أما شقيقات فان فو شوو الثلاث فيمدحن جولى دائما أيضا، وقالت الأخت الكبرى الثانية إن جولى تعمل كل أعمال البيت بجد وإجتهاد:

" في أحيان كثيرة يتميز مزاج فان فو شوو بالحدة ولكن زوجته جولى تحبه حبا جما وصبورة عليه ومتسامحة معه دائما، لذلك نحبها نحن جميعا، وبعض الاحيان أشعر بالغيرة لانهما يحبانها أكثر مني ..... "

وقالت جولى لمراسلنا إنه لم يمض وقت طويل حتى حققت جهودها مع فان فو شوو نتائج مثمرة إذ أكسبهما بيع الابقار الحلوب كثيرا من الاموال، لقد كان فان فو شوو يشتري الفواكه التي تحبها زوجته جولى بمقدار نصف كيلوغرام كل مرة، أما الان فيشتري سلة كاملة من هذه الفواكه كل مرة ويعود بها الى البيت لتأكل جولى منها في أي وقت تشاء .

وأمام هذه التغيرات عبر فان فو شوو عن إرتياحه للاسلوب الذي يتخذه الان لتحقيق الثراء مؤكدا أنه بفضل سياسة الدولة لاسعاد الشعب يزداد دخل عائلته ازديادا ملحوظا ومستمرا :

قال فان فو شوو:" يمكننا أن نحصل على أربعين أو خمسين ألف يوان صيني من الدخل السنوي من تربية أبقار الحليب، ذلك بالاعتماد على أموال عائلتنا من جهة وعلى القروض الحكومية أيضا ...... "

يقوم فان فو شوو حاليا بتربية عشرين رأسا من أبقار الحليب وأكثر من أربعين رأسا من الاغنام وتملك عائلته الان جرارا زراعيا وماكنة لقطع الاعشاب. وأنجزت أيضا بناء مخزن خاص لخزن الاعلاف من الاعشاب الطازجة أما جولى فتقوم كل يوم بتنظيف غرف المنزل وترتيب الشئون العائلية، وبفضل جهودها أصبح كل مكان في البيت منتظما ونظيفا. والى جانب هذه الاعمال تقوم جولى دائما باعداد وجبات الغداء والاطعمة الشهية الاخرى كسلطة المقبلات وغيرها من الاطباق الغربية التي يحبها جميع أفراد العائلة كثيرا ... أما أبنها الصغير فهو ممتلئ الجسم ومحبوب الشكل وتصفه أمه جولى بأنه ملاك جميل. وما إن شاهد هذا الصغير الأبقار الحلوب داخل حظيرة بيته حتى يطير فرحا وهو في حضن أمه. وجدير بالذكر أن والدة جولى زارت الصين مرة في الماضي ، وعندما لاحظت الحياة السعيدة لابنتها جولى وزوجها فان فو شوو وهما في غاية الرضا والسرور قالت لجولى إنها سعيدة جدا لمشاهدتهم سعداء ....

قال فان فو شوو:" هذه مجرد البداية لحياتنا السعيدة ، وستطبق الحكومة ابتداء من العام الحالي سياسة جديدة تهدف الى تخفيف الأعباء عن كاهل الفلاحين وتوفير المزيد من التسهيلات والفوائد لهم." وكانت عائلة فان فو شوو تدفع رسوما وضرائب مختلفة تتراوح قيمتها بين ثمانيمائة وتسعمائة يوان صيني كل سنة، أما في السنة الحالية فدفعت أكثر بقليل من ثلاثمائة يوان صيني فقط من الرسوم والضرائب. وبعد تطبيق سياسة تحويل الآراضي الزراعية الى غابات تقوم الحكومة بمنح تعويض من الحبوب لكل عائلة من عوائل الفلاحين، واذا قام الفلاحون بزرع الاشجار في الجبال تقدم لهم الحكومة مبلغا من الجائزة التشجيعية، وقال فان فو شوو إنه إذا واصل بذل الجهود في العمل فستكون الحياة أكثر سعادة يوما بعد يوم. وبعد التشاور مع زوجته يعتزم زيادة تطوير تربية أبقار الحليب في عائلته لتحسين مستواها المعاشي .....

" اتفقنا على مضاعفة الجهود لتطوير تربية أبقار الحليب في العائلة، وسنجمع مزيدا من الاموال لتحقيق ذلك حتى يصل عدد أبقارنا الى أربعين أوخمسين رأسا. "

تنتشر قصة فان فو شوو وزوجته لتحقيق زيادة الدخل بالعمل في مسقط رأسه بسرعة، وبدأ كثير من الفلاحين الذين كانوا متعودين على زرع الأرض منذ أجيال عديدة يقلدونهما وبدأوا بتربية الابقار الحلوب أو الاغنام. وقال فان فو شوو لمراسل اذاعتنا إن ستين بالمائة من عوائل قريته قد بدأت بعمل تربية الابقار الحلوب أو الاغنام وبدأت حياتهم تتحسن تحسنا ملحوظا ....