أصبح فوز الصين بميداليات الألعاب التي تتفوق فيها في منافسات دولية أمرا عاديا، لكن بالنسبة لفريق الهوكي النسائي الصيني الذي بدأ التقدم متأخرا، أن أكبر حلم للاعبات فريق الهوكي الصيني هو الفوز بميدالية في دورة أثينا الأولمبية هذا العام عبر جهودهن المبذولة.
يرجع تاريخ لعبة الهوكي الى اكثر من مائة سنة وكانت منتشرة في أوروبا باعتبارها لعبة تنافسية، لكنها لم تدخل الصين إلا في أواخر سبعينات القرن الماضي اذ إنها تتطلب بتجهيزات وملاعب عالية المستوى ولم تمتلك الصين ملعب هوكي بأعشاب صناعية عالية المستوى إلا في تسعينات القرن الماضي. ولم ينجح فريق الهوكي النسائي الصيني في التأهل الى نهائيات الدورتين الأولمبيتين عامي 1992 و1996 كل على حدة بسبب ضعف مستوى ممارسة هذه اللعبة في الصين. ووجه اتحاد الهوكي الصيني في نهاية عام 1999 دعوة الى المدرب العام الوطني الكوري السابق كيم تشانغ باك ليتولى منصب المدرب العام لفريق الهوكي النسائي الوطني الصيني، وكما يقول المثل مَن جد وجد، نجح فريق الهوكي النسائي الوطني الصيني في التأهل الى نهائيات دورة سيدني الأولمبية لأول مرة حيث لفت أنظار الناس بفوزه الباهر على كل من فريقي هولندا وألمانيا اللذين احتلا المركزين الأول والثاني في النهاية واحتل المركز الخامس. ولم يتوقف تقدم فريق الهوكي النسائي الصيني بعد ذلك حيث انتزع الميدالية الذهبية في كأس بطولة العالم للهوكي النسائي عام 2002 مما جعل الفريق ثاني فريق ألعاب كرات جماعية صيني يحرز بطولة عالمية بعد فريق الكرة الطائرة النسائي.
حصل فريق الهوكي النسائي الصيني على بطاقة التأهل لنهائيات دورة أثينا الأولمبية القادمة بفوزه على منافسه القديم فريق كوريا الجنوبية في دورة الألعاب الآسيوية عام 2002، وظل يتدرب بجد خلال السنة الماضية لإظهار مستوى عال في دورة أثينا الأولمبية حيث أعد خطة استراتيجية هي "الحصول على ميدالية في أولمبياد أثينا وعلى ميدالية ذهبية في أولمبياد بكين". وبخصوص ذلك قال المدرب العام كيم تشانغ باك:
"هدفنا في أولمبياد أثينا الحصول على ميدالية ولان أولمبياد عام 2008 ستقام في بكين فأعددنا خطة مفصلة لها. ويضم الفريق الوطني حاليا سبعا وعشرين لاعبة بينهن لاعبات قديمات وجديدات بالإضافة الى وجود فريق وطني احتياطي. لذلك نتدرب استعدادا لدورة أثينا ودورة بكين عام 2008 على حد سواء حيث يجري إعداد اللاعبات الاحتياطيات بخطوات مستقرة ونثق في انهن سيصبحن قويات في اللعبة بعد سنوات."
والآن يجري الفريق الصيني تدريباته الشتوية في مدينة قوانغتشو جنوب الصين استعدادا لدورة أثينا الأولمبية. ويرى كيم تشانغ باك ان التدريبات تهدف الى رفع القدرة الجسمانية والتكتيكية للاعبات واذا تدربت اللاعبات بجدية وبذلت كل ما في وسعهن في النهائيات الأولمبية، يصبح الحصول على ميدالية في أولمبياد أثينا أمرا واردا. ولم يعزُ المدرب العام كيم تشانغ باك المتواضع والجاد فضل النتائج الصينية الممتازة في هذه اللعبة اليه بل الى لاعبات الفريق الصيني جميعهن بفضل سمو روحهن المتمثلة في التضامن وبذل قصارى الجهود ويأمل كيم تشانغ باك في ان تحافظ اللاعبات الصينيات على هذه الروح وإظهارها في دورة أثينا الأولمبية لتحقيق الهدف المرجو.