تقع منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الويغور المسلمة فى شمال غرب الصين وهى ممر هام لطريق الحرير القديم الذى كان يربط اوروبا وآسيا الوسطى وآسيا الجنوبية . وفى الفترة ما بين اسرة هان الملكية الى اسرة تانغ الملكية اى قبل الفى عام وقبل الف عام على التوالى، توافد التجار الاجانب من مختلف الدول الى منطقة شينجانغ . فاصبحت منطقة شينجانغ مزدهرة فى ذلك الوقت.

ومنذ تطبيق الصين سياسة الاصلاح والانفتاح على الخارج فى اواخر الثمانينات من القرن الماضى، صارت منطقة شينجيانغ نقطة سياحية مشرقة فى غرب الصين. وفى حلقة اليوم ، نقدم لكم احوال تطور السياحة فى منطقة شينجانغ ونستمع سويا الى ما يشعر به بعض الاصدقاء الاجانب الذين يعملون حاليا فى منطقة شينجانغ او يزورونها للسياحة .

السيد باب جونسن هو مدرس فى المدرسة الثانوية الامريكية وظل يعمل فى حقل التربية والتعليم اكثر من عشرين سنة. وفى الوقت الحالى ، يعمل معلما لللغة الانجليزية فى مدرسة ثانوية بمنطقة شينجيانغ اكثر من سنة . وفى الاجازة الصيفية والشتوية ، دائما ما يتجول السيد باب جونسن فى منطقة شينجيانغ للسياحة.

السيد باب جونسن يحب اطعمة شينجانغ وثقافتها حبا جما بالاضافة الى السياحة فيها. فقد زار تسع مدن فى شينجانغ ، حيث زار مدينة " يلى " ثلاث مرات ومدينة " كوللا " مرتين ، فاعجب بالمناظر الطبيعية الجذابة فى مدينة" يلى" والكمثرى العطرى المشهور فى مدينة "كوللا" اعجابا شديدا. وحكى السيد باب جونسن لمراسل اذاعتنا رحلته التى لا ينساها ابدا .

فى ليلة ما ، كان السيد باب جونسن يتجول راجلا داخل مدينة "يلى" . وصادف راعى غنم يجيد اللغة الانجليزية ، فقضى الليلة معه فى خيمته ، وكان يتبادل أطراف الحديث مع هذا الراعى بكل فرح وسرور. فشعر السيد باب جونسن بحماسة مواطنى منطقة شينجيانغ وقال:

" اشعر بان مواطنى شينجانغ متحمسون جدا. فتركت منطقة شينجيانغ لدى انطباعات ممتازة من حيث المدن والارياف والصحراء والجبال والانهار والبحيرات والسهول وغيرها. فارجو من اصدقائى ان يتجولوا داخل منطقة شينجيانغ للتمتع بجمالها. "

تعتبر منطقة شينجانغ ملتقى وحيدا فى العالم للثقافة الهندية القديمة والثقافة الاسلامية والثقافة الغربية والثقافة الصينية القديمة. فتاريخها وحضارتها اهم عامل يجذب عددا كبيرا من السياح داخليا او خارجيا الى زيارتها والسياحة فيها. فمنذ ثمانينات القرن الماضى، ازداد عدد السياح الصينيين والاجانب القادمين لزيارة شينجيانغ سنويا.

والى جانب ذلك ، ان منطقة شينجانغ تسمى بمعرض القوميات الصينية" حيث تتعايش القوميات المختلفة والاديان المتعدد تعايشا سلميا. فيمكن للسياح التمتع بالعادات والتقاليد المتنوعة للقوميات بالاضافة الى ثقافاتها الدينية الوافرة المضامين. وجدير بالذكر ان منطقة شينجيانغ الملقبة ب"المتحف الطببعى " ايضا بها تسع وعشرون محمية طبيعية ، فتعتبر اكبر منطقة فى الصين ولا مثيل لها من حيث عدد المحميات الطبيعية التى تتوافر فيها الموارد الطبيعية مثل الصحراء الغوبى والجبال الثلجية والسهول والواحات والبحيرات الواقعة على قمم الجبال وغيرها ، الامر الذى يشكل صورة ساحرة .

السيد ساساتى من شركة الاذاعة والتلفزيون اليابانية NHK جاء الى منطقة شينجانغ مع فريق استكشاف الصحراء الذى نظمت رحلته وكالة الشباب الصينية للسياحة . ويرغب فى تصوير فيلم تلفزيونى يعكس المناظر الصحراوية فى ثانى اكبر صحراء فى العالم ---صحراء تاكلاماكان . وقال السيد ساساتى الذى جاء الى منطقة شينجيانغ لاول مرة :

" شعرت بالخوف عندما سمعت كلمة الصحراء فى البداية ، لانه لا توجد صحراء فى اليابان تماما." ولكن حينما دخلت الى الصحراء الواسعة، شعرت بالفرح والسرور البالغين. فأتجول داخل الصحراء راكبا الجمل كل يوم وبعيدا عن ضوضاء المدن ، هذه التجربة لم امر بها من قبل فى اليابان . 

واضاف السيد ساساتى قائلا:

" شىء مهم فى تنمية السياحة فى منطقة شينجانغ هو استكشاف طريق الحرير القديم ، لان اليابانيين يحبون هذا النوع من الرحلات . فاعتقد ان كثيرا من اليابانيين سوف يأتون لزيارة منطقة شينجيانغ. وعلاوة على ذلك ، تركت شينجيانغ انطباعات عميقة لدى ، وسأعرف اصدقائى بالمناظر الطبيعية الجذابة . "

وفى السنوات الاخيرة ، شهدت البنية الاساسية للسياحة فى شنجيانغ تحسنا كبيرا. فقد فتحت شركة شينجيانغ للطيران واحدا وستين خطا داخليا او خارجيا يربط بين منطقة شينجيانغ والمواقع السياحية الرئيسية فى الصين. والى جانب ذلك ، شكلت الخطوط الجوية والسكك الحديدية والطرق العامة شبكة مواصلات متعددة الوسائل ، الامر الذى يقدم للسياح تسهيلات سفر.

السيد اندرو واسن مدير عام قسم الصين بشركة هنس الامريكية للبذور جاء الى منطقة شينجيانغ لاول مرة عام 1984. و تعددت زيارته لها مع تطور هذه الشركة حيث بلغت عشرين مرة خلال السنة الماضية. وقال السيد اندرو:

" كنت اواجه صعوبات كثيرة فى كل النواحى من اكل واقامة وغيرها فى كل مرة جئت فيها الى شينجيانغ . فمع تسريع عملية العولمة خلال السنوات الاخيرة ، وجدنا ان مستوى الخدمات فى شينجيانغ اصبح افضل مما كان عليه كثيرا، حتى فى البلدات الصغيرة والارياف. "

هذا واستكملت البنية الاساسية للمواقع السياحية داخل منطقة شينجيانغ مع توسع حجم الاستثمارت السياحية فيها . فاصبح مستوى الخدمات فى المطاعم والفنادق ممتازا . والآن توجد مائتان وست وثلاثون وكالة سياحية ومائتان وثمانية وسبعون فندقا ذو نجوم فى شينجيانغ ، وبلغ عدد المشتغلين فى السياحة بصورة مباشرة او غير مباشرة حوالى اربعمائة وستين الف نسمة. وفى عام 2002، تجاوز عدد السياح الذين جاؤوا من داخل الصين وخارجها الى منطقة شينجيانغ اكثر من عشرة ملايين سائح. ومنهم حوالى مائتين وسبعين الف سائح اجنبى.

ورغم ان السياحة فى شيجانغ تأثرت بانتشار مرض سارس فى النصف الاول عام 2003 الى حد ما، ولكن شهدت انتعاشا سريعا منقطع النظير خلال النصف الثانى من العام الماضى. فتجاوز عدد السياح الصينيين القادمين الى شيجيانغ للزيارة فى عام 2003 عددهم فى عام 2002.

أما اهداف تنمية السياحة فى شينجيانغ لهذا العام، فهى : استقبال مائتين وسبعين الف سائح اجنبى واحد عشر مليونا وخمسمائة وثلاثين الف سائح صينى. وسيبلغ اجمالى ايرادات السياحة عشرة مليارات وثمانيمائة مليون يوان صينى بزيادة 15% عن عام 2003.

ومن اجل تحقيق هذه الاهداف، عززت منطقة شينجانغ ترويجها الاعلامي فى الخارج. والى جانب مشاركتها فى المعرض الدولى للسياحة والتجارة عام 2004 المقام فى مدينة شانغهاى والمعرض السياحى الدولى المقام فى مدينة موسكو هذا العام ، سترسل مصلحة السياحة فى شينجيانغ وفودا الى الدول المختلفة فى آسيا الوسطى وامريكا الشمالية وفرنسا واليابان وكوريا الجنوبية وباكستان والهند ومنغوليا وغيرها لجذب السياح .