في هذا العام ستقام دورة أثينا الأولمبية ويعتبر كذلك هذا العام عاما مهما لاستعدادات بكين لاستضافة الدورة الأولمبية عام 2008 أيضا. وأولى الأعضاء المشاركون في اجتماعات المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني ببكين مؤخرا اهتماما بالغا بالأعمال التحضيرية لأولمبياد بكين المرتقبة ومنهم السيد تو مينغ دا مساعد رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد بكين.
عقب فوز بكين بحق استضافة الدورة الأولمبية لعام 2008 في الثالث عشر من يوليو عام 2001 وحسب متطلبات اللجنة الأولمبية الدولية، تم تشكيل اللجنة المنظمة لأولمبياد بكين في نهاية ذلك العام. ويبدو السيد تو مينغ دا متأثرا فيما يتعلق بأعمال اللجنة المنظمة لأولمبياد بكين خلال السنتين الماضيتين بصفته مساعد رئيس اللجنة وقال:
"تجري الاستعدادات على ما يرام حتى الآن التزاما بالخطة العامة للجنة الأولمبية الدولية واللجنة الأولمبية الدولية مقتنعة بأعمالنا ووصفتها بانها جادة ورائعة ومهنية."
ومن ثم عرفنا السيد تو مينغ دا بتفاصيل الاستعدادات لأولمبياد بكين من ثماني نواح وهي إنشاء الملاعب والتسويق والمنافسات الرياضية وخدمات اللاعبين والإعلام واجراءات الطوارئ والضمانات الأمنية وخدمات المتطوعين.
وأشار السيد تو مينغ دا الى ان الاستعدادات لأولمبياد بكين تنقسم الى ثلاث مراحل، الاولى مرحلة تمهيدية من عام 2001 الى العام الماضي والثانية مرحلة انشاء وتشييد من العام الحالي الى عام 2006 والثالثة مرحلة تجارب في العامين الأخيرين. وخلال المراحل الثلاث المذكورة تعد المرحلة الثانية أي إنشاء الملاعب الأولمبية أهم مرحلة وقال السيد تو مينغ دا في هذا الصدد:
" مرحلة تشييد الملاعب هي أهم فترة قبل إقامة الدورة الأولمبية وتوجد بعض الملاعب الآن في بكين ولكنها ليست كافية. ووفقا لمتطلبات الدورة الأولمبية يجب إنشاء احد عشر ملعبا جديدا إضافة الى ترميم أو توسيع عشرة ملاعب وذلك يتطابق مع خطة اللجنة الأولمبية الدولية لتصغير نطاق الأولمبياد حيث تأمل اللجنة الأولمبية الدولية في ان تستغل الدولة المضيفة الملاعب الموجودة أصلا بقدر الإمكان ولا تنفق كثيرا في إنشاء ملاعب جديدة، كما يتطابق ذلك مع سياستنا."
وقال السيد تو مينغ دا إن الصين بحاجة الى خمسة وثلاثين ملعبا، منها خمسة خارج بكين. وقد بدأ بناء اربعة ملاعب رئيسية في نهاية العام الماضي وسيبدأ تشييد ثمانية ملاعب أخرى قبل نهاية العام الحالي. وستطرح جميع مشاريع الإنشاء في مناقصات دولية مما يضمن عالمية مستوى التصميم.
وعلاوة عن الإنشاء يكون التسويق من أهم الأعمال التحضيرية للجنة المنظمة. وقال السيد تو مينغ دا في هذا الصدد:
"قمنا بإعداد خطة تسويقية ضمن الأعمال التحضيرية وهي حيوية جدا وتأتي منها كافة النفقات لتنظيم الدورة الاولمبية."
وأكد السيد تو مينغ دا على ضرورة ان تمول الدورة الأولمبية نفسها وليس من الحكومة او المواطنين. وجدير بالذكر انه تم جمع الأموال من حق البث التلفزيوني للدورة الأولمبية ومن الشركات الراعية من اللجنة الأولمبية الدولية، غير ان المجالات التسويقية الأخرى مثل استغلال شعار الأولمبياد ومنح الترخيص وعدد الشركات الراعية، مازالت غير كافية حتى الآن. وعبر السيد تو مينغ دا عن ثقته بتأمين الأموال لدورة بكين الأولمبية المرتقبة ما دام تجري تجويد الأعمال التسويقية.
وبالطبع ان رسالة الأولمبياد منافسات رياضية فتركز اللجنة المنظمة على الاستعدادات الرياضية وقال السيد تو مينغ دا إن اللجنة المنظمة لدورة بكين الأولمبية واللجنة الأولمبية الصينية تكثفان جهودهما حاليا لإعداد الأكفاء الإداريين الرياضيين من أجل تنظيم المباريات الأولمبية حينها بشكل أفضل وقال:
"ان الدورة الأولمبية منافسات رياضية على أية حال، فيجب علينا التنسيق مع اللجنة الأولمبية الدولية والمنظمات الرياضية الدولية بشأن اية لعبة. لذلك نحن بحاجة الى مجموعة من الأكفاء الذين يعرفون الرياضة والمعاملات الدولية جيدا ويجيدون اللغات الاجنبية على حد سواء."
وأوضح السيد تو مينغ دا ان كثيرا من الإداريين الرياضيين الصينيين يتمتعون بقدرة مهنية عالية ويسهل عليهم تنظيم منافسات رياضية محلية، لكنهم لا يجيدون لغات أجنبية فيصعب عليهم التعامل مع الوفود الأجنبية المشاركة في الدورة الأولمبية. لذلك ظلت اللجنة المنظمة توفدهم للدراسة في الخارج للاستفادة من خبرات الدول الأخرى وتحثهم على دراسة اللغات الأجنبية في الوقت نفسه. واضاف السيد تو مينغ دا انه سيتم تشكيل لجنة متخصصة لكل لعبة من ثمان وعشرين لعبة رئيسية في الدورة الأولمبية.
رغم ان الأولمبياد مهرجان رياضي ضخم لكن مفهومه تجاوز النطاق الرياضي وتعد إقامة دورة أولمبية فرصة سانحة لتعريف العالم بثقافة الصين ومعالمها الأخرى، لذلك تركز اللجنة المنظمة على الاستعدادات في مجال الإعلام والصحافة. وقال السيد تو مينغ دا في هذا السياق:
"ليست الأولمبياد شأنا رياضيا فحسب بل أوسع منه بكثير ونسعى الى تعريف العالم بسياسة الإصلاح والانفتاح والمنجزات العظيمة التي حققتها البلاد بفضل هذه السياسة، عبر الاستعدادات ولإقامة الدورة الاولمبية."
وكشف السيد تو مينغ دا ان اللجنة المنظمة تقوم حاليا بإنشاء آلية الطوارئ لمواجهة الحوادث غير المتوقعة مثل وباء السارس وانفلونزا الطيور لضمان تنظيم دورة بكين الأولمبية بسلاسة. وإضافة الى ذلك ستنفذ أعمال الضمانات الأمنية والمتطوعين والأعمال الأخرى عما قريب.
ومن خلال حديث السيد تو مينغ دا مساعد رئيس اللجنة المنظمة لدورة بكين الأولمبية يعتقد مراسل إذاعتنا ان أعمال اللجنة المنظمة جادة ودقيقة وتجري على ما يرام في كل النواحي فنثق في ان الدورة الأولمبية عام 2008 ببكين ستكون من أفضل الدورات في تاريخ الأولمبياد.