<%@ Language=JavaScript %> china radio international

حول إذاعة الصين الدولية

تعريف بالقسم العربي

إتصل بنا
نشرة جوية
مواعيد الطائرات
الأخبار الصينية
الأخبار الدولية
v الاقتصاد والتجارة
v العلم والصحة
v عالم الرياضة
v من الصحافة العربية
v تبادلات صينية عربية

جوائز للمستمعين

السياحة في الصين

عالم المسلمين

المنوعات

صالون الموسيقى

التراث الصيني العالمي
GMT+08:00 || 2004-03-01 20:06:24
بلدة شوخا القديمة بمدينة ليجيانغ

cri

اصدقاءنا الاعزاء، عرفناكم سابقا مدينة ليجيانغ القديمة التى تم ادراجها فى قائمة التراث الطبيعي والثقافي العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو عام 1997. لان جاذبيتها لا تتجسد فى المناظر الطبيعية الجميلة لبلداتها الصغيرة وثقافة قومية ناشى وعاداتها وتقاليدها الساحرة فحسب، بل تتجسد فى مجموعات العمارات القديمة الطراز التى ما زالت صامدة بعد مرور الاف سنين. فمجموعة العمارات القديمة داخل بلدة "شوخا" القديمة باعتبارها جزءا من مدينة ليجيانغ القديمة ، ما زالت تتميز بخصائصها الأصلية.

مدينة ليجيانغ تقع شمال غرب مقاطعة يوننان مزدانة بالطبيعة الجملية، وجبالها وبحيراتها خالية من التلوث. يشكل ابناء ناشى اصحاب الاخلاق المستقيمة غالبية السكان هناك، ويضفون على المكان فتنة وسحرا. كانت مدينة ليجانغ كثيرة السكان ومتعددة النشاطات التجارية فى التاريخ القديم . بدأ بناؤها فى اواخر اسرة سونغ الملكية من عام 960 الميلادى الى عام 1279 الميلادى واوائل اسرة يوان الملكية من عام 1271 الميلادى الى عام 1368 الميلادى.

فى شمال مدينة ليجانغ جبل يولونغ الشامخ المغطى بالثلوج. مناظره ساحرة وجوه متقلب . ويعتبر كنز حيوانات ونباتات وخزان مياه طبيعيا ضخما. تروى المياه الذائبة من ثلوج القمم العالية الانهار وتربة هذا المكان وسكانه .

اذا تجولت فى شوارع ليجانغ القديمة المرصوفة بالاحجار الملونة، تستطيع ان ترى انهارا وقنوات متعرجة واشجار صفصاف متدلية اغصانها على الضفاف ومنازل محاطة بالجداول والجسور.

ان مدينة ليجانغ قديمة وبسيطة وطبيعية. لا سور عاليا حولها ولا طريق واسع فيها . والديار فيها بتنسيق وفق التضاريس وبنيت بالخشب والحجر والطين، وتجمع الخصائص التقليدية لقوميات هان وباى والتبت فى كيان واحد. يتكون كل بيت من ثلاثة اقسام وكل واحد منها يتشكل من طابقين وجدار حاجز واحد . فى كل قسم ثلاث غرف والقسم المتجه الى الجنوب لكبار العائلة والقسمان الشرقي والغربي للجيل الاصغر.

وما يعجب الناس هو نوع من الكتابة التصويرية الخاصة -"كتابة دونغبا " التى ما زالت منتشرة فى ليجانغ حتى اليوم . تعتبر هذه الكتابة التى استخدمها اهالى ناشى القدماء لتسجيل تعاليم دين دونغبا الكتابة التصويرية الحية الوحيدة فى العالم . ويحفظ الآن فى مكتبات ومتاحف فى الصين وبعض البلدان الاوروبية والامريكية ما يزيد عن عشرين الف مجلد من الكتب والمخطوطات القديمة بكتابة دونغبا تسجل التاريخ العريق والثقافة الرائعة لقومية ناشى .

زار مراسل اذاعتنا مدينة ليجيانغ القديمة ثلاث مرات . فالمرة الاولى كانت فى عام 1997 حيث اعجب كثيرا بالعمارات القديمة والجسور والانهار الصغيرة والطرق المعبدة بحجار نيلية اللون والملابس التقاليدية الجميلة المطرزة برسوم القمر والكواكب. والمرة الثانية كانت فى عام 2001. حيث وجد ان عددا كبيرا من السياح والتجار الاجانب جاؤوا من انحاء العالم لزيارة المدينة بالاضافة الى الاشياء المذكورة السابقة . اما خلال المرة الثالثة التى زار فيها مراسل اذاعتنا مدينة ليجيانغ القديمة ، فقد زار ايضا الى بلدة شوخه القديمة التى تبعد عن مدينة ليجيانغ القديمة باربعة كيلومترات.

تعتبر بلدة " شوخه " القديمة التى تم الحفاظ عليها بشكل جيد ، مهدا لاسلاف قومية "ناشى" داخل سهول نهر ليجيانغ ونموذجا حيا تجسدت فيه مراحل انتقال قومية "ناشى" من النشاط الزراعى الى النشاط التجارى. و فى قديم الزمان ،كانت بلدة "شوخه " القديمة محطة لخيول نقل البريد، وجاءت قوافل الخيول التجارية الى هنا كثيرا، فاصبحت هذه البلدة مزدهرة مع ظهور عدد كبير من حرفى الحدادة وصناعة الجلود الذين يقدمون خدمات لقوافل الخيول .

فحينما يدخل الزائر الرقيق القلب "بلدة شوخه" القديمة ، يمكنه ملاحظة وجود قطعة خشبية على شكل الاسماك معلقة تحت اطناف البيوت . وتعتبر هذه السماك الخشبية طراز بناء مميز لعمارة قومية ناسى . وهناك قصة تقول انه فى قديم الزمان تولى السيد يانغ جيان منصب حاكم بلدة شوخه القديمة. فكان احد موظفيه يريد الترقي من منصبه الذى كان يشغله ،فبدأ يهدى الحاكم يانغ جيان سمكتين. ولكن بعد اسبوعين ، حينما زار هذا الموظف بيت يانغ جيان، وجد ان السمكتين معلقتين تحت اطناف بيته. فادرك هذا الموظف فورا نزاهة عمدة يانغ جيان . فاصبحت الاسماك الخشبية المعلقة رمزا للنزاهة عند حوض نهر ليجانغ. ومع مرور الايام ، اصبحت الاسماك الخشبية المعلقة رمزا للوقاية من الحريق، لان العلاقة بين السمك والماء وثيقة جدا .

ان اهالى قومية ناشى يحترمون الطبيعة احتراما شديدا . هم يسعون الى الاستجمام فى احضان الطبيعة . فحينما يتسلق الناس الجبال ، فيتجنبون من تخريب تضاريس الجبال على جانبى الطريق ، ورغم انهم شيدوا بيوتهم على ضفاف الانهار، ولكنهم لم يسدوا مجراها. فجميع الشوارع داخل المدينة معبدة بالاحجار الصغيرة المختلفة االالون. فتتجسد صفات الاناقة والرفاهة فى كل مكان مثل الشوارع والبيوت والجسور والازقة والجداول الصغيرة وغيرها. وجدير بالذكر ان اهالى بلدة "شوخه " القديمة يحبون زراعة شجر الصفصاف امام بيوتهم . واحيانا يزرع اهالى "شوخه " الورود والازهار بجانب شجر الصفصاف. فعندما تتفتح الزهور والورود ، فيضفى بعضها على البعض بهجة وجمالا ، وتزداد الحيوية من خلال الازهار الزاهية والاشجار الخضراء.

مذيع : ومن اجل رؤية بلدة شوخه بوضوح ، صعد مراسل اذاعتنا جبل "جيو باو" والقى نظرة على جبال يو لونغ البعيدة المغطاة بالثلوج وجبال بى جيا الواقعة القريبة . فظهرت اسقف البيوت داخل بلدة" شوخه " القديمة امام عينيه. وقال فوبا الكاتب من قومية" ناشى" لمراسل اذاعتنا:

" تعتبر بلدة " شوخه" القديمة نموذجا حيا تجسدت فيه مراحل انتقال قومية "ناسى" من النشاط الزراعى التقليدى الى النشاط التجارى. و فى قديم الزمان ،كانت بلدة "شوخه " القديمة محطة خيول نقل البريد ، وجاءت قوافل الخيول التجارية الى

هنا كثيرا، فاصبحت هذه البلدة مزدهرة مع ظهور عدد كبير من حرفى الحدادة وصناعة الجلود الذين يقدمون خدمات لقوافل الخيول . فالتنسيق المعمارى فى بلدة شوخه القديمة لا يشبه القرية ، بل يشبه بلدة تماما ، حيث يقطنها اهالى قومية التبت وقومية باى وقومية هان وقومية يى وقومية ناشى وغيرها وتتعايش جميع هذه القوميات تعايشا سلميا. "

فمجموعة العمارات القديمة فى بلدة "شوخه" القديمة ، وعادات وتقاليد سكانها البسيطة ، وحماستهم التى تلمسها فى كل مكان تشعرك بلطفهم و تقرب المسافة بينك وبين هذه البلدة القديمة.

حكت السيدة يانغ فانغ التى كانت مرشدة سياحية لمراسل اذاعتنا قصة : ذات مرة زار فوج من السياح اليابانيين منزلها ، وصادف ذلك اليوم عيد القمر الصينى التقليدى.اى عيد اواسط الخريف . فصنعت ام يانغ فانغ فى ذلك الوقت كعك القمر بنفسها. فرغب السياح اليابانيون فى شراء الكعك لتذوقه. ولكن والدى يانغ فانغ رفضا قبول الفلوس ، بل اكرموهم بالكعك مجانا. فيمكنكم ان تتصوروا حفاوة سكان "شوخه" من هذه القصة الصغيرة.