في فبراير الماضي من هذه السنة، أعلن إتحاد كرة السلّة الصيني تعيين الأمريكي ديل هاريس والليتواني جوناس كازلاوسكاس لتوليّ مهام المدرّب العامّ والمدرّب التنفيذي لفريق كرة السلّة الوطني الصيني للرجال على التوالي، وهى أول مرة يعيّن فيها فريق كرة السلة الصيني للرجال مدرّبين أجانب. وفي اليوم السابع عشر من مارس الجاري، وصل المدرب التنفيذي جوناس الى بكين أولا، لتسلّم مهمة المدرّب رسميا. فيمكن القول:إن كرة السلة للرجال في الصين تستقبل عصر تدريب جديد بمدربين أجانب.
ولا يستطيع المدرب العام لفريق كرة السلة الصيني للرجال الأمريكي ديل هاريس الوصول الى الصين لتسلّم الاشراف على الفريق الصيني حتى شهر يونيو المقبل من هذا العام لأنه ما زال يعمل لفريق دالاس مافيريكس بNBA الأمريكية. لذلك وصل المدرب الليتواني المشهور جوناس الى بكين أولا. وفي الشهرين المقبلين سوف يتحمل كل مسؤولية تدريب فريق كرة السلة الصيني للرجال.
وكان المدرب جوناس الذي يبلغ عمره الآن خمسين سنة مدربا عاما لفريق كرة السلة الليتواني الوطني، وقاد الفريق الى الاشتراك في الألعاب الأولمبية في سيدني عام 2000 وفاز بالميدالية النحاسية في منافسات كرة السلة للرجال. وبفضل بروزه في التدريب فاز عدة مرات بجائزة "أحسن مدرب كرة سلة " في أوربا، ويلقب بلقب" القيصر الأوربي" في أوساط كرة السلة العالمية.
وبالرغم من أنه جاء الى الصين لأول مرة، تعوّد يوناس على عمله الجديد بسرعة. ففي اليوم السابع عشر من مارس، أعطى أول دروسه التدريبية لفريق كرة السلة الصيني، وبعد ذلك عقد أول مؤتمر صحفي منذ تولّيه العمل. وقال يوناس في المؤتمر الصحفي، إنه قد شاهد قبل مجيئه الى الصين عديدا من أشرطة الفيديو لمباريات الفريق الصيني، وتعرّف على طريقة لعب الفريق ومستويات اللاعبين جيدا، ويرى أن مستقبل كرة السلة للرجال في الصين مشرق جدا حيث قال:
"للكثير من اللاعبين في الفريق الصيني قدرات كبيرة صغارا أم كبارا في السن. يتدربون بجدّ واجتهاد كل يوم. لهم مستقبل مشرق جدا. وأعتقد أن في الألعاب الأولمبية ببكين عام 2008، سيكون فريق كرة السلة الصيني للرجال فريقا قويا جدا."
وعندما كان يعمل مدربا عاما للفريق الليتواني الوطني، أبدع يوناس تكتيكا فعّالا مناسبا لمهاجم الوسط المشهور سابونيس، وحقّق نجاحا كبيرا. والآن للفريق الصيني مهاجم وسط مشهور ياو مينغ، لكن يوناس أعرب عن أنه لن يعيد استخدام التكتيك القديم للفريق الصيني، حيث قال:" سوف أبدع تكتيكا مناسبا للفريق الصيني حسب إمكاناته الفعلية، لأن الفريق الصيني مختلف عن الفريق الليتواني، حتى ياو مينغ هو مهاجم وسط مختلف عن سابونيس. لن ينفعنا اذا أعدنا استخدام التكتيك القديم في تدريب الفريق الصيني".
وأوضح يوناس أنه سافر الى الولايات المتحدة قبل وصوله الى الصين خاصة للقاء مع ديل هاريس الذي سيكون المدرب العام للفريق الصيني، وتعاونا في تأليف كتاب يحوى خطة تدريبية خاصة للفريق الصيني. ويشرح الكتاب بتفاصيل مفاهيم أساسية لكرة السلّة، والنقاط الرئيسية للهجوم والدفاع وغيرها. وقد قرأ لاعب الفريق الوطني الصيني فان بين هذا الكتاب ويرى أنه مفيد جدا، حيث قال:
" كلاعب كرة سلّة، أرى أن هذا الكتاب سيفيدنا كثيرا ويساعدنا على اتقان أذكى
أساليب من اللعب، وعلى فهم المدرب بصورة أحسن، وعلى إجادة التكتيك والأسلوب الأحدث والأكثر فعالية."
وقال كوانغ لو بين، قائد فريق كرة السلّة الصيني الوطني، إن إتحاد كرة السلة الصيني عيّن المدربين الأجانب آملا في أنهم سيجلبون للمدربين واللاعبين الصينيين أحدث المفاهيم والتكتيك في كرة السلة.
وأضاف كوانغ لو بين يقول، كان صعبا على لاعبي كرة السلة الصينيين في الماضي أن يرفعوا مستوياتهم بصورة مرموقة مقيّدين بقامتهم وقوتهم. لكن الآن قد ظهرت دفعة من اللاعبين الذين لديهم قدرات بدنية ممتازة مثل ياو مينغ وباتر، فقد تغيرت أوضاع الفريق تغيرا كبيرا. وقد ارتفع مستوى الفريق الصيني ارتفاعا نسبيا بالمقارنة مع ما كان عليه في الماضي منذ نشط دوري المحترفين لكرة السلة داخل الصين. لكن الفريق الصيني بقى في مستوى متخلف نسبيا من حيث التكتيك وأساليب التدريب، وفهم المدربين واللاعبين لكرة السلة، الأمر الذي يعرقل ارتفاع مستوى كرة السلة في الصين. رغم ذلك نجح الفريق الصيني الوطني في آسيا بينما فشل في المباريات العالمية خلال السنوات الأخيرة.
" قد دخلت كرة السلة في الصين مرحلة جديدة بناء على أوضاع هيئة التدريب الحالية ومستوى اللاعبين الحالي، بالإضافة الى انضمام ياو مينغ للفريق. ومسألتنا الرئيسية الآن هى كيفية رفع مستوى كرة السلة في الصين رفعا ملحوظا."
وقال كوانغ لو مين، إن المدربين الأجانب مثل يوناس لهم تجربة غنية في تدريب الفرق العالمية العالية مستوياتها، فلا بد من أنهم سيجلبون للفريق الصيني أحدث أفكار الفنية وأساليب التدريب من أوساط كرة السلة العالمية، مما يؤدي الى القفزة الكبرى التي يرغب الصينيون في تحقيقها في مجال كرة السلة في الصين.
واعترف كوانغ لو مين أن تعاون المدربين المشهورين على الصعيد العالمي في تدريب فريق كرة السلة الصيني سيؤدي الى المزيد من تحسين صورة كرة السلة الصينية في العالم بعد انضمام ياو مينغ الى دوريNBA عام 2002 والذي أحدث صدى كبيرا في أوساط كرة السلة العالمية.