عندما ذكرنا منطقة شينجيانغ ذات الحكم الذاتى لقومية الويغور المسلمة بغرب الصين ، تذكرنا دائما مكانا بعيدا مهجورا له صلة بالصحراء ، اما اليوم فلم تعد منطقة شينجيانغ منطقة نائية مع اطلال قديمة ، وقد شهدت تطورا سريعا لا مثيل له فى التاريخ وخاصة منذ دخولها القرن الجديد ، حيث ارتفع مستوى معيشة ابناء شعبها ارتفاعا سريعا، وعلى وجوههم ابتسامات مفعمة بالثقة والرضا ويمكن ان نرى فيها ما يحدث الان من التغيرات الكبيرة فى المنطقة .

لنتجول الان سويا فى زيارة مدينة اوروموتشى حاضرة منطقة شينجيانغ للتمتع بجمالها الفريد واحساس ابنائها بالحياة السعيدة . اولا ، نستمع الى اغنية معروفة لقومية الويغور فى منطقة شينجيانغ عنوانها : آلاموهان ، وكلمة آلاموهان هى اسم فتاة ويغورية جميلة . وجاء فى كلماتها :

كيف شكل آلاموهان ؟ فتاة جميلة ممشوقة ، وحاجباها كهلالين ، وظهرها كافنان الصفصاف اللينة ، وشفتها الحمراء كالكرز الطرى ، وعيناها الواسعتان تجعلاننى ارتجف . اين تسكن آلاموهان ؟ على بعد غرب منطقة توروفان بثلاثمائة وستين ميلا صينيا .

أشتاق اليها ليل نهار ، وأعمل من أجلها غير مبالى من الرياح والثلوج، وأسير مسافة طويلة لزيارتها دائما حتى تهرأ حذائى . اين تسكن آلاموهان ؟ على بعد غرب منطقة توروفان بثلاثمائة وستين ميلا صينيا ......

هل تعرفون اين تسكن فتاة آلاموهان الجميلة ؟ نعم ، ان موطن آلاموهان يقع فى مكان يبعد عن منطقة توروفان غربا بثلاثمائة وستين ميلا صينيا وهو يشير الى مدينة اروموشى نفسها .

تقع مدينة أوروموتشى بجانب طريق الحرير القديم من جهة الشمال ، وفى شرقها اعلى قمة جبال تيانشان – قمة بوقدا الثلجية ، وفى جنوبها غابات تيانشان العميقة المترامية ، اما فى شمالها فتمتد صحراء كوربان تونكت ، وفى شرقها ، كما عرفتم من الاغنية ، تقع منطقة توروفان - ادنى حوض مشهور فى العالم . ويمكن ان نقول ان مدينة اوروموتشى تواجهها الصحراء والسهول والغابات والقمم الثلجية من

مختلف الجوانب ،وترسم يد الطبيعة عليها المناظر الخلابة العظيمة .

وتعتبر مدينة اوروموتشى مقصدا سياحيا ذائعا يجذب السياح الصينيين والاجانب بملامح قومياتها المتعددة وفنونها الثقافية القديمة الرائعة على طريق الحريرالقديم مع أساطيرها السحرية المتنوعة .

ان مكان أرداوتشياو بمدينة اوروموتشى مكان جذب يزوره السياح الصينيون والاجانب ، اذ انه حى مأهول بالاقليات القومية بصورة رئيسية ، كانه مدينة صغيرة منفردة تجسد ملامح جميع القوميات بمنطقة شينجيانغ ، وفيها اكبر بزار فى العالم اى سوق حرة دولية كبيرة تجمع الاطعمة والسياحة والتجارة على آن واحد ، وسوق أرداتشياو تعرض للزبائن جميع اعمال الفنون الشعبية من مختلف قوميات شينجيانغ، ويمكن ان يشترى فيها السياح الاشياء السياحية التذكارية ذات الخصائص القومية ، ويتمتعوا بالرقصات والاغانى القومية والاطعمة الاسلامية الشهية المختلفة .

جو ما هونغ تاجر من قومية الويغور فى سوق أرداوتشياو بمدينة اوروموتشى يبلغ عن عمره ثلاثا وأربعين سنة فى الوقت الحالى . حينما زاره مراسلنا ، كان يعزف ربابة بفرح وسرور فى محله التجارى لجذب الزبائن . ان العام الماضى هو عام مبروك لعائلة جو ما هونغ ، لانه استأجر محلا تجاريا فى سوق أرداتشياو الجديدة البناء ، وبعد نصف سنة ، انتقلت عائلته من المنزل الضيق القديم ذى الطابق الواحد الى شقة واسعة فى العمارة الجديدة ، وتبلغ مساحتها حوالى مائة متر مربع . وجلس مراسلنا مع افراد اسرته كلهم على سجادة حمراء جميلة مفروشة على ارض قاعة الضيافة ، وتحدث جو ما هونغ متأثرا عن حياته الجديدة التى تغيرت تغيرا كبيرا فى السنوات الاخيرة :

" كان بيتى قديما باردا وضيقا وازدحم فيه افراد اسرتى الخمسة لسنوات عديدة . والان لدينا شقة جديدة، واسعة ولامعة ، واشترينا سجاجيد جديدة وجميع الاجهزة الكهربائية المنزلية اللازمة ، وتغيرت معيشتنا تغيرا كبيرا . "

عرف جو ما هونغ مراسلنا قائلا ان دخل اسرته الشهرى الصافى فى موسم السياحة قد يصل الى تسعة آلاف يوان صينى ، واصبحت محفظة امواله متضخمة . لذا فقد سافر ما جو هونغ مع افراد اسرته جميعا الى بحيرة كاناس الجميلة للسياحة فى العام الماضى . والان لديه تطلوعات جديدة . وقال للمراسل :

" لم افكر كثيرا فى مستقبل ولدى فى الماضى . والان لدي فكرة جديدة وآمل فى إيصاله الى جامعات شهيرة فى مناطق الصين الداخلية لاكمال دراسته التخصصية وسأشترى له آلة كمبيوتر فى هذه السنة . وبالاضافة الى ذلك اود ان اشترى سيارة خاصة لاسرتى ."

ان ضاحية جنوبية لمدينة اوروموتشى منطقة مناظر جبلية ومصيف جميل، حيث تنمو اشجار الصنوبر الباسقة، ويسمع صوت خرير مياه الجداول الجبلية فى كل مكان وفى موسم الصيف القائظ ، تنتشر فى الغابة مخيمات عديدة لاقامة السياح والتمتع باسلوب حياة ابناء قومية القازاك وتقاليدهم الشعبية .

اما فى الشتاء فتصبح هذه المنطقة التى ترتدى ثوب الثلج الفضي ملعب التزلق على الثلوج المفتوح للسياح . زار مراسلنا فتي من قومة القازاك اسمه يرموك ، كان راعيا بالجبل الجنوبىالمحلى. وتماشيا مع تطور السياحة السريع فى منطقة شينجيانغ خلال السنوات الاخيرة ، ودع يرموك مع أبناء قوميته حياتهم الرعوية القديمة ومكثوا فى منطقة المناظر الجميلة ليشتغلوا فى اعمال السياحة المختلفة . والان اصبح يرموك مدربا بركوب الخيول فى الصيف وتعليم التزلق على الثلوج فى الشتاء وبسبب عمله المقبول كثيرا ، ازداد دخله السنوى اكثر فاكثر . وقال للمراسل :

" كسبنا الاموال من تطور خدمات السياحة ، وبعضنا قد اشتروا السيارات الخاصة بمكسوباتهم المالية من السياحة . وفتحنا ملعبا للتزلق على الثلوج هنا ونبيع ايضا اللحم المشوى للسياح . ويمكن ان يكسب كل منا ثلاثة آلاف يوان صينى تقريبا فى كل الشتاء ."

نصل الان الى بيت الشيخ محمود بمنطقة المناظر السياحية ، وبوابة بيته الحديدية الفنية تلفت الانظار . ومنزله مقرمد وتعلق على جدار قاعة الضيافة سجادة زاهية . انه يوفر المخيمات ولحم الغنم الشهى للسياح فى الصيف ، اما فى الشتاء فيقدم حليب الخيل ولحمه المقدد اللذيذ للسياح . ويمكن ان يبلغ دخل اسرته السنوى عشرين الف يوان صينى . وقال للمراسل :

" ولدت فى اسرة فقيرة ، تذكرت ان تناول الوجبة مشكلة كبيرة عندما كنت صغيرا. اما حياتنا الحالية فاصبحت سعيدة وغنية ، وهذا بفضل سياسة الحزب والدولة . لدينا الان جميع الاجهزة الكهربائية المنزلية كالثلاجة والمجمدة والفرن الكهربائى والاجهزة السمعية وغيرها ، ان حياتنا احسن مما كانت عليه فى الماضى."

الاصدقاء والصديقات مارأيكم فى هذه الزيارة ؟ ننتظر كتاباتكم وانطباعاتكم الينا ونرحب بكم فى زيارة منطقة شينجيانغ الجميلة اذا وجدتم فرصة .