<%@ Language=JavaScript %> china radio international

حول إذاعة الصين الدولية

تعريف بالقسم العربي

إتصل بنا
نشرة جوية
مواعيد الطائرات
الأخبار الصينية
الأخبار الدولية
v الاقتصاد والتجارة
v العلم والصحة
v عالم الرياضة
v من الصحافة العربية
v تبادلات صينية عربية

جوائز للمستمعين

السياحة في الصين

عالم المسلمين

المنوعات

صالون الموسيقى

التراث الصيني العالمي
GMT+08:00 || 2004-04-08 14:53:21
كل الجهود من أجل سمعة ومكانة الصين

cri

المتكلم هو ألويس ستشايشر المدير العام لشركة لوبيرغير الصناعية النمساوية والذي يستعد الان للتعاون مع السيد وانغ شو بين رئيس مجلس الادارة لشركة تشينغ هوا الصينية لانتاج الطابوق المقاوم للحرارة العالية والمستخدم في بناء الافران في مصانع الحديد والصلب.

الطابوق المقاوم للحرارة العالية من أهم منتجات شركة تشينغ هوا الصينية التي أقامها وانغ شو بين. وفي السنوات الاخيرة يستغل وانغ شو بين موارد المغنسيوم المعدنية المتوافرة في مسقط رأسه بشمال شرقي الصين لانتاج هذا الطابوق الذي لا تشتريه كثير من المصانع الصينية للحديد والصلب فحسب بل تستورده أيضا مصانع حديد وصلب كثيرة في دول العالم. والى جانب ذلك يساعد وانغ شو بين الفلاحين في قريته بهذا الاسلوب على التخلص من الفقر والارتقاء بمستوى معيشتهم .

كان وانغ شو بين فلاحا عاديا في قرية تشينغ هوا يوي القريبة من مدينة ينغ كوه الواقعة بشمال شرقي الصين وكانت الآراضي المحيطة بهذه القرية مزروعة بالقطن. وكان وانغ شو بين رئيسا للفرقة الانتاجية الثانية في القرية وبفضل انجازاته المرموقة في زرع القطن أختير ذات سنة نموذجا متقدما على مستوى المقاطعة. ولكنه رأى أنه مهما بذل فلاحو القرية البالغ عددهم أكثر من ستمائة شخص جهودهم المضنية في زراعة القطن فستبقى الآراضي الزراعية البالغة مساحتها أقل من عشرين هكتارا في القرية غير كافية لتوفير مداخيل جيدة لهم، وسيظلون على حالهم فقراء كما ستبقى قريتهم قرية الفقراء ....

وانطلاقا من شعوره المهني كرئيس للفرقة الانتاجية في القرية وضع وانغ شو بين هدف حل مشكلة الغذاء والكساء لفلاحي القرية على رأس اهتماماته، ومن أجل تحقيق هذا الهدف قاد أولا الفلاحين في صنع الجير ثم قادهم في انتاج فلزات المغنسيوم من المناجم التي يحفرونها بأنفسهم وبهذا الاسلوب تطورت أعمال القرية حتى تأسست أخيرا شركة تشينغ هوا الحالية. واستذكر وانغ شو بين تلك الايام الصعبة قائلا :

" كنا نعمل في المناجم في الفترة ما بين عام 1974 الى عام 1984 من اجل تسوية مشكلة الغذاء والكساء لفلاحي القرية. وفي الوقت نفسه جمعنا بعض الاموال استعدادا لتأسيس مؤسسة. وفي الفترة ما بين عام 1984 الى عام 1993 كنا ننتج بشكل رئيسي مواد البناء بما فيها الطابوق المقاوم للحرارة مستغلين الموارد المعدنية المتوافرة المحلية وسياسة الاصلاح والانفتاح التي تطبقها الدولة في تلك الفترة اضافة الى استغلال الأيدي العاملة الرخيصة في القرية ..."

وفي السنوات الاولى التي بدأ فيها وانغ شو بين مع فلاحي قريته صنع الجير كانت الصين تطبق نظام الاقتصاد المخطط ولم تكن إقامة المؤسسات الخاصة مسموحا بها . ورغم قصر قامته كان وانغ شو بين جريئا، وقاد الفلاحين في صنع الجير في الليل ثم بيعه سرا وتوزيع الاموال للجميع.وبفضل هذه الاعمال سرعان ما تحسنت ظروف معيشة الفلاحين وإختفت مشكلة الغذاء والكساء. وفي نهاية السبعينات من القرن الماضي حيث كان معدل الدخل الفردي السنوي للفلاحين الصينيين أكثر من مائة يوان صيني وصل معدل الدخل السنوي الفردي لفلاحي قرية وانغ شو بين الى ألف يوان صيني.

بعد أن بدأت الصين تطبيق سياسة الاصلاح والانفتاح، إختفت القيود التي كانت تكبل وانغ شو بين وقاد الفلاحين في أنتاج فلزات المغنسيوم من المناجم التي حفروها بأنفسهم. وجدير بالذكر أن منطقة ينغ كوه تعتبر من افضل المناطق ذات موارد المغنسيوم في العالم. ومن المعروف أن فلزات المغنسيوم هى مادة خام مهمة مستخدمة في انتاج الطابوق المقاوم للحرارة العالية، ونظرا الى زيادة سرعة تطور الصناعة في الصين كلها وزيادة الطلب على هذا الطابوق في الاسواق سمحت الدولة للقطاع الخاص باستخراج فلزات المغنسيوم من المناجم مقابل دفع مبلغ محدد من المال. ومنذ ذلك الوقت تشهد فلزات المغنسيوم التي تنتجها قرية وانغ شو بين رواجا وإقبالا في الاسواق، وأخذ دخل فلاحي القرية يرتفع بشكل سريع مع مرور الايام ......

وانغ فنغ رئيس المصنع الثالث لشركة تشينغ هوا. بدأ يعاون وانغ شو بين في تطوير الاعمال في القرية ابتداء من الثمانينات من القرن الماضي وعند استذكاره تلك الايام التي بدأت فيها أعمالهم تتطور تطورا سريعا قال :

" تخرجت حينذاك في المدرسة الاعدادية وكانت شركة تشينغ هوا تحقق تقدما كبيرا في كل سنة من تلك السنوات. وكانت الأجرة الفردية اليومية في المؤسسة في السنة الاولى يوانين فقط وإرتفعت في السنة الثانية الى يوانين ونصف وفي السنة الثالثة الى ثلاثة يوانات وبعد ذلك إرتفعت هذه الأجرة بمقدار يوان واحد كل سنة.... وبهذا الاسلوب التدريجي أصبحت شركتنا ذائعة الصيت في المنطقة وتحسنت ظروف معيشة الفلاحين تحسنا ملحوظا سنة بعد أخرى ."

ورغم تحقيق هذه الانجازات، لم يصل وانغ شو بين الى مستوى القناعة وكان يرى أن معظم الارباح تذهب الى التجار الاجانب حيث تشتري المؤسسات الاجنبية فلزات المغنسيوم من قرية وانغ شو بين لانتاج الطابوق المقاوم للحرارة العالية ذي المواصفات الاحسن ومن ثم تسوقها الى الدول الاخرى في العالم وخاصة الى مصانع الحديد والصلب الصينية . وحول هذه المسألة تحدث وانغ شو بين قائلا:

" كانت الارباح التي نحصل عليها من بيع مائة طن من فلزات المغنسيوم تساوي نفس قيمة الارباح التي تحصل عليها المؤسسات الاجنبية من بيع خمسة أطنان فقط من طابوق المغنسيوم . لذلك كانت معظم الارباح تذهب الى الاجانب. وعندما يصدرون لنا منتجاتهم التي لا نستطيع إنتاجها يرفعون أسعارها الى درجة عالية جدا. ولم تكن لدينا القدرة على إجبارهم لخفض تلك الاسعار الى حد معقول إلا بعد أن نمتلك إمكانية إنتاج هذا الطابوق. ومن أجل سمعة ومكانة بلادنا وأمتنا الصينية علينا أن نبذل كل الجهود لتحقيق هدفنا."

بعد أن عقد وانغ شوه بين العزم على تحقيق هذا الهدف الهام لابناء وطنه، بدأ تجربة انتاج الطابوق المقاوم للحرارة العالية. وقام أولا بتخصيص ثمانين مليون يوان صيني لبناء خطين على مستوى الوطن لانتاج الطابوق المقاوم للحرارة. ولم يمض وقت طويل حتى أصبح هذا الطابوق أهم منتجات مؤسسة وانغ شوه بين. وفي الوقت نفسه سد هذا الطابوق فراغا في مواد البناء في الصين. ويتمتع هذا الطابوق بجودة ممتازة وسعرمعقول ويمكن إستخدامه لمدة طويلة. ولهذه الاسباب لقي إقبالا ورواجا في كثير من مصانع الحديد والصلب الصينية التي كانت تستورد هذا الطابوق بسعر باهظ من الخارج.

لم يشتهر وانغ شوه بين في قطاع انتاج الطابوق المقاوم للحرارة داخل البلاد وخارجها فحسب بل نجح أيضا في قيادة فلاحي قريته نحو تحسين مستوى معيشتهم. واذا زرت قرية وانغ شوه بين فستجد الفلاحين يسكنون الان في عمارات ذات عدة طوابق وتوجد أمام هذه العمارات أرض معشوشبة خضراء تحيط بها طرق عريضة نظيفة ومنتظمة، ويمكن القول إن بيئة هذه القرية لا تقل الان عن الاحياء السكنية الحديثة في المدن الكبرى جمالا وأناقة. السيدة تشانغ شو يون فلاحة مسنة في هذه القرية. قالت إن كل عائلة من عوائل القرية تملك الان ممتلكات تتجاوز قيمتها مليون يوان صيني، كما تملك أيضا أسهم شركة تشينغ هوا، ويمكن أن تحصل على فوائدها في نهاية كل سنة. وقالت هذه المسنة إن كل فلاح في القرية يكن إحتراما كبيرا لوانغ شوه بين. ولو لا وانغ شوه بين لما تحققت الحياة السعيدة لكل عائلة من عوائل القرية "

قالت المسنة تشانغ شو يون:" لو لا وانغ شوه بين لما تحقق يومنا هذا وبفضل جهوده حصلنا على الاموال وأسهم الشركة وفوائدها وبفضله بدأنا نعيش عيشة سعيدة يحسدنا عليها الفلاحون في القرى الأخرى ..... "

وخلال تحويل شركة تشينغ هوا من مؤسسة مملوكة للقرية الى شركة مساهمة تم توزيع مائة ألف سهم على الاقل لكل عائلة من عوائل القرية تساوي قيمتها حوالى مليون يوان صيني. ووفقا للائحة الشركة يمكن لاية عائلة حاملة لهذه الاسهم أن تحولها الى عائلة أخرى . وجدير بالذكر أن الشركة قد حققت مائة وخمسين مليون يوان صيني من صافي الارباح في السنوات الأربع الاخيرة. هذا يعني أن كل سهم من أسهم الشركة حقق يوانا واحدا وسبعة أعشار يوان صيني. وبعد أن عرفت عوائل القرية هذه الحالة قامت كلها إلا عائلة واحدة بإعادة توظيف جميع فوائد أسهمها في الشركة باعتبارها أستثمارات جديدة في سبيل تطوير أعمال الشركة في المستقبل. الامر الذي جعل وانغ شوه بين متأثرا جدا وقال إن هذه الاستثمارات الجديدة تمثل عوامل دفع تساعد عجلات الشركة على الدوران بشكل أفضل وأسرع.

لقد أصبحت شركة تشينغ هوا حاليا أكبر مؤسسة لانتاج الطابوق المقاوم للحرارة داخل البلاد. وتعمل الان على زيادة وتوثيق التعاون مع الشركات الاجنبية من أجل تحقيق تطور أكبر. وقال وانغ شوه بين إنه سيواصل السعى وراء تطوير الانتاج وتحقيق المزيد من الفوائد لفلاحي قريته ولرفع سمعة ومكانة المنتجات الصينية في السوق الدولية ...