جينغبو وتسجل حياة أهلها.