أختتمت يوم الاحد الماضي الدورة الثانية للمجلس الوطني العاشر لنواب الشعب الصيني. وخلال هذه الدورة تم بحث مشروعات وقضايا عديدة ذات اهتمام مشترك من المندوبين القادمين من المناطق والفئات الاجتماعية المختلفة بالصين. ومن بينهم تشو شياو قوانغ / إحدى مندوبات المجلس. وفي حلقة اليوم نقدم لكم تعريفا بهذه المندوبة القادمة من مدينة يي وو بمقاطعة تشجيانغ شرقي الصين .
ظهر إسم تشو شياو قوانغ كثيرا في وسائل الاعلام الصينية المختلفة. وخاصة قبل أفتتاح الدورة السنوية الحالية للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني. وقام كثير من الصحفيين بزيارتها باعتبارها أول مندوبة بالمجلس تقوم بجمع الآراء والاقتراحات الشعبية عبر وسائل الاعلام ثم تقدمها لدورة المجلس. فلقى عملها هذا انتباها شاملا وأهتماما كبيرا من الاوساط الاجتماعية المختلفة داخل البلاد .
ولدت تشو شياو قوانغ في مدينة يي وو بشرقي الصين. وخلال الفترة ما بين الثامن عشر من ينايرالى الثامن من فبراير العام الحالي والتي تزامنت تماما مع أيام عيد الربيع الصيني هذا العام / أكبر عيد تقليدي في الصين، نشرت تشو شياو قوانغ في تلفزيون مدينة يي وو أعلانا بشكل مستمر لجمع آراء واقتراحات جماهير الشعب المحلي والتي تشمل قضايا في شتى المجالات الاجتماعية استعدادا لتقديمها الى الدورة السنوية الحالية للمجلس الوطني لنواب الشعب
الصيني التي بدأت في بكين في الخامس من مارس الحالي. وحول جمع هذه الاقتراحات الشعبية عبر وسائل الاعلام قالت تشو شياو قوانغ :
" يعمل كثير من سكان مدينة يي وو في مناطق أخرى خارج المدينة وحتى خارج البلاد، ويعودون في أيام عيد الربيع الى المدينة لمشاركة أفراد عوائلهم في الاحتفال بالعيد. وأنتهز هذه الفرصة لجمع آرائهم وملاحظاتهم واقتراحاتهم عبر نشر الاعلان في وسائل الاعلام .... "
وبعد عرض الاعلان على شاشة التلفزيون المحلي أصبحت تشو شياو قوانغ مشغولة جدا حيث إنهالت عليها الاتصالات الهاتفية طول اليوم. وذات مرة إستقبلت أكثر من مائة مكالمة هاتفية في يوم واحد. والى جانب ذلك ذهب اليها كثير من الناس مباشرة لتقديم آرائهم ومبادراتهم المتعلقة بالزراعة والتجارة وغيرهما من القطاعات الاخرى. وقالت تشو شياو قوانغ إن جمع آراء واقتراحات جماهير الشعب بأسلوب الاعلان التلفزيوني لم يوثق العلاقات بينها وبين جماهير غفيرة من الشعب فحسب بل حصلت بهذا الاسلوب وأساليب أخرى كالاستقبال المباشر والمراسلة البريدية حصلت على كثير من المعلومات التي لا تستطيع أن تحصل عليها في الايام العادية الاخرى.
وجمعت تشو شياو قوانغ مع مساعديها تلك الاراء والاقتراحات الشعبية التي تستحق للبحث والدراسة، وقامت بصياغتها، ثم قدمتها الى أجتماعات دورة المجلس الحالية. وجدير بالذكرأنها قدمت ستة وثلاثين مشروع بحث وإقتراحا شعبيا الى دورة المجلس في العام الماضي.
بلغت السيدة تشو شياو قوانغ هذا العام الثانية والاربعين من عمرها. وتعمل رئيسة
لمجلس ادارة مؤسسة خاصة كبيرة بمدينة يي وو بمقاطعة تشجيانغ. وأنتخبت مندوبة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني في ينايرعام 2003. وكانت قبل ذلك مندوبة للمجلس المحلي لنواب الشعب في مدينتي يي وو وجينغ هوا بمقاطعة تشجيانغ كل على حدة. وخلال هذه الفترة طرحت للدوائر المعنية بعض الاراء والاقتراحات والمشروعات بشأن تنمية المؤسسات الخاصة وتحسين بيئة أعمال التجار الاجانب المقيمين في مدينة يي وو ومسائل أخرى. وبعد إنتخابها مندوبة في المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني أخذت تشعر بأن مسئوليتها أصبحت أكبر وأثقل. وبدأت تولي أهتمامها لأمور وأشياء أكثر...
" قالت تشو شياو قوانغ إنني المندوبة الوحيدة في المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني التي تمثل جماهير الشعب في مدينة يي وو، ولا تعكس المشروعات والمبادرات التي قدمتها الى المجلس آراء قطاع التجارة والمؤسسات فحسب بل تعكس كذلك ملاحظات واقتراحات عموم جماهير الشعب في هذه المدينة ..."
ولأن جمع الاراء والمقترحات الشعبية عبر الاعلانات التلفزيونية هو أول تجربة شهدتها الصين لذلك لقيت تشو شياو قوانغ انتباها وإهتماما من الاوساط الاجتماعية المختلفة وتحدث السيد تشن يو جيآن/ أحد سكان مدينة يي وو الذي ذهب الى بيت تشو شياو قوانغ لابلاغها اقتراحه قائلا:
" أرى أن هذا الاسلوب جيد جدا إذ يمكنه أن ينقل أراء المواطنين الى مندوبي المجلس الوطني لنواب الشعب والى أجتماعات المجلس، لذلك لقي ترحيبا شاملا. وأنا مسرور بذلك أما
السيدة تشو شياو قوانغ فهي مندوبة ممتازة جدا لانها تنقل فعلا آرائنا الى القيادة العليا ..... "
لقى عمل تشو شياو قوانغ هذا دعما وتأييدا من قبل بعض الخبراء الصينيين، وتحدث الدكتور جين أن بينغ بكلية الادارة الحكومية بجامعة بكين عند تحليله لهذه الظاهرة قائلا:
" أرى أن جمع المبادرات المنشورة بوسائل الاعلام أسلوب جيد جدا، كما نعرف أن وسائل الاعلام كالصحف والاذاعات وشبكة الانترنت شملت الان جميع المدن المتوسطة والكبيرة داخل البلاد. وأرى أن استخدام هذا الاسلوب لدفع مسيرة بناء النظام السياسي الديمقراطي اتجاه صالح وممتاز.... "
لكن هناك بعض الناس يبدون آراء مختلفة، وهم يعتقدون أن جمع آراء الشعب بوسائل الاعلام لتوثيق العلاقات بين جماهير الشعب ومندوبيهم أسلوب صعب التطبيق برغم انه نوع من التقدم الجديد. ولأن تشو شياو قوانغ هى سيدة أعمال في المؤسسة الخاصة، وليس من الصعب أن تصرف بعض الاموال لنشر الاعلانات في وسائل الاعلام. أما المندوبون الآخرون فيصعب عليهم أن يقلدوا هذه التجربة.
أزاء هذه الاراء ترى تشو شياو قوانغ أن قنوات التبادل بين المندوبين وجماهير الشعب عديدة ومتنوعة ومن بينها جمع آراء المواطنين عبر وسائل الاعلام. والى جانب ذلك يمكن عقد ندوات أو زيارات مباشرة باعتبارها من أساليب التبادل المناسبة بين الجانبين. وقالت إن أسلوبها هذا لجمع آراء الشعب يتفق مع تفوقها الخاص والمتمثل في أنها من سيدات الاعمال في المؤسسة
الخاصة، ويمكن توثيق العلاقات بينها وبين الشعب بهذا الاسلوب بقدر الامكان. وتأمل تشو شياو قوانغ في أن تنقل المزيد من المسائل والقضايا الموجودة في الحلقات القاعدية بهذا الاسلوب الى اجتماعات المجلس الوطني لنواب الشعب ...
والى جانب ذلك استقدمت تشو شياو قوانغ بعض الخبراء وأساتذة الجامعات والمسئولين المتقاعدين في الدوائر الحكومية وغيرهم من الشخصيات ذات الخبرات الواسعة لتكوين فريق يساعدها على جمع آراء الشعب.ولدى أعضاء هذا الفريق معرفة كاملة لوضع التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مدينة يي وو حتى في مقاطعة تشجيانغ كلها. وهم يساعدون تشو شياو قوانغ على ترتيب المعلومات التي يجمعونها من خلال زياراتهم واستطلاعاتهم في الوحدات والحلقات القاعدية المختلفة مع تقديم آرائهم وإقتراحاتهم الخاصة اليها أيضا .
وقالت تشو شياو قوانغ إنها تعمل الان على الارتقاء بمستواها الشخصي عبر قراءة الكتب وإجراء الزيارات الاستقصائية الدائمة للاسواق. لانها أدركت بوضوح أنه يتعين عليها سواء أ كانت سيدة أعمال في المؤسسة الخاصة أو مندوبة في المجلس الوطني لنواب الشعب أن تعمل بجد وأجتهاد لكي لا تخيب آمال عمال وموظفي شركتها وجماهير الشعب الغفير التي انتخبتها مندوبة في المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني .