<%@ Language=JavaScript %> china radio international

حول إذاعة الصين الدولية

تعريف بالقسم العربي

إتصل بنا
نشرة جوية
مواعيد الطائرات
الأخبار الصينية
الأخبار الدولية
v الاقتصاد والتجارة
v العلم والصحة
v عالم الرياضة
v من الصحافة العربية
v تبادلات صينية عربية

جوائز للمستمعين

السياحة في الصين

عالم المسلمين

المنوعات

صالون الموسيقى

التراث الصيني العالمي
GMT+08:00 || 2004-04-06 19:19:38
زيارة احدى قرى ابناء قومية داى فى مقاطعة يوننان لمعرفة تقاليدهم القومية

cri

ان قومية داى احدى الاقليات القومية الصينية المعروفة تقطن فى مقاطعة يوننان بجنوب غربى الصين منذ سنين ، وتعرف بمساكنها المصنوعة من البامبو وكما تعرف بملابسها ورقصاتها وتقاليدها الجميلة كالتنورة الطويلة ورقصة الطاؤوس وعيد رش الماء، وكل ذلك يعكس لنا خصائص هذه القومية ومشاعرها الرومانسية . لذا يرتاد قرى قومية داى دائما كثير من المصورين الصينيين لالتقاط الصور للمناظر الطبيعية الساحرة ولفتيات قومية داى الجميلات .

قبل ايام ، زارت مراسلتنا قرية قومية داى التابعة لمدينة جين هونغ بولاية سيتشوانغباننا لمقاطعة يوننان، وهى منطقة مأهولة بابناء قومية داى بصورة رئيسية.وبعد مضى نصف ساعة تقريبا بالسيارة ، وصلت الى قرية قومية داى التى مازالت تحافظ على التقاليد القومية الاصيلة مع ان المسافة بينها وبين مدينة جين هونغ حاضرة ولاية سيتشوانغباننا المتطورة لا تتجاوز ثلاثين كيلومترا . والان لندخل سويا الى هذه القرية القومية .

فنحن لم ندخل القرية بعد، ولكنا سمعنا اصوات موسيقى التى طربت لها اسماعنا بايقاعاتها البطيئة وعكست لنا حياة ابناء قومية داى الهادئة والسعيدة . وفى هذه اللحظة، جاءت فتاة من قومية داى تدعى يو ون وهى تلبس تنورة طويلة زاهية على الشكل القومى جعلتها تبدو ممشوقة القامة وطويلة . ورحبت بنا وبدأت ترافقنا فى الزيارة . عرفت يو ون المراسلة قائلة :

" ان ابناء قومية داى يقطنون فى خمس قرى طبيعية تكثر فيها المناظر الطبيعية والاصطناعية ، ويبلغ عدد سكانها اكثر من الف واربعمائة فرد ينتمون الى ثلاثمائة وثلاث عشرة عائلة . وهنا لانشاهد بنايات قومية داى واشغالها اليدوية التقليدية فحسب ، بل نستطيع ان نحس بنبضات حياة ابناء هذه القومية ونلمسها ."

تجولنا على طرق القرية المتعرجة وعلى جانبيها منازل ابناء قومية داى التى تنتشر بين الاشجار الكثيفة كشجرة جوز الهند وشجرة كوثل الكاشو. وتتكون منازل ابناء قومية داى دائما من طابقين وترتكز فى اساسها على اربعة اعمدة من اخشاب الخيزران او غيرها ولذلك فهى مرتفعة جدا عن الارض ، ويقيم افراد الاسرة عادة فى الطابق الثانى، اما الطابق الارضى ففى اغلب الاحيان توضع فيه بعض المستلزيمات الخاصة بالعائلة .

تحب فتيات قومية داى وضع الزهور الجميلة على رؤوسهن كما فعلت مرافقتنا الشابة يو ون ، وعندما سألت مراسلتنا سبب ذلك ابتسمت يو ون واشارت بيدها الى مختلف الازهار المتفتحة والمنتشرة فى كافة انحاء قائلة ان الازهار متفتحة هنا طوال الفصول الاربعة ، كما تكون الاشجار دائمة الخضرة فى هذه الفصول. ويتزين فتيات قومية داى بالازهار العطرة دائما لزيادة جمالهن .

صدى أصوت الغناء يطرب اسماعنا بين حين وآخر، واخبرتنا المرافقة يو ون ان عددا من المطربين الشعبيين من قومية داى يتدربون على غناء اغنيات "زانها" . وكلمة "زانها" تشير الى مطرب شعبى ينتمى لقومية داى خصيصا، واغنيات "زانها" هى تعابير غنائية يؤديها المطربون المحليون للتعبير عن التمنيات الطيبة والتطلعات الجميلة فى مناسبات الزواج او الموت اوالاعياد المختلفة .

وذكر ان هذا الشكل الغنائى يرجع تاريخه الى اكثر من الف سنة ويقبل عليه المحليون اقبالا كبيرا ويرون ان الحياة غير ممتعة ولا طعم لها بدون اغنيات "زانها".وقالت يو ون لمراسلتنا ان ابناء قومية داى لن يستغنوا عن التعابير الغنائية من "زانها" ، كما انهم لن ينقطعوا عن قراءة التعاليم الدينية المنقوشة على سطح اوراق شجرة بيسون .

فى قرى ابناء قومية داى شاهدنا بعض المسنين ينقشون على سطح اوراق شجرة بيسون التعاليم الدينية بدقة وجدية مع انهم معمرون فى السن وهم يستخدمون دبوسا صغيرا جدا . قال احد المسنين للمراسلة ان هذا الفن تعلمه فى المعبد منذ صغره وكان تعليمه للفتيات ممنوعا .

وذكر ان التعاليم الدينية المنقوشة على سطح اوراق شجرة بيسون تعتبر " موسوعة كبيرة " لتسجيل التطورات التى شهدها مجتمع قومية داى ، اذ فيها سجلات تاريخية كثيرة ذات قيمة كبيرة تحتوى على معلومات الطب الصينى والادوية التقليدية الصينية والمعارف الفلكية والتشريعية القديمة وغيرها .

ولكن فى الوقت الحاضر لم يبق سوى هؤلاء المسنين الذين يقومون بهذا العمل للتعبير عن انتمائهم القومى، ومن ثم يعرضون هذا الفن القديم للسياح ، هذا من جهة ومن جهة اخرى يقدمون اعمالهم هذه كقرابين فى المعابد تعبيرا عن اخلاصهم للالهة . وتجدر الاشارة الى ان جميع ابناء قومية داى يعتنقون الدين البوذى ولكل قرية معبد بوذى جميل سواء كانت القرية فقيرة ام غنية . وقالت يو ون للمرسالة عند زيارتنا لمعبد ذهبى لامع :

"يدعى هذا المعبد معبد دافوه بقرية موهان ، أسس فى عام 583 وهومعبد قديم يرجع تاريخه الى الف واربعمائة سنة ، وبسبب موقعه فى قلب القرية يجتمع فيه دائما جميع ابناء قومية داى لاقامة الاحتفالات واداء الصلاة فى مختلف المناسبات والاعياد الدينية ."

كلامها صحيح ، وجدت مراسلتنا جميع ابناء قومية داى لطفاء ومخلصين ومرتاحى الاعصاب عند تعاملهم مع الاخرين، وربما ذلك بفضل اعتقادهم بالدين البوذى .

وصلنا الان امام منزل اسرة من قومية داى ، وصعدنا من وراء المرافقة يو ون سلم منزل دياو جياو لو لزيارة هذه الاسرة ، وما إن دخلنا المنزل ، قدمت لنا صاحبة الاسرة التى تدعى يو بوه ، فواكه متنوعة تكريما لنا . لم تتكلم كثيرا ولكن كانت ابتسامات لطيفة تطبع على وجهها ، واخبرتنا ان زوجها ذهب الى العمل فى الحقول وابنتها الكبيرة تعمل كمرشدة سياحية فى القرية، اما ابنها الصغير، فهو طالب فى المدرسة . ويتكون منزلها من ثلاث غرف واسعة الى جانب غرفتين خاصتين لاستقبال السياح الوافدين . قالت يو بوه لمراسلتنا :

" ان السياح يحبون المكوث فى منازل ابناء قومية داى ليشاركوهم فى الاكل والحياة ويتمتعوا ايضا بضيافتهم . وبعض السياح يقيمون هنا لشهرين او ثلاثة اشهر احيانا للتمتع بالحياة الطبيعية ."

قالت يو بوه ان دخل اسرتها قبل تطور السياحة ، كان يأتى بصورة رئيسية من الزراعة . ومنذ تنمية السياحة على نطاق واسع تغيرت الاحوال تغيرا كبيرا ، وزاد دخل الاسرة ، وتحسنت حياة كل ابناء قومية داى فى القرية تحسنا واضحا. نتمنى ان تزدهر حياتهم باستمرار .

نزلنا من منزل اسرة يو بوه وودعناها امام منزلها وهى وافقة هناك لتنظر الينا عند مغادرتنا ، وعندما سرنا بعيدا ، سمعنا ايضا صوتها الذى يقول " مع السلامة ، ومرحبا بزيارتكم مرة اخرى " . نعم ، لابد ان نعود اليها والى قرية ابناء قومية داى مرة اخرى لمشاركتهم فى الاحتفال بعيد رش الماء، وهوعيد تقليدي كبير لقومية داى ويقام دائما فى اواسط ابريل كل سنة ،حيث يقوم جميع ابناء قومية داى سواء كانوا كبارا وضغارا رجالا ونساء برش الماء بعضهم على بعض بفرح وسرور تعبيرا عن السعادة والبركة .

غادرنا قرية ابناء قومية داى ، وعندما التفتنا للنظر اليها، شاهدنا ان ضوء الشفق الذهبى الجميل هو يغطى كل القرية ، وكان دخان طبخ وجبات العشاء يرتفع من كل منزل من منازل ابناء قومية داى، ويتصاعد الى الهواء من بين الاشجار الخضراء رويدا رويدا ، و تعكس سقوف المعابد المقرمدة ضوء ذهبيا لامعا ، يا لها من صورة زيتية جميلة ، لا بد ان اعود اليك للتمتع بجمالك .