<%@ Language=JavaScript %> china radio international

حول إذاعة الصين الدولية

تعريف بالقسم العربي

إتصل بنا
نشرة جوية
مواعيد الطائرات
الأخبار الصينية
الأخبار الدولية
v الاقتصاد والتجارة
v العلم والصحة
v عالم الرياضة
v من الصحافة العربية
v تبادلات صينية عربية

جوائز للمستمعين

السياحة في الصين

عالم المسلمين

المنوعات

صالون الموسيقى

التراث الصيني العالمي
GMT+08:00 || 2004-03-30 16:04:46
المؤسسات الصينية تسعى وراء دخول الأسواق العربية

cri

تنتمي الصين ومختلف الدول العربية إلى الدول النامية وظل الجانبان يحافظان على صداقتهما التقليدية وأقاما علاقات التعاون بينهما على أساس الإخلاص والمنفعة المتبادلة. ومع تطور العلاقات السياسية بين الجانبين الصيني والعربي خلال السنوات الأخيرة، تطور التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما بسرعة فائقة. وفي بداية العام الجاري، زار الرئيس الصيني هو جين تاو مصر والجزائر حيث أعلن في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي الأمر الذي أرسى أساسا متينا لزيادة تعميق التعاون والتبادل بين الجانبين في مختلف المجالات. وبانتهاز هذه الفرصة التاريخية السانحة، بدأت العديد من الشركات الصينية الخاصة أو المملوكة للدولة بالأعمال التحضيرية لدخول الأسواق العربية.



سعت الصين خلال العقود المنصرمة إلى الحفاظ على العلاقات السياسية والدبلوماسية الوثيقة مع الدول العربية، لكن حجم التجارة الثنائية بينهما ما زال منخفضا نسبيا. ومنذ بني الصين استراتيجية تنوع الأسواق في تسعينات القرن الماضي، تطورت تجارة الاستيراد والتصدير الصينية مع الدول العربية إلى حد كبير. حيث بلغ حجم التجارة الثنائية في العام الماضي خمسة وعشرين مليارا وأربعمائة وثلاثين مليون دولار أمريكي بزيادة ثلاثة وأربعين وثلاثة أعشار بالمائة عن عام 2002. كما تتوسع باستمرار التبادلات الثقافية والتعليمية والسياحية والصحية والعلمية والتكنولوجية بين الجانبين. إن الصين دولة مترامية الأطراف وغنية بالموارد الطبيعية، ولكن معدل حصة الفرد من الموارد منخفض نسبيا، أما الدول العربية، فهي غنية بالموارد والطاقات. لذلك، هناك إمكانيات كبيرة لتكامل اقتصاديات الجانبين، وما زال هناك مجال واسع لدخول الصين الأسواق العربية، ولا شك أن إقامة آلية منتدى التعاون الصيني العربي أتاحت فرصة سانحة لتعميق التعاون بين الجانبين.

ظل العالم العربي مشهورا في العالم باحتياطيه النفطي الوفير. واتخذت بعض المؤسسات الصينية الكبيرة المملوكة للدولة مثل مجموعة البترول والغاز الطبيعي الصينية وشركة اكتشاف واستخراج البترول والغاز الطبيعي الصينية اتخذت إجراءات استعدادا لزيادة استيراد البترول الخام من الشرق الأوسط. وفي الوقت نفسه، بدأت بعض الشركات الصينية الخاصة توجه أنظارها إلى الأسواق العربية، وتعتبر الدول العربية شريكا تجاريا هاما وكامنا للصين. شركة تيان فا الخاصة شركة المساهمة المحدودة للبترول، قال مديرها العام السيد فانغ قانغ عند حديثه عن سبب اختياره السوق العربي:

أعتقد أن المكان الذي يستحق فعلا أن نطور أعمالنا فيه هو منطقة الشرق الأوسط، لأن هذه المنطقة غنية بالموارد، أما بلادنا، فتمتلك التكنولوجيا والكفاءات الأمر الذي شكل امكانية كبيرة لتكامل الجانبين، وهذه الإمكانية مهمة جدا بالنسبة لاستراتيجية بلادنا التنموية. واخترنا بعض الشركات العربية المماثلة لنا والتي لديها رغبة في دخول الأسواق الصينية لإجراء تعاون بيننا. وأنا واثق بأن أفاق التعاون مشرقة جدا.

وعلاوة على استيراد البترول والغاز الطبيعي من الدول العربية، تستعد بعض الشركات الصينية الكبيرة والمتوسطة لتصدير الأجهزة الصناعية لدخول الأسواق العربية متنافسة مع الشركات الأوروبية والأمريكية معتمدة على قوتها وخبراتها الخاصة بالتسويق الخارجي. شركة المساهمة المحدودة لإنتاج المضخات بمدينة شنيانغ هي أكبر مؤسسة لإنتاج المضخات في الصين، وكانت منتجاتها قد صدرت إلى باكستان والهند وإيران وبنجلاديش. وقالت السيدة ليو جينغ تشو مديرة مكتب التجارة الخارجية لهذه الشركة عند حديثها عن ترويج منتجات شركتها إلى الأسواق العربية:

"نأمل في جذب مزيد من رجال الأعمال العرب. إن المضخات التي يستخدمونها مصنوعة في الدول الأوروبية أو الولايات المتحدة، ونأمل في ترويج منتجاتنا في أسواقهم، لأن منتجاتنا تتمتع بقوة تنافسية، المنتجات الأوروبية ذات نوعية جيدة لكن أسعارها غالية جدا، أما منتجاتنا فنوعيتها جيدة أيضا وأسعارها رخيصة، فنحن مفعمون بالثقة. ونستعد لزيارة أسواقهم أو دعوتهم لزيارة مصنعنا لتعزيز ثقتهم في منتجاتنا".

وفي مجال تصدير البضائع، تتمتع البضائع الصغيرة الصينية بميزات فريدة بالمقارنة مع نظيراتها في العالم، مثلا أن المنسوجات والأزياء والأحذية والحقائب والفخار والخزف والألعاب الصينية تتمتع بقوة تنافسية قوية في العالم، وقد أصبحت البضائع الصغيرة الصينية مشهورة في الدول العربية وخلقت الشركات الصينية لإنتاج وترويج هذه البضائع أسواقا على مختلف المستويات في العالم العربي، ولكن العديد من التجار الصينيين الذين يبيعون البضائع الصغيرة بالجملة يأملون في مواصلة توسيع تجارتهم في الأسواق العربية. شركة شيليان المحدودة للتجارة الدولية بمدينة ليان يون قانغ هي وكيل معتمد لتصدير البضائع الصغيرة الصينية بالجملة، وقال السيد تشن ده شان نائب المدير العام لهذه الشركة:

"هيأت بضائعنا الصغيرة أجواء تجارية ملائمة في منطقة الشرق الأوسط، ونأمل الآن في توسيع هذه التجارة تدريجيا. وكانت الدول العربية تعتقد أن جودة البضائع الصينية منخفضة نسبيا، ولكنها غيرت رأيها معترفة بأن جودة بضائعنا تماثل نظيراتها في الدول الغربية بل تجذبهم أكثر من حيث الأسعار الأمر الذي يعتبر أكبر تفوق لدينا. ونستعد الآن لإنشاء مركز يجمع البضائع الصينية في دبي بالإمارات أو في سلطنة عمان حيث يمكن للتجار العرب أن يشتروا البضائع الصينية بالجملة مباشرة فور وصول هذه البضائع".

وعلاوة على التعاون في مجال الاستيراد والتصدير، وسع رجال الأعمال الصينيون استراتيجيتهم الخاصة بتنمية شركاتهم إلى تقديم مساعدات تقنية ومقاولة المشاريع الكبيرة للدول العربية. وقال السيد تشانغ قو دونغ مسؤول مكتب الاستكشاف والاستخراج في الحقل النفطي بشينجيانغ التابع للشركة الصينية لاستكشاف واستخراج البترول والغاز الطبيعي:

"نسعى إلى التعاون مع الدول العربية في مجالي استكشاف واستخراج البترول وإنتاج المنتجات النفطية ونتمكن من تقديم التقنيات الهندسية والخدمات المعنية باستكشاف واستخراج البترول. إن الدول العربية غنية باحتياطيها النفطي وماهرة في استخراج البترول في المراحل الأولى، أما الصين، فلها خصائص وميزات في مجال كيفية زيادة نسبة استخراج البترول الخام في المراحل الوسطى والأخيرة. لذلك، يمكن القول إن هناك فرصا كثيرة للتعاون بين الصين والدول العربية في هذا المجال".

إنتنتمي مجموعة البناء والتعدين الصينية إلى خمسمائة مؤسسة كبرى في الصين، وأبرمت في ثمانييات القرن الماضي عقود مقاولات في بعض المشاريع الخاصة بتصنيع وتركيب المنشآت الفولاذية والحديدية للعراق والأردن والكويت والإمارات والدول العربية الأخرى وتتمتع بحضور مميز في أسواق منطقة الشرق الأوسط. وبسبب الحرب على العراق، أوقفت المجموعة نشاطاتها التجارية في الشرق الأوسط وعادت في العام الماضي إلى أسواق هذه المنطقة وخططت لكسب مزيد من المشاريع التعاونية فيها. وأشار السيد شيو يانغ جي نائب مدير عام شركة المشاريع الدولية التابعة لهذه المجموعة إلى أن المجموعة ستنافس قريبا الشركات الأوروبية والأمريكية الكبيرة في مشاريع إعادة إعمار العراق عبر إظهار تفوقها سعيا وراء كسب مزيد من الحصص للصين في عملية إعادة إعمار العراق. وعلاوة على ذلك، تتشاور هذه المجموعة حاليا مع دولة قطر حول مقاولة تنفيذ مشروع بناء الملعب الرئيسي لدورة الألعاب الأسيوية عام 2006 ومن المتوقع أن تبلغ الكلفة المالية لهذا المشروع مائتين إلى ثلاثمائة مليون دولار أمريكي.

ومن أجل تشجيع رجال الأعمال الصينيين على دخول الأسواق العربية وتعزيز تعارف الجانبين على متطلباتهما التجارية، عقدت جمعية صداقة الشعب الصيني مع الدول العربية مؤخرا في بكين ندوة حول اقتصاديات الصين والدول العربية بحضور قرابة مائتين من رجال الأعمال الصينيين القادمين من مختلف أنحاء البلاد والسفراء والمستشارين العرب لدى الصين حيث توصل الجانبان إلى العديد من خطابات النوايا التعاونية. ويرى السيد وانغ تاو نائب رئيس الجمعية أن هناك مجالا واسعا جدا لإجراء التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية، مشيرا إلى ضرورة مواصلة تعزيز التعارف بين رجال أعمال الجانبين حول متطلباتهم التجارية عبر تكثيف الاتصالات بين الشعبين، حيث قال:

"زار الصين وفد سعودي يضم أكثر من تسعين رجل أعمال في العام الماضي واتصل بهم أكثر من ألفين وخمسمائة من رجال الأعمال الصينيين حيث توصل الجانبان إلى أكثر من مائة خطاب نوايا تعاونيا تتجاوز قيمتها المالية مليار دولار أمريكي، الأمر الذي يدل على أن الدول العربية شكلت سوقا كبيرة بالنسبة للصين، ولكن يجب علينا تعزيز التعارف التجاري بين الجانبين".

السيد عبد الله البوعين السفير القطري لدى الصين ورئيس مجلس الاقتصاد والتجارة التابع لمجلس السفراء العرب لدى الصين مفعم بالثقة في أفاق التعاون التجاري بين الصين والدول العربية. ووقع أن يبلغ حجم التجارة الثنائية بين الجانبين ثلاثين إلى خمسة وثلاثين مليار دولار أمريكي في العام المقبل.

مع تشكيل آلية منتدى التعاون الصيني العربي ستظهر المؤسسات الصينية ميزاتها وتفوقها في الأسواق العربية، ونتمنى للتبادلات الاقتصادية والتجارية بين الصين والدول العربية المزيد من الازدهار والتقدم، ونحن على ثقة بأن المؤسسات الصينية ستجد الترحيب والتعاون المطلوبين في الدول العربية لتلعب دورها في تعزيز العلاقات الودية التقليدية بين الجانبين بما يحقق المنفعة المشتركة للجميع.